كشف سياسيون سوريون أن الإدارة الذاتية المشكلة
من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ستسلم بعض حقول النفط في شمال شرق
سوريا إلى
نظام الأسد، وذلك مقابل حصول بعض الأكراد على حق المواطنة.
وأوضح المحلل السياسي السوري مهند الضاهر،
المقرب من نظام الأسد، أن "الأكراد يريدون أن يسلموا بعض منابع النفط والثروات
المعدنية إلى النظام بمقابل حصولهم على حق المواطنة لأن هناك بعض الكرد لا يحملون
الهوية السورية".
من جهته، اعتبر المعارض السوري عبد الغني
حمادة، أن التخبط السياسي الذي تعيشه الإدارة الذاتية لحزب الاتحاد الديمقراطي
الكردي شأنه شأن باقي المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وذلك لأنها خاضعة لإرادة
الدول الداعمة.
وقال في حديثه لـ"
عربي21": إن
الأكراد يخضعون لأمريكا في شرق الفرات ويتقاسمون النفط الخام مع النظام حسب
اتفاقيات سابقة منذ 2013 حين تولت إدارة المناطق الشرقية وخاصة في الحسكة وما
حولها، تلك المنطقة دخلت في المساومة الدولية، وبالتالي لا يستطيع التدخل فيها
حالياً إلا أمريكا".
ورأى حمادة أن تسليم حقول النفط للنظام مقابل
حق المواطنة للأكراد بعيد عن الواقع باستثناء بعض الحقول في مدينة دير الزور التي
ستسلم للنظام حسب الاتفاقيات الدولية.
أما رئيس مجلس السوريين الأحرار أسامة بشير، فأشار في حديثه لـ"
عربي21"، إلى وجود تنازلات كبيرة من الأكراد بعدما كانت مطالبهم أكبر بكثير مما يحاولون الحصول عليه اليوم، على حد تعبيره.
ويعتقد بشير أن موقف النظام في الجولة الأولى
وتهديده للوفد المفاوض للأكراد بالاعتقال، كانا سببا مباشرا للتنازل، حيث إن ما
يريده حزب الاتحاد الديمقراطي اليوم هو التقارب مع النظام، بالإضافة إلى مطالبهم بالحصول
على منصب المحافظ.
ويرى أن النظام لن يوافق إلا باستلام كل
حقول النفط، وإذا وافق فستكون حالة مؤقته ريثما يستتب الأمر له لينقض الاتفاق
برمته.
يشار إلى أن مصادر إعلامية كردية كانت قد كشفت
في وقت سابق، عن إقدام جهات وصفتها بـ"النافذة" في إدارة حزب الاتحاد
الديمقراطي بتكثيف عمليات تهريب النفط بالتنسيق مع النظام السوري إلى مدينة شنكال
بإقليم كردستان العراق عبر الحدود ومنها إلى إيران.