هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توجه ملايين الفنزويليين، الأحد، إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في انتخابات رئاسية من المرجح أن يفوز بها الرئيس الحالي نيكولاس مادورو بغياب أي منافس جدي له، ووسط أزمة اقتصادية خانقة تضرب البلاد.
ووصل مادورو الأحد مرتديا قميصا أحمر برفقة زوجته وكبار مساعديه إلى مركز اقتراع في العاصمة كراكاس حيث أدلى بصوته.
وقال "مع هذه العملية الانتخابية، تتجه فنزويلا إلى مرحلة استقرار سياسي"، داعيا مواطنيه إلى المشاركة في الانتخابات.
وأضاف أن "صوتك يقرر: التصويت أو الرصاص، الوطن أو المستعمرة، السلام أو العنف، الاستقلال أو الخضوع"، لافتا إلى أنه "سيعمل على أن تحترم إرادة شعب فنزويلا هنا وفي العالم".
وأوضح رئيس حملته خورخي رودريغيز أن "أكثر من 2,5 مليون ناخب" أدلوا بأصواتهم حتى ظهر الأحد من أصل 20,5 مليونا مسجلين.
وفي مدن عدة كانت نسبة المشاركة محدودة في العديد من مكاتب الاقتراع.
وتبلغ مدة الولاية الرئاسية ست سنوات. ويفترض أن تبدأ الولاية المقبلة في 19 كانون الثاني/يناير 2019.
ومادورو هو الأوفر حظا للفوز في الانتخابات مع أن أكثرية كبيرة من الفنزويليين تعارض طريقة إدارته للبلاد بعد أن أنهكهم النقص في المواد الغذائية والأدوية والمياه والكهرباء ووسائل النقل، إلى جانب غياب الأمن وارتفاع كلفة المعيشة.
ويضاف إلى كل ذلك الرواتب المتدنية التي لا يسمح الحد الأدنى منها لشراء أكثر من نصف كيلوغرام من اللحم.
وأمام هذا الواقع المرير فضل مئات الآلاف من الأشخاص مغادرة البلاد.
وبعد أن ضمن سيطرته على السلطات الانتخابية والعسكرية وأمام انقسام المعارضة، يبدو الطريق معبدا أمام الزعيم الاشتراكي مادورو الذي يؤكد أنه وريث التشافية، التي أرساها هوغو تشافيز رئيس فنزويلا من 1999 إلى 2013.
"مساواة"
في مواجهة مادورو، ترشح المنشق عن تيار تشافيز هنري فالكون (56 عاما) على الرغم من قرار تحالف المعارضة "منصة الوحدة الديمقراطية" مقاطعة الاقتراع.
ويتنافس فالكون والمرشح المعارض الآخر القس الإنجيلي خافيير بيرتوتشي (48 عاما) على أصوات الناخبين الذين يشعرون بالإحباط من حكم مادورو، ما يعزز فرص الرئيس المنتهية ولايته بالفوز.
وتشير استطلاعات رأي إلى تعادل مادورو (55 عاما) سائق الشاحنة السابق، وفالكون، بينما ستعود نسبة امتناع كبيرة بالفائدة على الرئيس المنتهية ولايته.
وقالت المدرسة المتقاعدة ماريا بارانتيس "لن أشارك في هذه المهزلة. ما نعيشه كارثة".
وأوردت ماريتزا بالنسيا (58 عاما) "غادر أبنائي الأربعة إلى كولومبيا ليرسلوا إلي المال"، مؤكدة أنها صوتت "للتغيير".
وتتهم المعارضة الرئيس ب"المحسوبية" وبالسعي للسيطرة على المجتمع بوعده بتقديم مكافآت إلى حاملي "البطاقة الوطنية" التي تسمح بالاستفادة من البرامج الاجتماعية.
لكن رئيسة المجلس الوطني الانتخابي تيبيساي لوسينا نفت السبت احتمال أن تكون أموال دفعت إلى ناخبين خلال الانتخابات.
"تشدد"
إلى جانب المعارضة، ترفض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ومجموعة ليما وهي تحالف لـ14 دولة في أمريكا والكاريبي، هذه الانتخابات معتبرة أنها ليست ديمقراطية ولا حرة ولا شفافة.
ويتهم هؤلاء جميعا مادورو بتقويض الديمقراطية. فأربعة أشهر من تظاهرات المعارضة شبه اليومية التي أسفرت عن سقوط 125 قتيلا في منتصف 2017، شطبت بإنشاء جمعية تأسيسية تشكل السلاح السياسي القوي في خدمة المعسكر الحاكم.
واعتبرت الولايات المتحدة، الأحد، الانتخابات غير شرعية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت "أن المسماة انتخابات التي تجري اليوم في فنزويلا ليست شرعية".
وأضافت في تغريدة على موقع "تويتر" "أن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الدول الديمقراطية عبر العالم التي تدعم الفنزويليين وتدعم حقهم بانتخاب ممثليهم عبر انتخابات حرة ونزيهة".
ودعا البابا فرنسيس الفنزويليين إلى التحلي "بالحكمة من اجل سلوك طريق السلام والوحدة".
وتعاني فنزويلا التي تضررت من تراجع أسعار النفط منذ 2014 وتعتمد في 96 بالمئة من عائداتها على النفط، من نقص في العملات الأجنبية أغرقها في أزمة حادة ودفع مئات الآلاف من السكان إلى الرحيل.
والأسوأ من ذلك هو تهديد واشنطن بفرض حظر على صادرات فنزويلا النفطية وهو ما قد يصيح بقدرة البلاد على سداد ديونها.
وخلال خمس سنوات انخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 45 بالمئة حسب صندوق النقد الدولي الذي يتوقع تراجعا بنسبة 15 بالمئة في 2018 وتضخما بنسبة 13,800 بالمئة.