هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قيادي بارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح الجدل، بعد تصريحات مثيرة بشأن ثورة 11 فبراير التي اندلعت ضد نظام علي صالح في العام 2011.
وقال عبده سالم، الذي يعمل عضوا في الدائرة السياسية بالحزب، إن تلك الثورة اخترقت بالمسار الحوثي الثوري من أول يوم من اندلاعها.
وأكد القيادي الإصلاحي أن "ثورة فبراير آلت إلى الحوثيين بكل مخرجاتها، بصرف النظر عن المدخلات"، مضيفا أن "الثورة الحوثية المزعومة 21 سبتمبر ارتكزت في حقيقة الأمر إلى ميزان القوة التي اكتسبها الحوثيون من اختراقهم لثورة فبراير".
وفجرت هذه التصريحات جدلا واسعا، وسط تساؤلات عن مدى اعتبار هذا الموقف مفارقة وبراءة من ثورة فبراير، الذي يعد بحسب البعض أهم حدث في تاريخ البلد الحديث، وهل يقود الحزب ثورة مضادة بعدما آلت ثورة فبراير لمصلحة الحوثيين. كما قال القيادي بالحزب.
شيطنة فبراير
وتعليقا على هذا الموضوع، قال الباحث اليمني، عدنان هاشم، إن فبراير شرارة ثورة مرت بتفاعلات وتمر بمراحلها، وجاءت لاحتقان سياسي وشعبي منذ انتخابات بن شملان. في إشارة إلى مرشح اللقاء المشترك، فيصل بن شملان، المنافس للراحل صالح، في الانتخابات الأخيرة عام 2006.
وأضاف في منشور له على موقع "فيسبوك": "لا تحولوا فبراير غريبة، وفعل مستهجن.. فهي فعل جمعي انضم لها الناس بكل اختلافاتهم برقي وتحضر بسلمية".
وتابع قائلا: "هي أساس مؤتمر الحوار والمبادرة الخليجية" التي اعتبرها "رؤية المستقبل الذي ندعو اليمنيين للالتفاف حوله".
ووفقا للباحث هاشم، فإن هذه الشيطنة لفبراير فعل سيئ ومصارعة طواحين الهواء.
ودعا إلى "توجيه الانتقاد للإمامة"، أما باب الجمهورية مفتوح تضم الفبرايريين وغيرهم. مشيرا إلى أنه لا يمكن الانتقاص من ذلك الفعل الثوري الذي خرج من أجل البلاد وحمايتها.
كما قال الباحث السياسي اليمني: "لا تبرروا أي تغيير للأجيال القادمة أن يكون عنيفا، لنجعل فبراير طريقة سليمة للتغيير المحافظ على مؤسسات الدولة".
من جانبه، يتفق الصحفي عبدالله دوبله مع ما نشره القيادي بحزب الإصلاح، عبده سالم، بشأن ثورة فبراير، وقال إن مآلاتها كانت للحوثيين، وهذا السيناريو واضح.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن "القيام بثورة، وهد النظام، استفادت منه المشاريع الجاهزة، وأبرزها "مشروع الحوثي".
وأردف دوبله قائلا إن "النظام في اليمن هدم بشقيه (السلطة والمعارضة) واستفاد منها الحوثي، وهذه مسألة واضحة".
وبحسب الصحفي اليمني، فالآن، "لا نتحدث عن ثورة فبراير، هل كانت ضرورية أم لا، لكنها جزء من التاريخ، والتاريخ استدعاها".
وأشار إلى أن الحديث الآن يجب أن يكون عن المآلات، التي تتطلب أدوات أخرى "اصطفاف وطني واسع يضم أكبر من أطراف فبراير، بما فيها الأطراف المختلفة مع بعضها". مؤكدا أن جوهر فكرة سالم تأتي من هنا، وأنا أؤيدها، فالمرحلة والعدو مختلف.
وذكر أن المرحلة بحاجة لاصطفاف واسع يشمل جميع الفرقاء، سواء الذين كانوا مع صالح أو كانوا ضده.
مأزق سياسي.
بموازاة ذلك، هاجم الإعلامي اليمني، سعيد ثابت، تصريحات عضو الدائرة السياسية بحزب الإصلاح، واصفا إياها بأنها "مراجعات زائفة واتهامات باطلة".
وقال ثابت في منشور عبر صفحته بموقع "فيسبوك" إن ثمة كتابات لأصوات حزبية تتدثر بالواقعية الوقوعية والعقلانية المضللة بدأت تدعو إلى إجراء مراجعات وتقييم لما آلت إليه ثورة فبراير 2011 العظيمة في اليمن.
وأضاف أن المراجعات مطلوبة، لكنها تأخرت كثيرا، رغم أن هناك أصواتا طالبت بذلك بعد أقل من عامين من اندلاع الثورة وإدخالها في نفق المساومات الحزبية".
واعتبر أن ما تكتبه وتروج له هذه الأصوات لا يختلف كثيرا عما تروج له مجاميع قوى الثورة المضادة. مشيرا إلى أنها محاولة لتبرير النهج الانحرافي الذي تعتمده الأحزاب السياسية التي ارتهنت قرارها لخارجها".
بدوره، قال الإعلامي ثابت، الذي يعمل مديرا لمكتب الجزيرة باليمن، إن تلك التصريحات تعبر عن مأزق سياسي تعيشه الأحزاب، وتسعى إلى التبرؤ من أعظم ثورة وأنقى ثورة عرفتها اليمن، وتحميلها كل المصائب والكوارث التي تسببت بها تلك القيادات الحزبية عندما سعت بكل قوتها لركوب المد الثوري من زاوية نظرها القاصر بضرورة تحقيق مكاسب سياسية ضيقة على حساب التغيير الجذري للأسف.
وأضاف أن فرية اختراق الحوثيين لثورة فبراير الشعبية تروجها هذه الأبواق كإدانة للثورة، وتنسى أنها انطلقت لتعبر عن كل اليمنيين بمختلف توجهاتهم وفئاتهم، ولا تستطيع استثناء أحد ينخرط في ساحتها ما دام أعلن اعتناقها أهدافها".
ولفت إلى أن الثورة ليست حزبا سياسيا ولا نقابة مهنية، بل هي فعل شعبي تغييري.
في الوقت نفسه، حسب المتحدث ذاته، لم يكن شباب الثورة هم المسؤولون عن إدخال الحوثيين إلى صنعاء بسلاحهم، وإنما من أدخلهم يومها هو النظام ذاته الذي تطالب هذه الأصوات شباب الثورة بالترحم على زعيمه، وتدعوهم إلى نسيان جرائمه ومسامحته، ومنحه الفرصة ليعيد إنتاج نفسه لقيادة الدولة التي دمرها واستباحها بتمكين المليشيات من مؤسساتها.
واتهم القوى الحزبية باختطاف ثورة فبراير، حيث قال إن المشكلة في القوى الحزبية التي اختطفت زمام الثورة، وأخضعت المسار الثوري لمصالحها وموازناتها السياسية.
وكان لافتا توقيت هذه التصريحات، التي جاءت بعد أسابيع من زيارة زعيم حزب الإصلاح، محمد اليدومي، وأمينه العام، عبدالوهاب الأنسي، إلى دولة الإمارات، التي "تقود الثورات المضادة في بلدان الربيع العربي"، وفقا لمراقبين، لم يستبعدوا أن تدفع الحزب لإعادة تقييم مآلات ثورة فبراير.