هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا نشطاء وسياسيون إلى تسلط الضوء على المعاناة الإنسانية في اليمن، مطالبين التحالف الدولي بقيادة السعودية برفع الحصار المفروض على البلاد وإنهاء الحرب، بهدف إعطاء فرصة لإطلاق العملية السياسية مجددا.
ودعت الناشطة اليمنية، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان إلى إيقاف الحرب، وانسحاب السعودية والإمارات اللتين تقودان التحالف العربي في البلاد منذ أربعة أعوام.
وقالت كرمان في كلمة لها، الخميس، بافتتاح مؤتمر "اليمن.. تحديات الحرب وفرص السلام"، المقام باسطنبول، بمشاركة مجموعة من الباحثين بهدف تسليط الضوء على الملف اليمني، إنها تأمل أن تنتهي الحرب في اليمن، بوجود جهد عالمي "صادق وجاد".
ومن أجل إنهاء الحرب وإقامة السلام في بلادها، أشارت كرمان إلى أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال "وقفها، ورفع الحصار، وانسحاب التحالف الذي تقوده السعودية من البلاد، بالإضافة إلى العودة لاستئناف العملية السياسي، التي توقفت بعد انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية".
وأكدت أهمية تشكيل لجنة عسكرية مهمتها سحب الأسلحة من جميع الجماعات المسلحة، سواء جماعة الحوثيين، أو المليشيا التي أنشئت في مناطق الصراع باليمن، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع المكونات، بعد تحول الحوثيين إلى حزب سياسي، من أجل تنظيم عملية استفتاء على الدستور وإجراء الانتخابات.
ودعت الناشطة اليمنية العالمية إلى سرعة تشكيل هيئة مصالحة وطنية، وجبر الضرر، وإعادة الإعمار في اليمن، وإلزام التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، بالتعويض جراء الدمار الذي حل بالبلاد.
استخدام المذهبية مرفوض
من جهته، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم، جودت يلماز، إن بلاده تعارض بشكل قاطع استخدام المذهبية مصدرا جديدا للصراع في اليمن.
وتابع في كلمة له، الخميس، ألقاها بالمؤتمر، إن "إضافة الصراع الإثني على الحرب في اليمن سيحول المنطقة إلى جحيم بالنسبة لنا جميعا".
وأكد يلماز أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب استقلال اليمن، وسيادته ووحدة أراضيه، باعتبارهما بلدين شقيقين، ولهما تاريخ مشترك على الرغم من بعد المسافة الجغرافية بينهما.
وذكر أن هناك علاقات ثقافية واجتماعية عميقة بين تركيا واليمن، مبينا أن بلاده تبدي أهمية كبيرة لعلاقاتها مع اليمن، وأن استقراره وازدهاره مهم بالنسبة لبلاده.
وأشار إلى أن أنقرة تدعم عملية الانتقال السياسي، والحوار، والمصالحة والشرعية في اليمن. مشددا على احترامها جميع الهويات المذهبية، إلا أنها تعارض الطائفية.
وعبر القيادي في الحزب الحاكم التركي عن اعتقاده أنه بإمكان الأطراف في اليمن حل مشاكلها، ونتمنى أن يتم التعامل مع هذه الأزمة بشكل عاجل، وأن تنتهي المعاناة الإنسانية، وهذا مهم جدا بالنسبة لأمن منطقة الخليج".
وتابع أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب أشقائها اليمنيين، مبينا أن المجموعات المختلفة عاشت في اليمن سوية لمئات السنين.
كما أعرب عن أمله في أن تنتهي الفترة العصيبة التي يمر بها اليمن.
أسوأ أزمة إنسانية
وفي كلمته أمام المؤتمر الذي نظمته مؤسسة توكل كرمان، دعا الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، وسائل الإعلام الغربية والعربية، إلى الالتفات للمأساة الإنسانية التي تعيشها اليمن.
وأضاف المرزوقي في كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أن على الإعلام وضع صورة الطفلة "أمل حسين" التي توفيت بسبب سوء التغذية، كل يوم في الصفحات الرسمية للجرائد، وكذا في شاشة القنوات المختلفة وفي مقدمتها قناة الجزيرة.
وتساءل قائلا: "لماذا لا تتصدر صورة هذه الطفلة في كل يوم وكل لحظة، يجب أن يكون هناك اهتمام بهذه الأزمة مثل الاهتمام بأزمة الصحفي السعودي جمال خاشقجي، مؤكدا أن اليمن تعيش أسوأ مأساة إنسانية نشهدها".
كما شدد على ملاحقة من ارتكبوا جرائم بحق اليمنيين في المحافل الدولية، كأشخاص خططوا وساهموا في إيقاد الحرب باليمن.
وكانت الطفلة اليمنية "أمل حسين" (7 أعوام)، التي بدت بشكل هيكل عظمي نتيجة المجاعة ونقص العلاج اللازم، وأثارت صورتها ضجة عالمية، قد توفيت مطلع الشهر الجاري، وكانت تتلقى العلاج في مستشفى شمالي اليمن، وعكست جانبا مأساويا من الحرب التي تمر بها بلادها منذ قرابة 3 أعوام.
ساحة صراع مع إيران
أما المعارض المصري، وزعيم حزب "غد الثورة" المصري أيمن نور، فقال إن الإجرام المنظم والإرهاب - حد وصفه- الذي يمارس على الشعب اليمني تعكسه الطفلة المتوفاة أمل حسين".
وأضاف في كلمته بالمؤتمر أن "أمل حسين ومئات الآلاف من أطفال اليمن، كانوا ضحايا صراعات دول مع إيران. في إشارة إلى المملكة السعودية ودولة الإمارات.
واتهم نور تلك الدول بتحويل اليمن لساحة صراع مع الإيرانيين، لا يعرف متى ستنتهي تلك الحرب.
ومنذ بدء عمليات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و"أسوأ أزمة إنسانية" بحسب الأمم المتحدة.