هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت مصادر محلية، وصول فصيل "جيش الثوار" إلى ريف دير الزور الشرقي، حيث تخوض قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ذات الغالبية الكردية، معارك ضد آخر جيب لتنظيم الدولة في الضفة الشرقية لنهر الفرات (الجزيرة).
ويثير وصول "جيش الثوار" المنضوي في صفوف
"قسد" والمنتشر في ريف حلب، تساؤلات عدة حول دلالات هذه الخطوة، لا سيما أن الفصيل المذكور، يضم مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة من أبناء حلب وإدلب.
وتبدو الأسباب التي دفعت بـ"قسد" والتحالف
الداعم لها، إلى استقدام "جيش الثوار" لريف دير الزور، كثيرة بحسب
مراقبين..
وفي مقدمتها، الرغبة من قبل الولايات المتحدة بإعادة
التوازن بين المكون العربي والكردي داخل صفوف قسد، وفق ما أكد رئيس تحرير موقع
"الشرق نيوز"، فراس علاوي، لـ"عربي21".
وأوضح علاوي أن "وجود قسد بغالبيتها الكردية
يقابل من قبل الأوساط الشعبية بدير الزور بشيء من الحذر والتوجس"، مشيرا إلى
عدم مقدرة "قسد" على فرض نفسها كقوة على أبناء المنطقة، بسبب الرفض
الواسع.
اقرأ أيضا: "قسد" تعلن اعتقال مساعد للبغدادي بكمين بدير الزور السورية
وإلى جانب ذلك، عزا علاوي وصول "جيش
الثوار" إلى المنطقة إلى رغبة الأطراف في الانتهاء من وجود التنظيم في هذه
المنطقة، معتبرا أن الأطراف التي تقاتل التنظيم لم تكن جادة بحربها على التنظيم،
موضحا أن المعارك في هذه المنطقة الصغيرة استغرقت وقتا أكثر من الموصل بالعراق،
والرقة السورية.
واستدرك بالقول: "لكن الآن يبدو أن الولايات
المتحدة توصلت إلى قناعة جديدة، حيث تنبه صانع القرار بواشنطن إلى خطورة التمدد
الإيراني في هذه المنطقة"، وذلك في إشارة منه إلى أرتال الدعم الأمريكي
الكبيرة التي وصلت لـ"قسد" مؤخرا.
وبالبناء على ذلك لم يستبعد علاوي أن تقوم الولايات
المتحدة بفسح المجال أمام التنظيم للانسحاب من جيب هجين والانتقال إلى الضفة
الغربية لنهر الفرات (الشامية)، لزعزعة الوجود الإيراني في المناطق هناك.
أما المحلل السياسي فواز المفلح، فرأى في الخطوة
المتمثلة بإشراك "جيش الثوار" في معارك دير الزور، قطعا للطريق أمام
احتمال مشاركة أي قوات عراقية من حشد شعبي عراقي أو وحدات خاصة من الجيش العراقي
في المعارك المتعثرة.
وقال المفلح لـ"عربي21" إن الولايات
المتحدة، تريد التأكيد للحشد العراقي، أنها لن تسمح بدخوله المناطق التي تعتبر من
ضمن نفوذها، وهي تريد القول إن بإمكانها الاعتماد على قسد والقوات المتحالفة معها
فقط، لطرد التنظيم من هذه المنطقة الاستراتيجية، متسائلا، لكن هل ستكون هذه المهمة
سهلة على قسد، أم إن مجريات المعارك ستفرض على الولايات المتحدة السماح للقوات
العراقية بالمشاركة؟
اقرأ أيضا: مبادرة شعبية لتوحيد جهود "تحرير الرقة من حكم قسد"
وفي رده على ذلك، اعتبر الناطق الرسمي باسم
"المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد، أن المهمة
ستكون سهلة، مرجحا أن يكون الهدف من فتح الممرات الآمنة التي أعلنت عنها قسد، هو تهجير سكان المنطقة مع تدمير و"تعفيش" ما تبقى من منازل ومزارع وممتلكات
الأهالي، وإلقاء القبض على الشباب لسحبهم إلى التجنيد الإجباري والقسري ليتم بعد ذلك انسحاب داعش بالاتفاق مع التحالف
الدولي، كما جرى في الرقة وغيرها، على حد تعبيره.
وأضاف حماد الأسعد لـ"عربي21"، أن المخطط
بعد تهجير الأهالي سيكون إفراغ المنطقة من سكانها الأصليين ليأتي بعد ذلك النظام
والمليشيات الإيرانية ليكتمل المشروع الإيراني، أي الطريق الشيعي من العراق إلى
البوكمال إلى الميادين ودير الزور والرقة إلى حلب والبحر الأبيض المتوسط.
وتشهد بلدات هجين والباغوز بريف دير الزور، اشتباكات
عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وتنظيم الدولة، وسط
مجازر بحق المدنيين ترتكبها طائرات التحالف، منذ بدأ الهجوم في العاشر من أيلول/
سبتمبر الماضي، من دون أن تحقق تقدما واضحا للآن.