هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لا يزال الحديث عن مستقبل سيف الإسلام، نجل العقيد الراحل معمر القذافي، يتردد في الفضاء الليبي، وسط تكهنات بحراك دولي لمحاولة رفع العقوبات عنه؛ من أجل إدخاله للمعركة الانتخابية المرتقبة، أو استغلاله للضغط على أطراف الصراع الحالي.
وكانت آخر التطورات في ملف سيف القذافي ما طالبت به روسيا، بضرورة أن يكون "لنجل القذافي دور في العملية السياسية الشاملة في المستقبل، في إشارة إلى الانتخابات المنتظرة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، إن "سيف الإسلام القذافي يجب أن يكون جزءًا من العملية السياسية الشاملة، وإن موسكو ترى أنه لا يمكن حرمان أي شخص من حق المشاركة في الانتخابات الرئاسية في ليبيا"، وفق تصريحاته لوكالة "سبوتنيك" الروسية.
مشاركة ودعم قبائلي
وأشار المسؤول الروسي إلى أن "ليبيا مجتمع قبلي، لذا موقف القبائل المختلفة له أهمية كبيرة، مضيفا: "أعتقد أن "الدكتور سيف" وأولئك الذين يدعمونه هم قبائل معينة في أجزاء معينة من البلاد، وكل هذا يجب أن يكون جزءًا من العملية السياسية الشاملة، بمشاركة الأحزاب السياسية الأخرى في طبرق وطرابلس ومصراتة".
ويزور موسكو حاليا وفد من مؤيدي سيف القذافي، وسط حديث عن مطالب من قبلهم بدعم روسيا لترشح الأخير أو الضغط دوليا من أجل رفع اسمه من قائمة العقوبات الدولية"، وفق مراقبين.
وطرحت تصريحات المسؤول الروسي واستقبالهم لوفد يمثل "سيف" تساؤلات، من قبيل: هل تراهن موسكو على نجل القذافي في مقابل التخلي عن حليفها العسكري "حفتر"؟ أم أن الأمر كله مغازلة من قبل روسيا لفلول القذافي؟
مناورات وتحد للقضاء
من جهته، قال رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان (مستقلة)، جمعة العمامي، إن "هذه التحركات الروسية ما هي إلا مناورات للكرملين يقف أمامها طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وإصراره على القبض على سيف القذافي، وتسليمه لها".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "المحكمة الدولية أكدت مرارا -ولا تزال تؤكد- أن موضوع "سيف" هو شأن قضائي، وأن المحكمة هي الوحيدة المخولة في البت فيه، لذا لو اتخذت روسيا قرار دعم سيف فإن هذا يعدّ تحديا ليس للمحكمة فقط، لكن ستكون خطوة أخرى تقوم بها الدول بالتنصل من التزاماتها الدولية واحترام القانون الدولي"، كما أشار.
علاقات قديمة
وقال المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، إن "روسيا تبحث عن مصالحها وعودة نفوذها القديم في المنطقة، وهي تجمع المعلومات بلقاء الجميع، سواء حفتر، أو مؤيدي سيف القذافي، أو عقيلة صالح، أو أعضاء البرلمان، وغيرهم، وهي تبحث فقط عن من يمكنها في ليبيا"، حسب قوله.
وأضاف: "وأعتقد أن سيف القذافي هو الأقرب لموسكو، وأنه على استعداد لتمكينها هناك، وذلك بحكم العلاقة القديمة بين روسيا ونظام القذافي والشعبية على الأرض، لكنها لا تزال تلعب في كل الاتجاهات ومع الجميع"، حسب تصريحاته لـ"عربي21".
"سيف" رمز السلام والبناء"
في المقابل، رأت الناشطة الليبية المؤيدة لرؤية "سيف" القذافي، آمال الشويهدي، أن "سيف الإسلام هو مواطن ليبي، ومن حقه الترشح والقاعدة الشعبية وصناديق الاقتراع هي الحكم".
وقالت لـ"عربي21" من مقر إقامتها في مالطا: "من يدعي جرم "المهندس سيف" ضد "نكبة" فبراير (تقصد الثورة الليبية)، فأين الأدلة على ذلك، ومن باب أولى محاكمة كل هؤلاء على جرائمهم، واختراقهم لحقوق الإنسان، والإخفاء القسري، وتعذيب السجون على يد "المليشيات"، حسب وصفها.
وتابعت: "لو يريدون تطبيق القانون والقضاء، فمن باب أولى محاكمتهم جنائيا على جرائمهم، أما "المهندس" (سيف القذافي) فهو رجل سلام وبناء دولة مدنية، وتصريحات موسكو تؤكد قناعة المجتمع الدولي بدور أكبر لسيف الإسلام"، كما زعمت.
"براغماتية" موسكو
وقال عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، إنه "في حالة عدم وجود قضايا محلية أو دولية تلاحق سيف، فمن حقه الترشح، خاصة في ظل العلاقات الدولية والشعبية الداخلية، وهنا سيكون من صالح موسكو التحالف مع حليفها السابق كونه يتمتع بخبرة سياسية وعلاقات دولية وإقليمية"، كما قال.
وأضاف لـ"عربي21": "ومن المعروف أن "الكرملين" يتمتع بسياسة "البراغماتية" السياسية، وهذا واضح في وقوفها الآن على مسافة واحدة من الفرقاء السياسيين في ليبيا"، حسب تقديره.
في حين، أشار الناشط السياسي الليبي، محمد خليل، إلى أن "روسيا تسعى لأن يكون لها دور في ليبيا، ولم تجد في "حفتر" شخصا مؤهلا لذلك، لذا ذهبت لأنصار القذافي الذين لا يوجد لهم سند دولي، ووجدتهم مؤهلين للعب هذا الدور، خاصة في حال حصولهم على نسبة معتبرة في الانتخابات كما يخططون".
وتابع لـ"عربي21": "أما تصريح نائب وزير الخارجية الروسي، فهو تصريح مسيء؛ كونه لا يحترم القضاء الليبي الذي يطارد سيف القذافي لمحاكمته بالعديد من التهم الكبرى بحق الشعب الليبي"، وفق رأيه.