هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فرضت قوات الأمن العراقية، مساء السبت، حظر التجوال في محافظات
البصرة وكربلاء والنجف ذات الأكثرية الشيعية جنوبي البلاد، في مسعى للسيطرة على
احتجاجات متصاعدة على سوء الخدمات وقلة فرص العمل، وفق مصدر أمني.
وقال
ضابط برتبة مقدم في قيادة العمليات المشتركة (تتبع وزارة الدفاع)، للأناضول، إن
السلطات الأمنية فرضت حظر التجوال في البصرة وكربلاء والنجف إلى إشعار آخر غير
مسمى.
وأشار
الضابط، الذي طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إلى أن
"هذا القرار يأتي للحفاظ على الممتلكات العامة والأمن في تلك المحافظات، وذلك
بعد تصاعد وتيرة العنف التي رافقت الاحتجاجات الشعبية".
وأضاف
المصدر أن "التظاهرات أخذت منحى غير سلمي؛ لذلك تم فرض الحظر؛ تجنبا لوقوع
مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن".
وفي
محافظة كربلاء، اقتحم المئات من المتظاهرين، السبت، مبنى مجلس المحافظة وسط
المدينة، مرددين شعارات مناهضة للحكومة الاتحادية ومسؤولي الإدارة المحلية في
المحافظة.
وقال
عبد الله الحسيني، أحد المتظاهرين، في اتصال مع الأناضول، إن "المئات اقتحموا
مبنى مجلس محافظة كربلاء؛ احتجاجا على سنوات طويلة من المعاناة والشكاوى، التي لم
يكترث لها أي مسؤول في المحافظة".
وكانت
التظاهرات الشعبية المطالبة بالخدمات وفرص العمل قد تجددت السبت في محافظات البصرة
وبابل وكربلاء والنجف.
العبادي يخصص 3 مليارات دولار للبصرة
خصص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، مساء السبت، 3 مليارات دولار لمحافظة البصرة (جنوبا)، لتحسين الخدمات العامة، في مسعى لتهدئة احتجاجات عارمة بدأت بالمحافظة وامتدت لمحافظات أخرى ذات أكثرية شيعية جنوبي البلاد.
وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء، أن "العبادي قرر إطلاق مخصصات البصرة البالغة 3.5 تريليون دينار عراقي (نحو 3 مليار دولار) فورا، واستخدامها لتحلية المياه، وفك الاختناقات بشبكات الكهرباء، وتوفير الخدمات الصحية اللازمة".
وأضاف أن رئيس الحكومة اتخذ قرارات "شملت أيضا توسيع وتسريع آفاق الاستثمار للبناء بقطاعات السكن والمدارس والخدمات، وإطلاق درجات وظيفية لاستيعاب العاطلين عن العمل وفق نظام عادل بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية".
كما قرر العبادي، وفق البيان، "زيادة الإطلاقات المائية (مياه الأنهار)، وبالأخص إنصاف محافظات البصرة وذي قار والمثنى والديوانية لوقوعها جنوب الأنهار"، دون تفاصيل.
وذكر البيان أيضا أن العبادي قرر "حل مجلس إدارة مطار النجف (جنوبا)"، دون تفاصيل أكثر في هذه الجزئية.
وتأججت الاحتجاجات في البداية من محافظة البصرة، التي تعد مركز صناعة
النفط في العراق، الأحد الماضي، إثر مقتل محتج وإصابة 3 آخرين؛ جراء ما قال محتجون
إنه "إطلاق نار لجأ إليه الأمن لتفريق متظاهرين" شمالي المحافظة.
وامتدت
التظاهرات مساء الجمعة، لتشمل محافظات ذي قار وبابل وكربلاء وميسان والديوانية
والنجف (جنوبا).
ومساء الجمعة، اقتحم مئات المتظاهرين مطار النجف؛ احتجاجا على ما وصفوها بـ"سيطرة الأحزاب السياسية على واردات المطار"، وللمطالبة بإقالة مديره فايد الشمري (الذي ينتمي لحزب الدعوة وهو حزب العبادي)، وتحويل وارداته إلى تمويل مشاريع خدمية في المحافظة.
وتتركز مطالب المحتجين على تحسين الواقع المعيشي، وتوفير الخدمات
الأساسية من قبيل الماء والكهرباء، ومحاربة الفساد المالي والإداري المتفشي في
دوائر الدولة ومؤسساتها، وتوفير فرص عمل للعاطلين.