هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال شلومو شامير الكاتب الإسرائيلي في صحيفة معاريف إن "جهاز الموساد للمهام الأمنية الخارجية بات يحظى بتقدير متزايد في أعقاب الدور الذي قام به لإنجاح الاتصالات الإسرائيلية العربية في الآونة الأخيرة، وتم تتويجها بزيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان الأسبوع الماضي، مما يجعل هذا الجهاز الأمني يقوم بسلسلة مهام سياسية ودبلوماسية ناجحة لصالح إسرائيل".
وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21" أن "النظرة العالمية للموساد باتت تصنفه على أنه جهاز مركزي وذو تأثير كبير على مجريات السياسة الإسرائيلية، ليس فقط انطلاقا من كونه جهازا أمنيا مخابراتيا، وإنما في ضوء زيادة الحديث عن دوره وانخراطه في الكثير من المباحثات واللقاءات والتصريحات الصادرة عن السفراء والدبلوماسيين والأوساط السياسية في نيويورك وواشنطن بصفة خاصة".
ونقل شامير، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق، ومطلع على الشئون الأمريكية بتوسع، عن دبلوماسي غربي مقيم في الولايات المتحدة أنه "يفضل أن يتابع آخر عمليات الموساد، وتدخلاته المتزايدة في الأنشطة السياسية الدبلوماسية على متابعة التطورات الحاصلة داخل إسرائيل وعلاقاتها الخارجية".
وأوضح أن "عملية الموساد المتمثلة بالحصول على الأرشيف النووي الإيراني، وإحضاره لإسرائيل، كان لها دور كبير في أن يحظى بهذه المكانة لدى الأوساط الدبلوماسية، ونيله الكثير من الثناء، وحين حصل لقاء نتنياهو وقابوس في مسقط، نال الجهاز المزيد من الإشادة على دوره لإتمام الزيارة، لأن الموساد أظهر الجانب السياسي من مهامه التي يقوم بها بصورة سرية، وينشئ علاقات خاصة بين إسرائيل ودول الخليج العربي".
وأشار إلى أن "عملية الاغتيال التي تم إحباطها في الدانمارك قبل أيام ضد أحد المعارضين الإيرانيين تمت بعد أن نقل الموساد معلومة للأمن الدانمركي بخصوصها، لكن دبلوماسيا غربيا قال أن هذا الكشف الذي يستحق جهاز الموساد عليه ميدالية ذهبية، لا يفوق أهمية ترتيبه لزيارة نتياهو إلى عمان".
وأكد أن "شخصية رئيس الموساد يوسي كوهين ليست مألوفة كثيرا في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، بل يعتبر شخصية مجهولة في أوساط الدبلوماسيين الأجانب، بعكس ما يحظى به من تقدير واحترام كبيرين في المحافل الأمنية والاستخبارية الأمريكية في واشنطن، لكن بعد زيارة عمان فقد باتت نظرة الدبلوماسيين العالميين إليه مختلفة تماما".
دبلوماسي غربي آخر قال إن "لديه معلومات تفيد بزيارات عدة قام بها كوهين للسعودية، وبفضله حصل الدفء بعلاقات الرياض وتل أبيب، وبعد مقتل خاشقجي، ونالت السعودية إدانات دولية، حافظت إسرائيل على الصمت، ويبدو أن هذا القتل لن يؤثر على استمرار الموساد بجهوده لتطوير هذه العلاقات، التي لن تتوقف عند هذا الحد، بل سيعمل الموساد على تطويرها، وتقويتها، فلا خيار أمامه، لأن إسرائيل مدينة للسعودية".
بن كاسبيت المحلل السياسي في موقع يسرائيل بلاس قال إن "كوهين بات الموفد السري الشخصي لنتياهو للدول العربية، في ظل مساعيه الجارية لتشكيل تحالف استراتيجي يخرج العلاقة الرومانسية السرية من الدول العربية الإسلامية مع إسرائيل إلى حيز العلن، وتم تتويجها أخيرا بزيارة عمان، التي تفاخر بها العمانيون، على غير العادة، ولم يلجأوا للتقليل منها".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "بعد مرور ما يزيد عن أسبوع على الزيارة، لم يحدث أي أمر سيء، فلم تصدر أي دولة عربية إدانة للزيارة، أو هاجمتها، على العكس من ذلك، فإن من وراء الكواليس تحصل أشياء معاكسة، فالزيارة ستشجع دولا عربية أخرى تعتقد أن التطبيع مع إسرائيل سيفيدها أكثر مما يضر بها، على الأقل في المرحلة الحالية".
دبلوماسي إسرائيلي مطلع على الزيارة قال إن "عمان تعرف حجمها جيدا في المنطقة، ولا ترتدي أكبر من ثوبها، هي تعلم أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ثقيل العيار، لكنها تعمل وفق نموذج سويسرا الشرق الأوسط، تحاول أن تساعد فقط الأطراف".
وأضاف أن "كوهين هو الرجل الذي يقف خلف تنامي العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث يتجول بسرعة قاتلة بين عواصم المنطقة، ويعمل على توثيق العلاقات السرية بين تل أبيب والعواصم العربية التي ليس بينها اتصالات دبلوماسية رسمية".
وأوضح أن "كوهين يمتلك مهارات سياسية استثنائية، ويوصف داخل إسرائيل بأنه وزير الخارجية الفعلي، وما نراه من زيارة عمان، والوفد السري الذي زار تشاد مؤخرا، والعلاقات المتنامية مع أذربيجان، ما هي إلا قمة جبل الجليد مما يقوم به الرجل في الآونة الأخيرة".
وختم بالقول أن "الصمت الذي لف المنطقة بعد زيارة نتنياهو لعمان، دليل على قناعات زعمائها بأن العلاقة مع إسرائيل ذخر وليس عبئا، رغم أن انطلاق عجلة المفاوضات مع الفلسطينيين، أو التطبيع معهم، سيدفع للأمام عملية التطبيع الإسرائيلي مع العرب، ولعل ذلك ما دفع نتنياهو لإرسال رئيس جهاز الشاباك نداف أرغمان إلى السلطة الفلسطينية للقاء رئيسها محمود عباس، لتحسين العلاقات بين رام الله وتل أبيب".
اقرأ أيضا: إيكونومست: هل خرق نتنياهو السقف الزجاجي مع العرب؟