هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
عادت الصحافة الإسرائيلية للانشغال بملف غزة بعد غياب لعدة أيام، في ظل التطورات الأمنية والسياسية، وإمكانية تدحرج الأوضاع الميدانية هناك، في ظل تعثر جهود إنجاز التهدئة.
وقال تال ليف-رام، الخبير العسكري الإسرائيلي في معاريف، إن "التقديرات المتوفرة في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تتناول النقاش الدائر في حماس اليوم، حول المدى المطلوب لشد الحبل أمام إسرائيل، وكما هو الحال في تل أبيب، فإن غزة لا تسارع في اتخاذ القرارات، لكن مؤشرات التصعيد باتت واضحة وملحوظة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "مرور أكثر من شهر على جولة التصعيد الأخيرة في القطاع بالتزامن مع حملة التوترات الأمنية الجارية تشير إلى أن جولة الهدوء باتت تقترب من نهايتها، في ظل انعدام الأفق السياسي، ما يجعل حماس تذهب باتجاه إرخاء الزمام أمام المتظاهرين تدريجيا، في حين أن إسرائيل تشهد تأهبا لإمكانية حدوث تدهور سريع".
وأوضح أن "حماس تعلم أن ثمن أي مواجهة واسعة سيكون باهظا، لكن الوضع الاقتصادي في غزة آخذ بالصعوبة، وتشهد حماس نقاشات داخلية لأي حد يمكن شد الحبل في مواجهة إسرائيل، وفي حال لم تحصل التهدئة حتى أواخر الشهر الجاري، فسنكون أمام تصعيد أمني، ما يعني التسبب بأزمة إنسانية جديدة في غزة".
وأشار إلى أن "هناك من يقول إن حماس لم يعد لديها المزيد من الخيارات، لكن استمرار المظاهرات يتسبب بمشاكل معقدة للجيش الإسرائيلي، فقواته ليست مدربة على مواجهات يومية على طول الحدود المعادية، ويجب عدم غض الطرف أمام أي محاولات من قبل الفلسطينيين في عمليات التسلل، كل ذلك يزيد من المخاوف القائمة، ويبدد الصورة الردعية للجيش الإسرائيلي، وبالتالي يمهد الطريق لمزيد من المواجهات، وبمعدلات أعلى وأصعب".
وختم بالقول إن "الأحداث الدائرة على حدود غزة تفرض تحديا جديدا أمام الجيش الإسرائيلي، لأنه يواجه فعاليات تقول عن نفسها مدنية مشروعة، وبجانب المعالجة الأمنية والعملياتية لأحداث القطاع من خلال إصدار تعليمات لإطلاق النار وحماية الحدود، يجب الانشغال أيضا في المستويين السياسي والإعلامي تحضيرا لأي أحداث كبيرة قد تقع وتتطور على طول الجدار الحدودي، في مرحلة ما قبل اندلاع مواجهة عسكرية في القطاع".
جاكي خوجي، الخبير الإسرائيلي بالشؤون العربية في معاريف، قال إن "حماس تعلم أن محافظتها على الهدوء على الحدود مع إسرائيل يعني أنها لن تحصل على كهرباء، ولا تحسين ظروف معيشية في غزة، ما دفع جناحها العسكري لاستخدام أوراقه الميدانية من خلال البالونات الحارقة ومحاولات التسلل، ومؤخرا المظاهرات الليلية، كما حصلت باقي الفصائل على الضوء الأخضر، وباتت تطلق قنابل حارقة وتزرع عبوات ناسفة".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قادة حماس لا يريدون حروبا، لكنهم كما يبدو يضطرون لاستخدام بعض أوراق الضغط، وهدفهم دفع إسرائيل ومصر للحائط، حتى تمارسا ضغوطهما على عباس لتغيير سلوكه السلبي تجاه غزة، مع أن عباس ذاته يجد نفسه في حالة من الضغط الداخلي".
وأوضح أن "الميدان يقول إننا عدنا لما قبل شهر مضى، حيث تحاول الأطراف العثور على حل للأزمات الناشبة في غزة، ويظهر إلى أين تم استدراج تل أبيب في هذا الشرك، صحيح أنها تريد إعمار القطاع، لكنها تخشى أن يفسر ذلك على أنه هدية لحماس، ما سيعزز من الهجمات المسلحة في الضفة الغربية التي تبدو هذه الأيام مهيأة لمثل هذه الأحداث".