اتهم المجلس
الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا، فجر الاثنين، حزب التجمع
اليمني للإصلاح، بالوقوف
وراء
الاحتجاجات التي اندلعت في مدينة
عدن (جنوبا)، على خلفية اعتقال قوات إماراتية
القيادي في المقاومة الشعبية الجنوبية وليد الإدريسي.
وكانت منطقة
المنصورة بعدن، قد شهدت احتجاجات صاخبة، ضد ممارسات الإمارات، حيث قام المحتجون بإلغاء
منشورات مؤيدة لها، فيما تطور الفعل الاحتجاجي إلى تمزيق صور للرئيس الراحل، زايد بن
سلطان، ولنجله، محمد، ولي عهد أبوظبي، والدوس عليها بالأقدام، لأول مرة.
كما قاموا بوضع
تلك الصور على الشوارع لتمر السيارات عليها، وفقا لتسجيلات مصورة متداولة في مواقع
التواصل الاجتماعي.
وقال المجلس
الجنوبي الذي يتزعمه، عيدروس الزبيدي، رجل "أبوظبي" في عدن، في بيان له اطلعت
عليه "
عربي21"، إن هناك من يحاول خلط الأوراق باستهداف الحليف الاستراتيجي
الذي كان سنداً للجنوب في تحرير أراضيهم من هيمنة الحوثيين، عبر إثارة الفوضى والأزمات
في مناطق الجنوب المحررة.
وعبر عن إدانته
ما وصفها "أعمال الفوضى" التي ينجر إليها البعض بلا وعي، والتي لاتعبر عن
مدنية شعبهم، وتقدح في وفائهم لمن ساندهم في معركة التحرير والتمكين على الأرض. في
إشارة لدور أبوظبي الداعم لهم.
وذكر بيان المجلس
أن أطرافا في الشرعية اليمنية لم تعِ بعد متغيرات المشهد، فهي تحاول - ما استطاعت -
أن تعرقل بأساليب شتى، وتدفع نحو الفوضى والإرهاب، بدعمها علنا من يقوم بهذه العمليات
غير الأخلاقية والقانونية. ملوحا بالكشف عن الأسماء والأدلة على تورطها في دعم الفوضى
والتنظيمات الإرهابية، فملفُ عبثهم آخذ في التضخم كل يوم. وفق تعبيره.
كما اتهم المجلس
الجنوبي بشكل صريح، حزب الإصلاح بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات بالقول: تجدر الإشارة
إلى دور حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي يعمل على شق الصف، بافتعال معارك جانبية لا
تخدم مشروع المقاومة، بل تخدم بقاء مليشيا الحوثيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
ودعا البيان
قوات الأمن في محافظة عدن للقيام بدورها بكل صرامة تجاه ما يحدث. مؤكدا أن المجلس سيكون
إلى جانب الأمن بكل قوة، في الوقت الذي أعلنوا جاهزيتنا لكل الخيارات.
ليس غريبا
من جانبه، اعتبر
السياسي الجنوبي، عبدالكريم السعدي أنه لم يعد غريبا أن يثور أبناء الجنوب في وجه سلوكيات
وتصرفات الحامية العسكرية الإماراتية في عدن، وأدواتها الجنوبية التي وصفها بـ"الرخيصة".
حسب وصفه.
وأضاف في تعليق
له نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، أن انتفاضة شباب الجنوب في وجه "أبوظبي"،
ليس جريمة، فالوضع بات يتطلب ذلك. على حد قوله.
ومضى قائلا:
لقد حذرنا مرارا وتكرارا منذ العام 2015، بأن على الإمارات تغيير سياساتها وسلوكها
العام في مواجهة أبناء الجنوب، وإلا فإنها ستجد نفسها في لحظة في مواجهة شعب الجنوب
وستكتشف الكذبة الكبرى، التي يروج لها البعض من أدواتها (جماعة الدفع المسبق) بالتحكم
بمزاج الناس في الجنوب.
وأشار السعدي إلى أن وليد الإدريسي (قيادي في المقاومة تم اعتقاله
من قبل حلفاء الإمارات) ليس الأول ولن يكون الأخير الذي سيثور في وجه الحامية الإماراتية
وأدواتها الجنوبية، بل هناك عشرات الآلاف بل ملايين باتوا غير راضين عن سلوكيات حكومة
"أبوظبي" التي خرجت بها عن نطاق مهمتها، وحولت عدن إلى قطاع عسكري يخدم تطلعاتها وأحلامها، وتطلعات وأحلام
من يقف خلفها على المستوى الدولي".
وأكد السياسي
الجنوبي أن عدو الجنوب من يقف عائقا أمام عودة مؤسسات الدولة. داعيا إلى إطلاق سراح
الإدريسي والسجناء في سجون القوات الإماراتية كافة؛ من شباب ونساء ورجال، والكف عن سياسة
الطيش.
احتجاجات أكثر
جرأة
من جهته، قال
الناشط السياسي الجنوبي، عبدالعزيز المنصوب إن الاحتجاجات لا زالت في بداياتها، لكنها
أكثر جرأة وإقداما إذا اخذنا بعين الاعتبار كل الأساليب والمبررات القمعية التي اعتادت
عليها أدوات الإمارات، من خلال مجلس الحكم التابع لها في الجنوب عموما وعدن خصوصا.
وأضاف في
تصريح خاص لـ"
عربي21" أن المؤشرات تفيد بأن الناس لم تعد تأبه لأساليب الترهيب
التي عمد إليها الإماراتيون، من خلال أدواتها في التعامل مع الاحتجاجات الشعبية ومظاهر
التعبير عن الغضب والامتعاض من كل ما يعتمل في عدن خصوصا.
واتهم الناشط
المنصوب الإمارات بـ"الانتهازية" التي اعتبرها "مسارا ثابتا، تنتهجه
في الجنوب، من خلال توظيفها القضية الجنوبية، لتكريس سياساتها "الاحتيالية والاحتلالية"
في آن واحد.
وتشكل الاحتجاجات
التي سادت حي المنصورة في عدن، تطورا لافتا، في مسار حالة الرفض والغضب الذي اقتصر
في السابق على التعبير عنها في جدران الشوارع والمنشآت في المدينة الساحلية "يسقط الاحتلال الإماراتي". وفقا لمراقبين.