هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع “ستيب تو هيلث” الأمريكي تقريرا بين فيه أن "وتيرة الحياة السريعة للوالدين وتوقهم للنجاح والتوقعات العالية للتميز يمكن أن تجعل أطفالهم يعانون أعراض الإجهاد والتوتر".
وقال الموقع، في هذا التقرير الذي ترجمته “عربي21”، إنه "نظرا لوتيرة الحياة السريعة في الوقت الراهن فقد أصبح الآباء يعلقون آمالا كبيرة على أطفالهم".
ويتوقع الآباء من أطفالهم أن يتعلموا بسرعة كيف ينامون وحدهم، وأن يتحكموا في أعصابهم وعواطفهم، وأن يتحدثوا جيدا، وأن يكونوا قادرين على التكيف مع المدرسة.
وأضاف الموقع أن الآباء يطالبون أطفالهم بالحصول على درجات جيدة، ويكوّنوا علاقات شخصية متينة ويبرهنوا على أدائهم المتميز بينما يديرون جدول أعمال مزدحما للأنشطة الخارجة عن المناهج الدراسية. ونتيجة لذلك، يصبح الأطفال عرضة للإصابة بما يسمى “الإجهاد في مرحلة الطفولة” وهو الطريقة التي يستجيب بها الجسم عند مواجهة العديد من الطلبات التي لا يمكن تلبيتها.
وبيّن الموقع أن العديد من الأطفال يضطرون إلى تحمل مستوى من الطلب الذي يزعزع توازنهم العقلي بسبب صرامته وطوله. وبناء على ذلك، يجب على الأطفال بذل جهد غير عادي للتكيف والتعامل مع هذا الضغط. ولكن لا يستطيع معظم الأطفال تلبية هذه المطالب ومن ثم فإنهم يعانون من الإجهاد.
وأشار الموقع إلى أن الأطفال عادة ما يعانون من “الإجهاد في مرحلة الطفولة” بسبب عيشهم فترة كوارث طبيعية أو صراعات مسلحة أو مصائب شخصية مثل وفاة أحد الوالدين أو التعرض لضرر من اعتداء جنسي.
في حالات أخرى، يمكن أن ينشأ “الإجهاد في فترة الطفولة” من الروتين المجهد أو المراحل التطورية للحياة اليومية التي تسبب ضائقة عاطفية أو الشعور بعدم راحة. وبالتالي، يعيش الأطفال الذين يعاني آباؤهم من الإجهاد في نفس المستوى من الإجهاد.
وأوضح الموقع أن أعراض “الإجهاد في مرحلة الطفولة” بالنسبة للأطفال دون سن الخامسة تتمثل في البكاء المستمر، ومشاكل في الكلام، ناهيك عن الرغبة الدائمة في البقاء بين أحضان آبائهم ليشعروا بالراحة والسكينة، والمخاوف المبالغ فيها (الخوف من الظلام أو الحيوانات أو ابتعادهم عن والديهم)، وإعادة تمثيل سلوكيات الطفولة على غرار التبول في الفراش ومص الإصبع.
أما في ما يتعلق بالأطفال الذين تجاوزوا الخمس سنوات فإن أعراض إصابتهم “بالإجهاد في مرحلة الطفولة” تتمثل في البكاء دون سبب، والتهيجية، والسلوك العدواني، وانخفاض الأداء في الأنشطة الروتينية، والتعب أو الكسل أو اللامبالاة، ونقص التركيز، والكوابيس والتبول اللاإرادي، والمرض الجسدي دون سبب، وحدوث بعض التغيرات في عاداتهم الدراسية أو تدني درجاتهم، وحتى تغير عادات أكلهم.
ونوه الموقع إلى أنه يمكن لوتيرة حياة الوالدين بالإضافة إلى الجداول الزمنية الضيقة التي لا توفر لهم الوقت الكافي لموازنة حياتهم الشخصية والعائلية مع عملهم، أن يكون لها تأثير كبير على حياة أطفالهم ورفاههم. وفي الواقع، فإن الآباء الذين لديهم أسلوب حياة سريع لا يؤثرون فقط على الدورات الطبيعية للنمو البدني والعقلي والعاطفي لأطفالهم، وإنما لا يستطيعون أيضا تلبية الاحتياجات الخاصة بكل طفل.
وتجدر الإشارة إلى أن هؤلاء الآباء غالبا ما يتبعون “نماذج الأبوة والأمومة” التي تناسبهم ويتوقعون من أطفالهم التكيف معها، حيث إنهم يريدون تقليل الوقت الذي يحتاجه الطفل للتعود على النوم بمفرده وذلك من أجل التحكم فيهم.
وبيّن الموقع أن طريقة التعامل مع “الإجهاد في مرحلة الطفولة” تتمثل في ضرورة بذل الآباء جهدا أكبر لمساعدة أطفالهم في عدم التأثر بالإجهاد الذي يسببه الكبار. وعندما يتعلق الأمر بالقلق أو التوتر، أعط أفضل مثال على ضبط النفس لطفلك. فالآباء هم القدوة التي سيتبعها الطفل ويتعلم منهم كيف يستجيب للضغط الذي ينتقل له.
وشدد الموقع على ضرورة اتخاذ مواقف تدل على الصبر والفرح والهدوء والوداعة والقدرة على التفكير في الأمور، حيث إن هذه المواقف تساعد طفلك على تعلم طرق تجنب الإجهاد. كما أنه ينصح بالجلوس مع الطفل ومساعدته على حل مشاكله اليومية والأسرية. ويجب الاستماع بتمعن لرأي الطفل والإقرار به، وإذا كان طفلك يعاني بالفعل من أعراض التوتر فإن من الضروري فتح قنوات الاتصال.
وفي الختام، أشار الموقع إلى ضرورة معرفة رأي الطفل حول الأنشطة المدرسية والواجبات المنزلية مع احترام حاجياته دون مقارنته بأشقائه أو زملائه في المدرسة. يجب أن تشعر الطفل بأن له قيمة كبيرة بالنسبة لك ولا تجعله يعتقد أنك تحترمه أو تقدره أو تحبه فقط لأنه يتمتع بأداء ممتاز.
علاوة على ذلك، تجنب المطالبة بأكثر مما يستطيع طفلك تقديمه أو تحقيقه. تعرف على طفلك واحترمه لما هو عليه، ولا تكن مصدر إجهاد له في مرحلة الطفولة.