هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعربت أسرة الصحافي السوداني عثمان ميرغني، عن قلقها من استمرار اعتقاله الذي دام لأكثر من أسبوعين في ظل عدم الكشف عن مكان احتجازه، ودون توجيه تهم إليه، إلا أن اتحاد الصحفيين السودانيين قال إنه تلقى تطمينات حول صحة وظروف اعتقاله، وطالب بالإفراج عنه.
وتصاعدت المطالبة بإطلاق سراح ناشر ورئيس تحرير صحيفة "التيار" اليومية، بعد مضي أكثر من أسبوعين من اعتقاله عقب استضافته في مقابلة بإحدى القنوات الفضائية حول الأوضاع السياسية والحراك الثوري الذي يطالب بتنحي الرئيس عمر البشير عن السلطة.
وتعرض ميرغني لمحاولة اغتيال في شهر رمضان عام 2014م، ولم يعلن عن القبض على الجناة حتى الآن، كما ظلت صحيفته تتعرض للمصادرة وتعليق الصدور بصفة مستمرة وتم تعليق صدورها لعامين حتى صدر قرار من المحكمة الدستورية ببطلان قرار التعليق، لكن السلطات علقت صدورها مرة أخرى قبل سنتين وفي العام الحالي تم حجبها عشر مرات فيما تمت مصادرتها مرتين.
إقرأ أيضا: دعوات لتظاهرات جديدة في السودان والسجن لابنة المهدي
وقال شقيقه علي ميرغني لـ"عربي21": "إن عثمان ظل مستهدفا في شخصه وصحيفته"، وأضاف: "حتى مساء اليوم لم يسمح بزيارته ولا أحد يعلم يقينا مكان اعتقاله ولا وضعه".
وفي تصريح صحفي لـ"عربي21" أدانت شبكة الصحفيين السودانيين بشدة، اعتقال ميرغني، وحذرت من استمرار سلوك جهاز الأمن القمعي وتحمّلته المسؤولية كاملة عن سلامة الزميل عثمان ميرغني، ودعت القاعدة الصحفية للمضي قُدُماً في تسطير ملامحها الباسلة، مُؤكّدةً أنّ بطش النظام المُرتجف لن يثنيها عن القيام بكل المهام الصحفية بمهنية والمضي في طريق المُطالبة بكل حقوق الصحفيين/ت كاملةً غير منقوصة.
وتحدثت عن تصاعد حملات قمع الصحافيين لتأخذ منحىً أكثر حدّةً، حيث اعتقل قبل يومين الصحفيتين سلمى معروف وأم سلمة العشا، وأطلق سراحهما بعد استجوابهما على انفراد بإدارة الإعلام التابعة للأمن لأكثر من 3 ساعات، وتفتيش جهاز لابتوب يخصهما وهواتفهما الشخصية.
من جهته، استنكر يوسف سيد أحمد خليفة ناشر ورئيس مجلس إدارة صحيفة "الوطن" اعتقال عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة "التيار"، وقال لـ"عربي21": "ندعو لإطلاق سراح ميرغني وأي صحفي جرى اعتقاله أو تقديمهم إلى محاكمة عادلة".
وكشف خليفة أن مؤسسته "صحيفة الوطن" بصدد إعداد مذكرة ومناشدة إلى رئيس الجمهورية ومدير جهاز الأمن ورئيس مجلس الوزراء للمطالبة بإطلاق سراح عثمان ميرغني وكافة المعتقلين السياسيين.
على صعيد اتحاد الصحفيين السودانيين، أبلغ "عربي21" فضل الله رابح أمين العلاقات الداخلية، أن الاتحاد ظل يتابع عن كثب تطورات اعتقال الزميل عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة التيار منذ لحظة اقتياده بواسطة جهاز الأمن والمخابرات الوطني ووضعه قيد التوقيف مساء الجمعة الثاني والعشرين من فبراير الماضي.
وأضاف رابح: "إن الاتحاد إذ يعرب عن أسفه واستنكاره مجددا لاعتقال الزميل عثمان ميرغني يعلن عن استمرار جهوده واتصالاته على مستويات متعددة لإطلاق سراحه باعجل ما تيسر".
وأكد أن "الاتصالات التي قادها نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي قطعت شوطا بعيدا في التواصل مع الجهات المختصة لتسريع اطلاق سراح الاستاذ عثمان ميرغني."
وأشار رابح إلى أنه رغم التطمينات التي ظل يتلقاها الاتحاد من الأجهزة الأمنية حول صحة وظروف اعتقال عثمان ميرغني إلا أنه يشاطر أسرته والقاعدة الصحفية القلق والمخاوف على صحة عثمان ميرغني خاصة وأنه مصاب بمرض مزمن يتلقي علاجه بانتظام (الضغط).
وطالب الأجهزة الأمنية بإطلاق سراح عثمان ميرغني فورا، خاصة وأن البلاد لا تحتمل مزيدا من الاختناقات وبالنظر إلى مبادرات الرئيس عمر البشير المتكررة في الإفراج عن المعتقلين السياسيين والتي كانت قد بدأت بالصحفيين وانتهت بالإفراج عن النساء المعتقلات.
وقال رابح: "إن الاتحاد العام للصحفيين السودانيين يقوم بتقييم مخاطر وانعكاسات توقيف عثمان ميرغني والمعتقلين الآخرين على تطبيع الأوضاع السياسية وتهيئة مناخ الحوار والوفاق السياسي في مرحلة مفصلية وحساسة من تاريخ بلادنا".
وشدد على أن الاتحاد سيواصل العمل حثيثا في سعيه لإطلاق عثمان ميرغني وحراسة حقوق وحريات الصحفيين وصولا إلى المناخ الملائم لصحافة حرة بعيدة عن التكميم والتقييد.