هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن لقاء "سيدة الجبل" المكوّن من شخصيات مسيحية بارزة إصراره على إعادة عقد خلوته السياسية مجددا داخل بيروت، متحديا ما يقول إنه "سطوة حزب الله من خلال ضغوطاته على فندق لإلغاء اللقاء الذي كان مقرّرا في السابع من الشهر الحالي".
وكشف اللقاء في معلومات تحصلت عليها "عربي21" أن الاجتماع المقرر عقده الأربعاء المقبل، في بيت الكتائب ليس بديلا عن الخلوة، بعكس ما تمّ تداوله في وسائل إعلام لبنانية، وإنّما يأتي في "إطار محادثات تبحث قضايا حرية التعبير عقب الاستهداف الأخير الذي نتج عنه منع عقد اللقاء في العاصمة".
واتهم النائب السابق وعضو لقاء سيدة الجبل فارس سعيد "حزب الله بالتهديد المباشر له شخصيا عبر توجيه رسالة أمنية عبر الضغط على إدارة الفندق لإلغاء اللقاء".
وفيما يتعلق بطبيعة اللقاء المنوي عقده والأطراف المشاركة فيه، قال سعيد في تصريحات لـ"عربي21": "تأسس لقاء (سيدة الجبل) الذي يضمّ شخصيات نخبوية مسيحية تزامنا مع انعقاد مجلس المطارنة الموارنة عام 2000، وواكب أعمال قرنة شهوان في مرحلة المطالبة برفع الوصاية السورية عن لبنان، وانتقل لأن يكون جزءا من لقاء البريستول تمهيدا لمرحلة تكوين قوى 14 آذار".
اقرأ أيضا : الحريري يتوقع تشكيل حكومة لبنانية جديدة خلال عشرة أيام
وأضاف: "يعقد اللقاء المرخص من قبل وزارة الداخلية اللبنانية خلوة سنوية يصدر عنها تقرير سياسي وإقليمي ودولي، ويشارك في صياغته مجموعة من السياسيين والخبراء والساسة والصحافيين، المسيحيين و من غيرهم، وذلك بهدف تصويب خيارات الجماعة المسيحية للسنة القادمة، وفقا لوجهة نظرنا".
ورأى أنّ ما أثار حفيظة الطرف الآخر (حزب الله) لكون اللقاء حمل هذا العام عنوان "رفع الوصاية الإيرانية عن القرار الوطني".
وكشف عن أن "فندق (البريستول) أبلغهم إلغاء الحجز لعدم قدرتهم على تحمل تبعات تسمية اللقاء بهذا العنوان".
مخاوف من "اغتيالات"
واتهم سعيد "الحزب بمنع عقد اللقاء وبثه مناخات سلبية في لبنان"، مشيرا إلى تصريحات رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى قناة "الجديد"، حيث "أشار الأخير إلى أنه هو من اتصل طالبا من إدارة الفندق إلغاء هذه الخلوة، متهكما من لقاء سيدة الجبل من خلال الطلب منها الانعقاد في الضاحية الجنوبية".
واعتبر سعيد تصريحات صفا "رسالة أمنية من قبل حزب الله، وفي حال أراد البعض وصف كلامه بأنه في إطار التهكم أو الاستعلاء أو الاستخفاف فيعدّ ذلك تجاوزا للقيم اللبنانية التي ترتكز على حرية التعبير والتفكير والعمل السياسي".
وتحدث سعيد عن "تضامن واسع مع اللقاء"، وعن أسباب تخوفاتهم الأمنية، قال: "التهديد تلقيناه من قبل وفيق صفا الذي يمثل موقعا أمنيا كبيرا في حزب الله"، لافتا إلى أن "اتخاذ تدابير وقائية تحسبا من محاولات اغتيال يتطلب إمكانيات مادية وأمنية وعسكرية ليست بحوزتنا، ولأننا لا نحظى بدعم دولي ولا ننتمي إلى تيارات سياسية خارجية".
ديمقراطية "ناقصة"
واعتبر الوزير والقيادي السابق في حزب الكتائب سجعان قزي أن الأسباب الكامنة وراء كل الأحداث التي يمرّ بها لبنان تكمن في كونه "يعيش في ظل ديمقراطية ناقصة منذ سنتين تحديدا، ولا يختلف أحد على الضغوطات التي تمارسها أطراف في السلطة ضد جزء من اللبنانيين في مختلف مجالات الحياة العامة".
وشدّد في تصريحات خاصة لـ"عربي21" على أنه في حال "ثبوت ضلوع السلطة أو أحد أطرافها في مسألة إلغاء لقاء سيدة الجبل فإنه يكون تصرفا تافها وغبيا"، مشيرا إلى أن "اللقاء في حال انعقاده لن يغير وجه لبنان أو الشرق الأوسط، وخلاصته في إصداره بيانا يحمل مواقف سياسية مرتفعة اللهجة غير أنها ستبقى في إطار الأخلاقيات".
وتناول قزي احتمالية أن يكون قرار الإلغاء صادرا من إدارة الفندق بشكل ذاتي تخوفا من التداعيات، فقال: "أتفهم ذلك لأننا نعيش في مرحلة يستطيع أي طرف العبث بأمن المواطنين والمؤسسات الخاصة والعامة"، مؤكدا "عدم توفر معلومات حقيقية لديه لاتهام أي فريق بمحاولة إلغاء اللقاء، وفي الوقت عينه لا يمكننا نفي وجود ضغوطات"، داعيا "إلى عقد اللقاءات خارج الفنادق بهدف إيجاد حالة رفض وطني من خلال الحضور الحاشد في الساحات".
وحول أهمية تمثل المسيحيين حاليا في شخصية ميشال عون التي لها حيثية شعبية في رئاسة الجمهورية، علّق قائلا: "كل رئيس جمهورية لا يستعمل قوته لحياد لبنان وتقوية الدور المسيحي، وليس حزبه فقط، فهو ضعيف حتى لو كان يمثل 99 بالمئة من المسيحيين".
داعيا إلى المضي باستعادة الدور المسيحي "عبر نفض الغبار عن القضية المسيحية المشرقية وطرح القضية اللبنانية من خلال السيادة واستعادة الدور الفكري والريادي كما فعل بشير الجميل"، منتقدا تنافس القوى المسيحية على "الحصص النيابية والوزارية".
موقف حزب الله
لم يول حزب الله اهتماما في تصريحات مسؤوليه حول علاقته بقرار الإلغاء، إلا أنه اكتفى بإصدار توضيح بعد الاتهامات الموجهة ضده والتأكيد على أنه لا علاقة له بإلغاء أي لقاءات سياسية في بيروت.
لكن مدير مركز الارتكاز سالم زهران المقرب من قيادة الحزب رد على كلام فارس سعيد بما قال إنه نصيحة له: "دكتور سعيد.. تعلم كما نعلم أن مشكلتك ليست مع الحاج وفيق صفا المشغول بما هو أهم بكثير، وما قاله ليس أكثر من دعابة وربما تحتاج لهدوء أعصاب لفهمها، أما إذا أردت أن تعرف ماذا حصل معك في فندق البريستول.. عليك أن تسأل من كان يوماً في الريتز"، في إشارة إلى الفندق الذي احتجز فيه أمراء سعوديون قبل أشهر.