هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا "تجمع أبناء عشائر منبج" بريف حلب الشرقي، إلى إضراب عام في المدينة التي تسيطر عليها الوحدات الكردية العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، احتجاجا على فرض الوحدات الكردية التجنيد الإجباري، منددا بالقرار الذي يهدف إلى شوق شباب منبج إلى المحرقة، على حد تعبير بيان وصل لـ"عربي21".
وقال التجمع، مخاطبا أبناء منبج: "رأيناكم في ما مضى تنفذون إضرابا في وجه تنظيم داعش الظلامي، وآخر في وجه عصابات قنديل، كونوا كما عهدناكم تأبون الظلم ولا تنامون على ضيم".
وأضاف البيان، "لا ترموا أبناءكم إلى التهلكة والمحرقة، ليكونوا وقودا بلا ثمن لتنفيذ أطماع المليشيات الكردية التوسعية".
وكانت "لجنة الدفاع الذاتي" التابعة للوحدات الكردية في مدينة منبج، قد أصدرت قبل يومين، بلاغا بخصوص التحاق الشباب بـ"التجنيد الإجباري".
اقرأ أيضا: أنقرة تدعو واشنطن لاستكمال "خريطة منبج" قبل نهاية العام
وأمهلت اللجنة الشباب من مواليد 1988-2000 حتى الخامس من شهر كانون الأول/ديسمبر الالتحاق بالخدمة، قبل أن يتعرض المتخلف للعقوبات المالية.
وأوضحت اللجنة أن مدة الخدمة المحددة هي تسعة أشهر في حال التحق المكلف طوعا، بينما يضاف شهر آخر لها في حال تخلف المكلف عن الخدمة.
وتشهد مدينة منبج حالة من الغليان الشعبي، نتيجة الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها السكان من قبل الوحدات الكردية، التي تراوغ وتتهرب من الانسحاب من المدينة، بموجب الاتفاق التركي - الأمريكي "خارطة الطريق" حول المدينة.
من جانبه، أشار مصدر محلي لـ"عربي21" إلى حالة من الغضب الشعبي تخيم على أجواء المدينة نتيجة فرض التجنيد الإجباري من قبل الوحدات الكردية.
وبيّن المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الأهالي يتخوفون من أن تقوم الوحدات بإرسال أبنائهم إلى المعارك ضد التنظيم، أو لجعلهم على الصفوف الأمامية في المعارك المرتقبة شرقي نهر الفرات، ضد القوات التركية التي تعزم على التقدم إلى المنطقة.
وكانت تركيا قد طالبت الولايات المتحدة باستكمال خريطة الطريق المتفق عليها بين الجانبين بشأن مصير مدينة منبج شمالي سوريا قبل نهاية العام الجاري.
وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك"، قال وزير الخارجية التركية مولود تشاووش أوغلو: إن "تطبيق خريطة الطريق شرقي نهر الفرات، سوف يشهد إخراج وحدات حماية الشعب الكردية من المدن الواقعة هناك".
اقرأ أيضا: ماذا تريد أمريكا من نقاط المراقبة على حدود سوريا الشمالية؟
وفي تعليقه على ذلك، اعتبر المحلل السياسي فواز المفلح، أن الوحدات تراوغ في الانسحاب من منبج، مدفوعة بالدعم الأمريكي، والتحركات السعودية والإماراتية في المنطقة.
وفي حديثه لـ"عربي21" أشار المفلح، إلى الأنباء التي تشير إلى وصول قوات عسكرية سعودية وإماراتية إلى داخل منبج، مرجحا أن تشهد المدينة معركة في الوقت القريب.
وسبق وأن شدد رئيس مكتب منبج العسكري، الذي شكلته المعارضة بدعم تركي، النقيب عدنان حاج محمد، في تصريح لـ"عربي21" على استعداد المعارضة لكل السيناريوهات في سبيل استعادة مدينة منبج من قبل سكانها.
وفي حزيران/ يونيو الماضي، توصلت تركيا والولايات المتحدة إلى اتفاق "خارطة طريق" حول منبج، شمال شرق محافظة حلب، يضمن إخراج مسلحي "ي ب ك/بي كا كا" من المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار فيها، لكن تطبيق الاتفاق لا زال مصطدما بتعنت الوحدات الكردية، ورفضها الانسحاب.