هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقوم
إيطاليا حاليا بحالة تحشيد كبرى دوليا ومحليا من أجل إنجاح مؤتمرها الدولي حول ليبيا
والمزمع عقده الشهر المقبل، وسط تساؤلات عن مدى نجاحها وتكهنات بمصير يشابه مؤتمر
"باريس" الأخير.
وقام
رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي بعدة زيارات إلى دول الجوار والدول الفاعلة في
الملف الليبي، لحثها على الحضور والمساهمة في تحقيق الاستقرار في ليبيا.
كما
دعت روما كلا من رئيس حكومة الوفاق الليبية، ورئيس مجلس الدولة ورئيس البرلمان الليبي،
واللواء خليفة حفتر، لزيارتها لبحث كيفية إنجاح مؤتمر "باليرمو" المزمع عقده
في 12 و 13 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.
"إحراج ماكرون"
ووجّه
"كونتي" دعوة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون للمشاركة في المؤتمر الدولي
حول ليبيا، مؤكدا أنه "توجد اختلافات في وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي، لكن العلاقة
على المستوى الشخصي جيدة، كل واحد منا يريد فعل ما هو أفضل لبلاده"، وفق وكالة
"آكي" الإيطالية.
ورأى
مراقبون أن "هذه التصريحات وتوجيه دعوة رسمية لماكرون هو خطوة إيطالية لإحراج
الرئيس الفرنسي حال رفض المشاركة أو إرسال من ينوب عنه، وسط توقعات بحضوره كون المؤتمر
يشهد زخما دوليا وإقليميا".
اقرأ أيضا: "مغازلة" إيطالية لفرنسا بخصوص مؤتمر ليبيا.. ما الرسالة؟
"مؤتمر صراع"
من جهته،
قال عضو المؤتمر الوطني الليبي السابق، عبدالفتاح الشلوي إن "مؤتمر إيطاليا لن
يكون الأخير، وهو مؤتمر صراع المصالح الاقتصادية بين فرنسا وإيطاليا ممثلا بشركات النفط
للدولتين اللتان تقومان على شؤون النفط الليبي، وروما تعرف أنها تقدم على خطوة ليست
بالسهلة".
وأوضح
في تصريحات لـ"عربي21" أن "أمام روما تعقيدات وعراقيل ذات حجم كبير،
فبعض الأطراف الليبية لا يسرها تجاوز المشكل، لأن هناك من يرى المشكل السياسي الليبي
سببا رئيسًا لتربعه على كرسي السلطة التشريعية والتنفيذية على حد سواء"، حسب كلامه
.
"استنساخ
اتفاق باريس"
وحول
توقعه لمخرجات المؤتمر، قال الشلوي: "إيطاليا ستنتنسخ ما جرى بمؤتمر باريس الأخير،
ولن تكون هناك مخرجات تتعداه، حتى وإن كانت هناك متغيرات على الساحة الدولية، والتجربة
علمتنا أن الأطراف الدولية المستفيدة يمكن لها أن تقفز بخلافاتها على حساب تليين الأطراف
المحلية".
وتابع:
"ليس من المستبعد أن يزيد اللقاء من الهوة بين الأطراف الليبية، خاصة وأن المضيف
يسعى لتحقيق نجاح أرقى مما حصل بمؤتمر باريس، لكنه لن يغض الطرف عن دعوة فرنسا الاستباقية
لطرف قوي ومهم بالمعادلة الليبية وهي مدينة مصراتة".
شروط
نجاح المؤتمر
من جانبه،
رأى المدون الليبي، فرج فركاش أنه "من المبكر جدا الحكم على نجاح المؤتمر من عدمه،
لكن إيطاليا تتخذ خطوات مبكرة وجادة في محاولة لإنجاحه بعكس فرنسا، والنجاح هنا محكوم
بأجندة المؤتمر ومدى توافق إيطاليا مع فرنسا".
وأشار
لـ"عربي21" إلى أن: "شروط نجاح المؤتمر هو وجود تمثيل أمريكي رفيع المستوى
وتمثيل للدول الإقليمية والغربية الفاعلة في ليبيا، وكذلك ابتعاد الأطراف الفاعلة عن
التعنت ووضع الشروط التعجيزية وتعهدها وتوقيعها على أي مخرجات وأهمها إنهاء الانقسام
السياسي والعسكري في البلاد"، وفق رأيه.
"إصرار أمريكي"
لكن
الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير أوضح أن "الهدف الرئيس لإيطاليا هو اعتراف
الحضور بريادتها في ليبيا وهذا هو سبب إصرارها ودعوتها لماكرون شخصيا، إذ يعني ذلك
قبوله بقيادة إيطاليا لجهود التسوية السياسية في ليبيا".
وأضاف
في تصريحات لـ"عربي21" أن "دعوة إيطاليا لبعض الشخصيات الفاعلة قبل
المؤتمر يقع ضمن التشاور معهم على الخطوط الرئيسية للحوار ومعرفة أهم شروط كل طرف وحدود
تنازله لغيره من الأطراف المشاركة"، حسب تقديره.
وتابع:
"لا أظن أن هناك مطالب تعجيزية سيتقدم بها أحد الأطراف الليبية لأنهم ليسوا في
موقف قوي الآن، بل سيستجيبون للخطة الدولية إذا كان هناك إصرار أمريكي وأوروبي عليها"،
كما صرح.
اقرأ أيضا: محللون يناقشون محاور مؤتمر باليرمو بشأن الأزمة الليبية
"الأقوى سيتحكم"
أستاذ
القانون الدولي والأكاديمي المصري، السيد أبو الخير أكد أن "إيطاليا ومعها الكثير
تأمل فى نجاح المؤتمر، وبخصوص فرنسا فهي ليست بعيدة عن الوضع فى ليبيا وتشارك عسكريا
فى التوترات هناك، لذا دعوتها طبيعية وهامة".
وأشار
في تعليقه لـ"عربي21" إلى أن "استقبال الأطراف الليبية قبيل المؤتمر
هدفه الاتفاق معهم وتنسيق الأمور، لكن واقع الأرض هو الذي سوف يتحكم فى المؤتمر، كون
هناك أطماع إقليمية فى ليبيا من قبل بعض دول الجوار وهذا ما يجعل نجاح المؤتمر من الصعوبة
بمكان"، حسب قوله.
واستدرك
قائلا: "لكن قد يكون المؤتمر فرصة لعرض ومعرفة مطالب كافة الأطراف الليبية، ومن
ثم يمكن البناء عليه والاتفاق حول صيغة مقبولة من كافة الأطراف"، بحسب تقديراته.