هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تسود حالة من الترقب للمؤتمر الدولي المزمع عقده في العاصمة الفرنسية باريس بين أطراف الصراع الليبي، وسط توقعات بالتوصل إلى مخرج للأزمة الراهنة.
ويعقد المؤتمر، الثلاثاء المقبل، بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحضور كل من رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، ورئيس البرلمان، عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري، واللواء خليفة حفتر، وكذلك ممثلين عن 19 دولة معنية بالملف الليبي، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
إيجاد مخرج
ومن الملفت في المؤتمر هو حضور الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وسط تكهنات أنها "عين حمراء" لكل من يحاول عرقلة نتائج الاجتماع، خاصة أنه سبق أن طرحت المبادرة الفرنسية ما أسمته عقوبات دولية على من يعرقل التسوية السياسية في ليبيا.
ونقلت الوكالة الفرنسية عن مصدر قوله إن "الهدف من هذا المؤتمر الدبلوماسي غير المسبوق هو توفير الظروف لإيجاد مخرج للأزمة الليبية عن طريق تحديد إطار لمؤسسات مستدامة يعترف بها المجتمع الدولي".
نتائج عكسية
من جهته، أكد رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي، خالد المشري، أن إجراء الانتخابات بدون دستور تستند إليه يعني الدخول في مرحلة انتقالية رابعة ستؤدي إلى نتائج عكسية، وأنه "أبلغ الجانب الفرنسي بموقفه وهو أن الانتخابات ستكون ناجحة في حال إجراء استفتاء على الدستور قبلها"، وفق المكتب الإعلامي للمجلس.
اقرأ أيضا: ماكرون سيجمع أبرز المسؤولين الليبيين للتحضير للانتخابات
ويأتي هذا المؤتمر الدولي وسط تساؤلات عدة حول: لماذا تنجح فرنسا دائما في جمع أطراف الصراع الليبي؟ وهل ستنجح في إقناعهم بإجراء الانتخابات هذا العام؟ أم سيكون الضغط سيد الموقف؟
"مضيعة للوقت"
من جانبه، اعتبر الكاتب والباحث السياسي الليبي، عز الدين عقيل، أن "كل ما يحصل الآن هو مضيعة للوقت، لأن ماكرون جاء بنفس الوجوه التي حضرت اتفاق الصخيرات، وهم لا يملكون أي حلول للأزمة، بل المتحكم في المشهد كله هم أمراء الحرب"، وفق رأيه.
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "حتى لو اتفقوا على موضوع الانتخابات، سيكون الاختلاف على قانونها، لأن كل طرف يريد دستور على مقاسه، وقد يخرج قانون الانتخابات فعلا لكن لا أتوقع أن يتفق عليه، وسندخل في جدل عيوب قانون الانتخابات وغيرها".
وحول قدرة فرنسا على إقناع حفتر بالحضور، قال عقيل: "فرنسا قريبة من حفتر ودعمته وهي حليفته الدولية الوحيدة بجانب روسيا، لذا لا يمكنه رفض الدعوة كونه مازال يراهن عليها وعلى دعمها، لكن مقاطعة وفد مدينة مصراتة أمر طبيعي كونهم سيرفضون حضور حفتر بصفته قائدا للجيش".
تهديد "مبطن" لحفتر
لكن الصحفي والناشط الليبي، مختار كعبار، رأى من جانبه أن "ماكرون استعمل التهديد المبطن ضد حفتر ليجبره على الحضور، والأخير يعرف أن الأوراق الآن بيد فرنسا وهي قادرة أن تبطش به والبحث عن غيره إن أرادت ذلك، لذا لا يمكنه رفض دعوتها".
وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص المؤتمر فقد ينجح على الورق فقط لكن لن يطبق على الواقع، لأنه مازال هناك من يرفض "حفتر" في الغرب الليبي سواء من العسكريين أو المدنيين. أما بخصوص فشل دول الجوار في جمع الأطراف فلأنها غير قادرة على تحقيق أي وعود".
خطوة نحو الاستقرار
وأشار عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، إلى أن "اجتماع باريس سيكون مكمل للاتفاق السياسي الليبي، وسوف يحد بشكل كبير من التدخلات الإقليمية مما يساعد على استقرار الوضع الأمني والسياسي في ليبيا".
اقرأ أيضا: هل رفضت أمريكا مبادرة فرنسا لحل أزمة ليبيا؟
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "المؤتمر سيعمل على تدويل الأزمة الليبية ما يعني أنه ليس لأحد فرصة القبول أو الرفض، كون الأمر الدولي حسم باتجاه ليبيا ومن يرفض أو يتعنت سيجد نفسه خارج المرحلة القادمة"، حسب توقعاته.
واستبعد الإعلامي الليبي، نبيل السوكني، نجاح المؤتمر، مؤكدا أن "تحقيق المصالح المشتركة هو الهدف، والمؤتمر ليس حبا في ليبيا، ولكن الأطماع هى التي تجمع، فبعض الدول الإقليمية تستجيب فقط لأوامر فرنسا، أما مصر فمصلحتها مشتركة مع فرنسا في وجود حاكم موالي لهم وهو "حفتر"، كما قال لـ"عربي21".