هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تكررت الرسائل التحذيرية التركية في الآونة الأخيرة للنظام وروسيا من عواقب الهجوم على إدلب، وآخرها الذي جاء على لسان أحد كبار مستشاري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن أنقرة لن تقف مكتوفة الأيدي في حال شن النظام هجوما على إدلب.
وجاء في تصريحات نقلتها إذاعة "صوت
أمريكا"، الأربعاء، عن المستشار التركي الذي لم تسمه، أن "تركيا تعتبر
المنطقة خطا أحمر، وقواتها منتشرة فيها، ومن المهم أن يكون للمعارضة منطقة خاضعة
لسيطرتها، بحيث نضمن تمثيلها في الحل السياسي السوري".
التحذيرات التركية تأتي في سياق ما يشهده الجنوب
السوري من تصعيد على الرغم من شموله باتفاق "خفض التصعيد" المطبق في
إدلب أيضا.
في هذا الوقت، لم يستبعد مراقبون أن ينتقل التصعيد
إلى إدلب، بعد حسم ملف الجنوب السوري، معززين توقعاتهم بأخذ روسيا لهيئة تحرير
الشام (جبهة النصرة) المتواجدة بكثرة في إدلب، كذريعة للهجوم على مناطق المعارضة،
وآخرها في درعا، ومنهم الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، طه عبد الواحد.
اقرأ أيضا: ما أسباب انهيار اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري؟
وأوضح عبد الواحد لـ"عربي21"، أن
"تركيا تدرك لا سيما بالنظر إلى ما يجري في منطقة خفض التصعيد جنوب سوريا،
وقبلها في الغوطة ومنطقة خفض التصعيد في ريف حمص وغيرها من مناطق، أن خرق اتفاق
منطقة خفض التصعيد في إدلب أمر محتمل جدا".
وفي هذا السياق، أشار إلى تأكيد رأس النظام السوري
في كل تصريحاته للإعلام أنه سيواصل القتال حتى استعادة السيطرة على جميع المناطق
السورية، معتبرا أن "حديث الأسد قائم على موقف روسي بضرورة أن يكون النظام
السوري صاحب السيطرة في البلاد وعلى الحدود بذريعة السيادة الوطنية".
وأضاف عبد الواحد أن "روسيا دائما ما تبرر
هجومها بتواجد النصرة، وضمن هذا المنطق، هناك تواجد كبير لا يمكن تجاهله في إدلب
لتنظيم جبهة النصرة المتفق دوليا على تصنيفه تنظيما إرهابيا، ولا يمكن استبعاد معركة
في إدلب بحال تمكن النظام بدعم روسي كبير كالعادة من استعادة السيطرة على المنطقة
الجنوبية".
من جانبه، قرأ المحلل السياسي سامر خليوي في
التحذيرات التركية "خشية تركية حقيقية"، مبينا أن "تركيا لم تعد تثق
بروسيا وإيران، خاصة بعد أن انتهكوا مناطق خفض التصعيد بالغوطة الشرقية وريف حمص
الشمالي والآن بالجنوب".
اقرأ أيضا: تصعيد عنيف للنظام جنوب سوريا وارتفاع بالقتلى المدنيين
وفي حديثه لـ"عربي21" رأى، أن ما يبعث على
الخشية التركية أكثر هو وجودها كضامن رئيس في هذه المنطقة، وأنقرة تعلم أن هدف
روسيا والنظام السيطرة على كافة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام وتعلم أيضا أن
روسيا تحاول زعزعة الوضع بالشمال لتعطي ذريعة أخرى على عجز تركيا ضبط الوضع هناك.
لكن ومقابل كل ذلك، شدد خليوي على أن تركيا لن تسمح
بانتهاك هذه المنطقة، لأنها بذلك ستفقد مصداقيتها ووجودها بسوريا إضافة لعدم
تحملها تبعات نزوح ما يقارب ثلاثة ملايين نحوها.
أما الكاتب الصحفي طه عبد الواحد، فرجح "أن تنجح
تركيا في تفادي سيناريو قادم، لكن فقط بحال قامت هي مع فصائل المعارضة التي تدعمها
بعملية عسكرية ضد (النصرة) في إدلب".
وبالمقابل، لم يستبعد التزام تركيا بالحياد بحال تم
التوصل لاتفاقات معينة مع الروس والنظام يضمن المصالح التركية لاسيما في المجال
الأمني والاقتصادي بالطبع، وأضاف أنه "في حال عاد الأكراد وأعلنوا الولاء
والطاعة للنظام فهذا يسهل على تركيا الموقف نوعا ما، لأن النظام كما كان يحمي أمن
إسرائيل عبر ضمانه أمن الحدود في الجولان فهو كذلك سيحمي أمن تركيا عبر قمعه
الشديد للأكراد".