هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت تحذيرات رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، محمد صوان، من عودة الاستبداد وحكم العسكر إلى البلاد، عدة تساؤلات حول أهدافها الآن، خاصة أنها جاءت بعد حملة ممنهجة ضد الإخوان في ليبيا شنها اللواء الليبي، خليفة حفتر وقبيل الانتخابات.
وقال صوان إنه "يجب علينا جميعا شرقا وغربا وجنوبا قطع الطريق بشكل حاسم على شبح عودة حكم العسكر والاستبداد والتوريث، الذي أطل علينا برأسه من جديد، بعد أن عانينا منه في الماضي"، في إشارة إلى "حفتر ومشروعه".
"مشروع إقليمي"
وطالب رئيس العدالة والبناء، كل الأطراف الليبية ألا يختلف أحدهم عن رفض المشروع العسكري الذي تدعمه أطراف إقليمية عرقلت نجاح العملية السياسية، لتحصر الليبيين بين "الفوضى" أو "حكم العسكر"، مؤكدا أن دعوته هنا صريحة "من أجل التضحيات التي بذلت للوصول إلى دولة مدنية ديمقراطية"، وفق كلامه.
اقرأ أيضا: ما صحة اعتقال قوات حفتر لنساء في درنة وكيف سترد القبائل؟
وأشار إلى أن "المشروع العسكري كشف عن وجهه القبيح متسترًا بشعار جميل وهو بناء "الجيش"، لكنه يسعى بكل قواه ليفرض نفسه علينا ويقدم نفسه بعد ذلك كمنقذ للشعب من هذه الأوضاع التي صنعها مخططوه ليتمكن ثم ليسحق الجميع دون استثناء"، وذلك خلال خطاب مفتوح وجهه "صوان" للشعب الليبي.
معركة "انتخابية"
ورأى مراقبون للشأن الليبي أن "تصريحات "صوان" في هذا التوقيت تدخل في إطار معركة الانتخابات المرتقبة وتكسير العظام بين الإسلاميين والعسكر، خاصة بعد الحملة التي شنها "حفتر" ومؤيدوه مؤخرا على جماعة الإخوان وحزبها، وطالبوا بإقصائهم من العملية الانتخابية.
والسؤال المطروح: هل بدأت معركة "تكسير عظام" فعلا بين "الإسلاميين" والجنرال "حفتر"؟ وما النتيجة؟
رد فعل
من جهته، قال الناشط الحقوقي الليبي، أحمد سعد تواتي، إن "التقارب بين الإخوان والمشير (حفتر) الذي قال إن هناك "إخوان معتدلين" يمكن قبولهم، واعتبار صوان من مات في صفوف عملية "الكرامة" من الشهداء، لم يدم طويلا، ويبدو أنه جاء في لحظة ضعف سياسية لهذه الأطراف".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "اليوم يرى حفتر أنه الأقوى بعد أحداث الهلال النفطي الأخيرة، وكعادة العسكريين لا يقبل بمفهوم "الوسط" وأن التنازل في عرفه شيء مرحلي، فإنه (حفتر) يشعر أنه ما عاد بحاجة ليتوافق مع أحد، كما أن الإخوان أحسوا بخطورة الأمر ولهذا جاءت تصريحات صوان كرد فعل".
"فشل التسوية"
لكن الكاتب الليبي، نصر عقوب، أشار إلى أن "تحذير رئيس العدالة والبناء جاء بعد تناغم "فاشل" بينه وبين حفتر، وبعد انسداد الوصول إلى مقاربة ومصالحة أو وفاق وتسوية مع حفتر"، حسب كلامه.
وأوضح في تصريحه لـ"عربي21" أن "مطالبة صوان بالتصدي لمشروع عسكرة الدولة دواعيه عديدة، وأهمها رفضه لحكم العسكر، وخشيته من تكرار المأساة المصرية، والتي كانت وبالا على الإخوان المسلمين ورافضي حكم العسكر".
اقرأ أيضا: المركزي الليبي يرد على اتهام حفتر له بدعم الإرهاب
وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، إن "تحذيرات صوان من عودة حكم العسكر يقصد بها قطعا حفتر، خاصة بعدما تأكد للجميع رغبة الأخير في الاستيلاء على السلطة منذ إعلانه تجميد الإعلان الدستوري والمؤتمر الوطني والحكومة في شباط/ فبراير 2014".
وتابع: "ودعوة صوان هدفها حث كل الأطراف دون استثناء لإنقاذ الوطن والعمل على استقراره حتى لا تضيع تضحيات أبناء هذا الوطن الذين انتفضوا ضد الاستبداد"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
حملة ضد أعمال "حفتر"
وأكد عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، أن "تصريحات الرئيس (صوان) جاءت كرد طبيعي جدا لما يقوم به حفتر من أعمال ممنهجة ضد الإسلاميين واتهامه إياهم بالإرهاب والتطرف، كما جاءت هذه التصريحات متزامنة مع اتهامات حفتر للإخوان بالسيطرة على المصرف المركزي".
وأوضح في تصريح لـ"عربي21"، أن "التحذير من عودة حكم العسكر هدفه حث الشعب على التفكير في الأربعين سنة من حكم القذافي وما ذاقوه، أما بخصوص معركة الانتخابات فليس من حق أحد أن يقصي طرفا بعينه، فالقضاء هو الوحيد الكفيل بهذه الأشياء".
وتابع: "وفي حالة تقدم حفتر للانتخابات وتخليه عن الرتبة العسكرية وخوضه سباق الرئاسة كمرشح مدني فأهلا به، ومن الطبيعي أنه سيكون خصم سياسي قوي ولا يستهان به سواء للعدالة والبناء أو غيرهم".