هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد حوالي ست سنوات من غيابه عن المشهد، ظهر النائب السابق لرئيس النظام السوري، فاروق الشرع، في صورة مفاجئة.
ونشرت صفحات موالية للنظام صورة أظهرت الشرع إلى جانب بشار الأسد وزوجته أسماء، في عزاء زوج نجاح العطار، التي تشغل منصب نائب الأسد أيضا.
وجلس فاروق الشرع إلى جوار العطار، التي كانت تتوسط المجلس بينه وبين أسماء الأسد.
ويعدّ ظهور الشرع (80 عاما) مفاجئا، إذ إن تقارير سابقة كانت تتحدث عن وضعه قيد الإقامة الجبرية، مع أن حضوره الجديد لا ينفي ذلك، بحسب مراقبين.
وكان إعلام النظام ذكر أن الشرع لم يعد نائبا للأسد في العام 2014، فيما أكد ذلك معارضون بارزون، مثل لؤي المقداد، وهيثم المالح، ورياض الأسعد.
لكن آخر ظهور إعلامي لفاروق الشرع كان في 17 كانون أول/ ديسمبر عام 2012، حين أجرت معه صحيفة "الأخبار" اللبنانية المقربة من حزب الله مقابلة مطوّلة، قال فيها كلاما مفاجئا عن واقع الثورة السورية وتطوراتها.
ويرى معارضون للنظام أن تصريحات الشرع في تلك المقابلة أغضبت النظام، وأفضت إلى وضعه قيد الإقامة الجبرية، لما انطوت عليه من اتهامات له بـ"عسكرة" الحراك الشعبي، وإدانة لممارساته الدموية.
وما ورد في تلك المقابلة قوله: "في بداية الأحداث، كانت السلطة تتوسل رؤية مسلح واحد أو قناص على أسطح إحدى البنايات، الآن السلطة وبكل أذرعها تشكو -حتى إلى مجلس الأمن الدولي- كثرة المجموعات المسلحة التي يصعب إحصاؤها ورصد انتشارها. هناك بلدات وأطراف مدن تم "تنظيفها"، ما أدى إلى تهجير سكانها، ثم عاد المسلحون مرات عدة إليها، في حين لم يتمكن سكانها من العودة. "هل يحق لأي كان أن يدخل الوطن في عنق زجاجة لا يخرج منها إلا بكسره؟" يتساءل الشرع بمرارة، خصوصا عندما يشاهد صورا لجثث مواطنين أبرياء، والتشوهات التي يحدثها القصف والتفجيرات والسيارات المفخخة التي تستهدف البشر والبنى التحتية والمؤسسات العامة والخاصة والكوادر العلمية في البلد".
وقال الشرع: "إن تراجع أعداد المتظاهرين السلميين أدى بشكل أو آخر إلى ارتفاع أعداد المسلحين. صحيح أن توفير الأمن للمواطنين واجب على الدولة، لكنه يختلف عن انتهاج الحل الأمني للأزمة. ولا يجوز الخلط بين الأمرين. كل ذلك، كان يوجب النقاش حول الآليات، وسعينا لأجل أن يكون الحل سوريا ـ سوريا. والحوار الذي تبنيناه في تموز 2011، كان هدفه حل الأزمة سياسيا في بداياتها بأيدٍ سورية. لكن الأمور لم تسر في هذا الاتجاه، ثم جرى تعريب الأزمة، وتعليق عضوية سوريا، الدولة المؤسسة في الجامعة العربية، من دون أي مبرر أو سبب مقنع للمواطنين السوريين. حصل الكثير من الأخطاء التي لا يمكن نسيانها أو القفز فوقها من قبل الجامعة العربية والدولة معا".
وحين سألته الصحيفة: "أين مسؤولية الدولة في تحري أسباب وصول الأزمة إلى ما وصلت إليه، خصوصا لناحية عسكرة الحراك؟ ألم تُشكّل لجان تحقيق لتحديد هذه الأسباب؟"، أجاب الشرع: "لم تشكل لجان تحقيق ذات مصداقية منذ بداية الأحداث، وإذا شكل بعض منها فإن نتائج التحقيق لم تنشر في وسائل الإعلام، الأمر الذي مهّد لنشر شائعات أفقدت النظام مصداقيته وهيبته أمام المتضررين في الداخل والمراقبين في الخارج".
وعن رؤيته للحل في ذلك الحين قبل 6 سنوات، قال الشرع: "الحل يجب أن يكون سوريا، ولكن من خلال تسوية تاريخية تشمل الدول الإقليمية الأساسية ودول أعضاء مجلس الأمن. هذه التسوية لا بد أن تتضمن أولا وقف العنف، ووقف إطلاق النار بشكل متزامن، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات صلاحيات واسعة. وهذا ما يجب أن يترافق مع معالجة الملفات العالقة المتصلة بحياة الناس ومطالبهم المحقة".
الرئيس الأسد والسيدة أسماء ومعهما السيد فاروق الشرع أثناء تعزية نائب الرئيس الدكتورة نجاح العطار بوفاة زوجها
— SARA SALLOUM (@sarasalloum041) 21 November 2018
الملاحظ في هذه الصورة جلوس الشرع بالقرب من الرئيس الأسد والعطار، ما يدحض كل الشائعات.
يبدو أنه حرص من الشرع على الظهور في الوقت والظرف المناسبين. pic.twitter.com/MfijLYGiXy