ابن كيران لأخنوش: لا تزايد علي في الموقف من الملك (شاهد)

هاجم رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بن كيران، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش الذي أعلن أن جميع المشاريع الاجتماعية في المغرب جاءت بمبادرة من الملك وحده. 

واختار ابن كيران، ليل الأحد 3 آذار/ مارس الجاري، ليرد على نشر أخنوش لحوار مع أسبوعية "jeune afrique" الناطقة بالفرنسية، وكذا تصريحاته الأسبوع الماضي، الموجهة ضد الحكومة التي كان يرأسها ابن كيران.

دافعت عن الملك في 2011 فأين كنت؟

 
وقال ابن كيران في كلمة بثتها صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "بعض الناس يحشرون الملك في كل شيء بطريقة فجة، ومنهم ذاك أخنوش، الذيي نصحته كم من مرة، ولكنكم لا تحبون الناصحين".

وتساءل ابن كيران، عن خلفية التصريحات الصادرة عن عزيز أخنوش، التي هاجمه فيه، "فهي على كل حال لا تعكس سوى أن الأخير لن يقوم بأي شيء إذا صار رئيسا للحكومة سنة 2021".

وزاد بالقول : "هناك مشاريع تهم الفئات الاجتماعية وقف ضدها أخنوش، كما وقف آخرون ضد مشاريع أخرى تهم الفئات الهشة في المغرب".

وتابع ابن كيران "إذا كان الملك يقوم بكل شيء فلأي شيء تصلح أنت حتى يعينك  الملك رئيسا للحكومة، هذا إذا تصدرت الانتخابات المقبلة كما يوهمك الذين أوهموا الذين سبقوك".

وأضاف "الملك محمد السادس في حاجة إلى رؤساء حكومة أقوياء، وليس في حاجة إلى منسق، وإلا لكان قد أبقى على الوزير الأول، فخلال إعداد دستور 2011 أصر الملك على أن يتحول الوزير الأول إلى رئيس للحكومة".

وأوضح "عيب عليك أن تشرع في الكلام عن ابن كيران وعن الملك في نفس الوقت، الملك لا يجوز أن يقارن لا مع ابن كيران، ولا مع أي كان، فالملك جاء من عند الله، لأنه ابن الحسن الثاني، ولأن الحسن الثاني عينه وليا للعهد، ولأن المغاربة بايعوه".

وطالب ابن كيران أخنوش بالوضوح "أنت لا تستطيع أن تزايد عليّ في قضية الملكية، لأنه حينما كانت القضية ملتهبة في المغرب (2011) لم أهرب إلى دولة أخرى لأختبيء، بل نزلت إلى الشارع للحديث مع الناس في الوقت الذي كنت غائبا، ولاشيء، ومجرد وزير للفلاحة".

واستطرد "الملك أراد رؤساء حكومة يخدمون مصالح البلاد والشعب، وهم من يخدمون الملكية والملك، أما الذين ينبطحون فإنهم كثر، والناس الذين ينتظرون من سيقول لهم ماذا عليهم فعله في السياسة فهم كثر أيضا".

ومضى يقول "أنا، أي شيء قمت به إلا وأخذت فيه موافقة الملك، والفضل في النجاح بعد الله يعود للملك، لكن إذا فشلتَ فيما قمت به فهل سنآخذ الملك؟ وأنت الذي تقول أن الملك يقوم  بكل شيء، هل هذا كلام يصدر عمّن يعتبر نفسه ملكيا؟".

وختم كلامه قائلا: "نحن لسنا دعاة من دعاة الفتنة ولا الثورة ولا التغيير المفاجئ، نحن نسعى أن يكون ما نطالب به وما نريده في إطار المشروعية والتوافق والتفاهم معه الملك".

لا أرد على ابن كيران

 
في الأثناء نشرت أسبوعية "jeune afrique" الناطقة بالفرنسية، حوارا لرئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الرجل النافذ الذي يقدم نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة بالمغرب في الانتخابات المقبلة، "كل حزب يحترم نفسه يهدف إلى الفوز في الانتخابات، لكن هذا ليس هدفنا الوحيد، لأنه قبل كل شيء، نريد المساهمة في تحسين حياة المغاربة بشكل أفضل". 

وأوضح أخنوش تعليقا على ابن كيران، "أحترم جميع رؤساء الحكومات الذين عملت معهم، و احتراما لابن كيران لن أرد عليه".

وسجل أن "حزبه سيبحث عن الأصوات في كل مكان، بما في ذلك الذين صوتوا على حزب العدالة والتنمية، والذي يقدر عملنا ويحترمه، وفق تعبيره، مضيفا أن الخزان الحقيقي للأصوات هم الممتنعون عن التصويت، حيث أنه من بين 21 مليون مغربي، يذهب إلى صناديق الاقتراع 7 ملايين فقط، في حين أن 14 مليون صوت محتمل يجب إقناعها".

ونفى رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، أن يكون الملك محمد السادس هو من طلب منه أن يترأس حزب الأحرار في 2016، "المرة الوحيدة الذي طلب مني الملك رسميا تولي منصب سياسي كان في العام 2011، حتى أضل على رأس وزارة الفلاحة والصيد البحري".

وأضاف أن "ابن كيران كان يرغب هو الآخر في أن أضل على رأس وزارة الفلاحة، لكنه نسي أن يذكر أنني قبلت بالأمر فقط لأن هذه كانت إرادة الملك، لأننا كنا نشتغل على برنامجين مهمين، هما المغرب الأخضر وأليوتيس".

وسبق لعزيز أخنوش أن أعلن السبت قبل الماضي، أن المشاريع الاجتماعية التي نفذتها حكومة ابن كيران، تمت برغبة ملكية لا علاقة لها بالأحزاب المشكلة بالحكومة.