هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تكبد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، نكسة كبيرة مساء الثلاثاء، مع خسارة حزبه الجمهوري مجلس النواب لصالح خصومه الديمقراطيين.
ولطالما سخر ترامب من "الفاشلين"، إلا أنه في الانتخابات الأخيرة رغم سعيه الحثيث طوال الفترة الماضية، فقد فشل في إقناع الناخبين ليصوتوا لحزبه، ما بات يهدد بتكبيل عمله بسبب الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب.
ويثير الأمر تساؤلات، إن كان فشل ترامب، سيدفعه لتغيير نهجه الذي فشل على أثره في الناخبين.
إلا أن الوكالة الفرنسية في تقريرها الأربعاء، استبعدت أن يقوم ترامب بتبديل نهجه، ولا سيما على ضوء تفاصيل النتائج المتشعبة.
فترامب لم يظهر أي قدر ولو ضئيل من التواضع عند إعلان النتائج، بل بقي وفيا لسلوكه واصفا الانتخابات بأنها "نجاح هائل".
اقرأ أيضا: ماذا قال ترامب في أول تعليق على خسارة حزبه للنواب؟
وفي وقت بات فيه كل اهتمام ترامب مصبوبا على تاريخ واحد هو الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، حين يتقدم لولاية ثانية، كتب في تغريدة موجهة إلى مؤيديه "شكرا للجميع!".
مجلس الشيوخ
والواقع أن نتائج هذه الانتخابات قد تمنحه جرعة دعم إضافية تدفعه إلى المضي أبعد في نهجه، وإعادة ترتيب فريقه وإسكات الأصوات النادرة المعارضة لمواقفه سواء في أوساطه أو في صفوف الحزب الجمهوري.
اقرأ أيضا: ما الذي يجب أن يخشاه ترامب بعد خسارته الأغلبية بالكونغرس؟
فقد أثبت الانتصار الملفت للجمهوريين في تكساس، حيث أعيد انتخاب تيد كروز في مجلس الشيوخ، وفلوريدا حيث انتخب رون دي سانتيس الذي يجاهر بتبنيه مواقف ترامب حاكما للولاية، أن "أسلوب ترامب" ما زال فاعلا في الحملات الانتخابية، وقد خاض الرئيس شخصيا الحملة في هاتين الولايتين.
وتلك الأسابيع التي قضاها يجوب أمريكا ملقيا خطابات عالية النبرة على حشود من المؤيدين، جددت طاقة الرئيس.
وكان أنصاره المحتشدون في قاعات تغص بالقبعات الحمراء المطبوعة بشعاره "لنجعل أمريكا عظيمة من جديد"، يهتفون "أربع سنوات أخرى!".
وسيكون بوسعه الاستناد إلى الغالبية الجمهورية الموسعة في مجلس الشيوخ للاستمرار في تعيين قضاة محافظين.
وأخيرا، فإن نتائج الانتخابات الثلاثاء، تضعه أمام خصم بات جليا، هو زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب نانسي بيلوسي.
ولن تكون النائبة عن سان فرانسيسكو البالغة من العمر 78 عاما في أفضل موقع لمقاومة هجماته، في ظل الضغوط التي تمارس داخل حزبها من أجل التجديد.
هل يغير نهجه؟
غير أن البعض في واشنطن يطلق تكهنات بأن الرئيس السبعيني سيعدل نهجه إزاء هذا الوضع السياسي الجديد.
وهو نفسه ألمح قبل ساعات من الانتخابات بإمكانية تلطيف نبرته والحد من أسلوبه الاستفزازي والساخر والعدواني.
فقال ردا على سؤال عشية الاقتراع إن كان يأسف على شيء منذ وصوله إلى الرئاسة: "بودي لو كانت نبرتي أكثر لطافة. أشعر أن لا خيار لي إلى حد ما. لكن قد يكون لي خيار في الواقع".
واتصل مساء الثلاثاء ببيلوسي عملا بالتقاليد، غير أن هذه اليد الممدودة قد لا تدوم طويلا.
وفي مطلق الأحوال، سارعت مستشارته كيليان كونواي إلى وضع النقاط على الحروف، فأكدت أن ترامب مدرك أنه سيتحتم عليه العمل مع الديمقراطيين في الكونغرس، قبل أن تلقي اللوم على الديمقراطيين الذين اتهمتهم بـ"إبداء إقبال ضئيل على العمل مع الرئيس".