انتقد سياسيون سوريون بشدة في حديث
لـ"
عربي21" تصريحات رئيس وفد قوى
الثورة والمعارضة السورية في أستانا
أحمد طعمة، الذي اعتبر أن فصائل الثورة السورية أخطأت حين حملت السلاح في وجه
النظام السوري.
وقال
طعمة في لقاء على قناة "روسيا اليوم": "إن
المعارضة المسلحة أخطأت
بحمل السلاح، وإنها لا تهدف لأن تحل محل النظام السوري".
وتعليقا على الموضوع هاجم عضو الائتلاف الوطني
السابق المعارض السياسي سمير نشار، بشدة ذاكرة طعمة، التي اعتبرها قد أصابها الصدأ
ولَم تسعفه بأن النظام السوري أطلق سراح بعض المتشددين الإسلاميين المعتقلين لديه
في سجن صيدنايا خصيصا، لعلمه بأنهم سيحملون السلاح ضده بغية دفع الثورة المدنية
للتسلح لأنه يستطيع التغلب عليها بما يملك من ترسانة أسلحة.
وتساءل في حديثه لـ"
عربي21"، كيف يمكن
إجبار أو إكراه النظام على تقديم التنازلات للشعب الذي ثار لكرامته ولحقه بالحياة
الحرة الكريمة بعد ما يقارب الأربعين عاما من الحكم الاستبدادي الدموي لعائلة الأسد.
وقال نشار: إذا الدكتور طعمة يعتبر نفسه معارضا
داعما للثورة ومعايشا لها، فكان يفترض عليه معرفة أنه لم يكن هناك قرار من مؤسسة
أو جهة للجوء إلى التسلّح الذي كان عفويا وفرديا بداية الثورة قبل أن يصبح مطلبا
عاما لدى أكثرية الثوار نتيجة إصرار النظام السوري ورئيسه بشار الأسد التوسع
بالقمع والقتل واستخدام أسلحة متنوعة بما فيها الطيران والكيماوي ضد المدنيين السوريين
العزل.
وشدد على أن الدكتور طعمة وضع نفسه في موقع
الانتقاد، متهما إياه بأنه يعرف قبل غيره كيف أصبح رئيسا لوفد المعارضة المسلحة!!
حيث لم ينتخب لهذا الموقع من قبل أي هيئة أو فصائل معارضة يتحدث باسمها وهو ينتحل
صفة رئيس وفدها، كما قال.
كما تساءل: "ألم يكن من الأجدر بالدكتور طعمة
إذا كان له رأي بما يقول ألا يقول ذلك لوسيلة إعلامية روسية معادية للثورة وعملت
دولتها ما بوسعها لإجهاض الثورة السورية بكافة الوسائل العسكرية خاصة؟".
من جهته اعتبر عضو مجموعة العمل من أجل
سوريا
الناشط السياسي درويش خليفة أن ما قاله أحمد طعمة الذي ترأس وفد المعارضة
العسكرية في أستانا بعيد كل البعد عن العسكر الذي له تجربة سيئة معهم عندما تم
طرده من قبلهم في معبر باب السلامة على الحدود السورية التركية في منطقة اعزاز.
وقال في حديثه لـ"
عربي21": "إن الثورة
لم يكن خيارها التسلح ومقاومة النظام عسكريا لولا استفحال إجرام النظام بحق
المتظاهرين السلميين وقتل العشرات منهم يوميا واعتقال الالآف، وتعذيبهم بكافة أدوات الجريمة في معتقلاته وأفرعه الأمنية".
وأضاف، أنه مع توسع إجرام النظام من خلال قصفه
للمناطق الثائرة بالمدفعية ودخول جيش الأسد إلى هذه المناطق ليقوم بتصفيات ميدانية
للثائرين من الشباب والشابات، تحرك البعض من الثوار ليحمل سلاحا فرديا ليدافع به
عن نفسه وعن عائلته التي من الممكن أن تكون هدفًا للأفرع الأمنية في أي لحظة.
ورد خليفة على تصريحات طعمة حول أن المعارضة لم
يكن هدفها السيطرة على الحكم، قائلاً لماذا إذن تحمل هذه الصفة؟ ولماذا تسلمت
حكومة معارضة هدفها حسب قولكم سابقا بأنها ستكون البديل عن حكومة النظام حال
سقوطه؟
ويرى أنه على ما يبدو ومنذ تدخل الروس ميدانيا
في سوريا وميل الكفة عسكريا لصالح النظام وبمساعدة الحلفاء، بدأ البعض من المعارضة
يتراجع عن خيار إسقاط النظام والذي اسشتهد مئات الالاف من الشعب السوري في سبيل
التخلص منه.