هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهمت قوة "حماية طرابلس، رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج بالعبث الإداري والانفراد بالسلطة ومحاولته "أخونة" الدولة بعد قراره الأخير بإعادة هيكلة مؤسسة الاستثمار، وسط تكهنات بصدام بين هذه القوة؛ وأخرى مؤيدة للسراج وقرارته، وتساؤلات عن تداعيات هذه الاتهامات ودقتها ودلالتها الآن.
وذكر بيان منسوب للقوة، أن "قرارات "السراج" بشأن التعيينات الجديدة بمجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار تأتي في إطار استمرار "العبث الممنهج" بمؤسسات الدولة، عبر القرارات الفردية، أو عبر استخدامه صفات لم يخوله بها الاتفاق السياسي الليبي".
أخونة
وفي تصعيد غريب، اتهمت القوة رئيس الحكومة بمحاولة "أخونة" الدولة عبر تعيين القيادي في جماعة الإخوان، مصطفى المانع عضوا فى مجلس إدارة مؤسسة الاستثمار، رغم أنه من خارج كادر المؤسسة، واصفة القرار بأنه محاولة من "السراج" لتمكين لجماعة "مؤدلجة" من مفاصل الدولة"، حسب قولهم.
وأكدت القوة أنها "لن تنصاع للمجلس الرئاسي وقراراته ما لم تكن صادرة بإجماع أعضائه التسعة وفقًا للآليات المعروفة التي حددها الاتفاق السياسي نفسه، مشيرة إلى أن "بيانها ليس تدخلا فى عمل مؤسسات الدولة أو مخالفة لاختصاصاتها، لكنه جاء انطلاقا من العبء الأخلاقي عليها"، كما وصفت.
تشكيك أم مراوغة
وشكك ناشطون في مدى دقة البيان وأنه صادر عن القوة نفسها، رغم نشره على صفحة رسمية للقوة، لكن لم يصدر أي نفي رسمي حتى الآن من هذه القوات التي من المفترض أنها تتبع الحكومة وتضم أكبر مجموعات مسلحة في العاصمة طرابلس.
اقرأ أيضا: احتفالات عارمة بثورة ليبيا.. لماذا انزعج الفلول وغاب حفتر؟
وذكر مصدر مقرب من المجلس الرئاسي الليبي، فضل عدم ذكر اسمه لحساسية منصبه، لـ"عربي21" أن "المجلس تواصل مع القوة للتأكد من البيان، لكنه لم يتلق إجابات واضحة وصريحة، وأن القيادات في القوة لم يوضحوا الأمر بصراحة لكنهم، لمحوا أن يكون البيان صادر من "لوبي" داخل القوة"، كما صرح.
وتساءل مراقبون: ما التداعيات حول هذا الهجوم؟ ولماذا أقحمت القوة "الإخوان في الأمر؟.
ولاء لحفتر والمداخلة
وأشار الصحفي والمحلل السياسي الليبي، مختار كعبار إلى أن "هذه القوة هي مجرد ميلشيات تخضع لمن يدفع أكثر، وأن هناك صفقات تُبنى بالمال لشراء ولاءات لصالح حفتر، خاصة بعد سيطرة الأخيرة على الجنوب، وكذلك الولاء للمداخلة الذين يحاولون السيطرة على دور العبادة في مدينة مصراتة".
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "كما أن هناك بعض العسكرين المؤيدين لنظام القذافي في غرب طرابلس وفي بعض مناطق غريان (غرب ليبيا) أعلنوا ولاءهم لحفتر"، مشيرة إلى أن "آمر كتيبة ثوار طرابلس هيثم التاجوري كان في زيارة لدولة الإمارات منذ فترة، ما يؤكد وجود تحالفات وصفقات"، حسب كلامه.
وتابع: "في المقابل ليس للسراج قوة فعلية على الأرض، وهو يعتمد فقط على الغطاء الدولي، أما إقحام الإخوان في الأمر جاء كون ورقة الجماعة أصبحت اللعبة المفضلة لبعض المعادين للثورة الليبية ولهم ميول خفية لتأييد حفتر"وسيطرته على البلاد"، كما قال.
استغلال ورقة الأخونة
من جهته، قال الناشط السياسي الليبي، محمد خليل إن "هجوم القوة سببه وجود إرادة الآن من السراج وحكومته لوقف عبث هذه المليشيات وفسادهم المستمر، لذا لن تترك هذه المجموعات المسلحة التي تتحكم في العاصمة وتنهب أموالها أي مجال لتقليم أظافرها وتحجيم دورها، لذا ستقاوم ما سيؤثر على الوضع الأمني هناك".
وأوضح لـ"عربي21" أن "إقحام الإخوان في هذا السجال هو رسالة خارجية من قيادة هذه المجموعات كي يتم دعمهم إقليميا ودوليا من الدول التي تضع محاربة الجماعة من أولوياتها، لهذا استخدمت هذه الميليشيات شماعة الإخوان التي لم تعد تنطل على أحد الآن"، حسب رأيه.
اشتباكات في طرابلس
بدوره، رأى الباحث السياسي من الغرب الليبي، علي أبو زيد أن "الهجوم يكشف مدى تغلغل مليشيات طرابلس في مؤسسات الدولة وأن لها مصالح مع شخصيات في المؤسسات الاقتصادية السيادية، ويبدو أن تعيينات السراج الأخيرة أقصت شخصيات محسوبة على هذه المليشيات في المؤسسة الليبية للاستثمار".
اقرأ أيضا: انسحاب قوات حفتر من مرزق الليبية بعد دخولها لساعات
وأكد أن: "الموارد المالية لهذه المليشيات من نهب موارد الدولة قد تقلصت خاصة بعد الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة، وأعتقد أن افتعال اشتباكات في طرابلس سيكون وارد لإرباك وتعطيل عملية الإصلاح الاقتصادي والأمني"، وفق تقديراته.
وتابع لـ"عربي21": "أما الزج بجماعة الإخوان فيدل على تخبط هذه المليشيات ومحاولة استعطافها الشارع بهذه الحجة الواهية، ولا أعتقد أنها ستؤثر، خاصة وأن الجميع يدرك أن السراج محسوب على تيار بعيد عن الجماعة، وقد كان سابقا ضمن أعضاء تحالف القوى الوطنية"، حسب تصريحاته.