هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتعرض مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية في
سوريا لعملية عسكرية هي الأكبر منذ سنوات تقودها قوات النظام السوري منذ نحو 6
أيام، أودت بحياة 31 مدنيا وأصابت المئات من السكان كما تحاصر أكثر من 700 عائلة
داخل المخيم تزامنا مع قطع لخطوط المياه والكهرباء المغذية للمخيم بحجة القضاء على
عناصر "داعش وجبهة النصرة" المتحصنين داخل المخيم.
وتسود حالة من الغضب داخل المخيم في ظل صمت
الفصائل الفلسطينية عن التنديد بهذه المجازر التي يرتكبها النظام بحق الفلسطينيين،
خصوصا بعد إدانتهم للضربات الأمريكية الأخيرة على مواقعه العسكرية منتصف الشهر
الحالي.
تدمير باقي المخيمات
بدوره قال الكاتب والباحث الفلسطيني من مخيم
اليرموك، محمود زغموت، أن "صمت الفصائل والمؤسسات الرسمية الفلسطينية عن
تدمير مخيم اليرموك لا يرتقي لحجم الحدث الذي يعاني منه المخيم، كما أن هذا الصمت
في حال استمراره سيشكل مسوغا أمام النظام لتدمير باقي المخيمات الفلسطينية في ظل
استهداف حق العودة ضمن ما يسمى بصفقة القرن".
مضيفا في حديث لـ"عربي21" أن "موقف
الفصائل لم يقتصر عن صمتها تجاه ما يرتكبه النظام من مجازر بحق المخيم بل تطور
الموقف لأن تساند بعض الفصائل الفلسطينية قوات النظام في اقتحام المخيم، حيث رصدت
مجموعة العمل في المخيم مشاركة قوات برية تابعة لحركة فتح الانتفاضة، وجبهة النضال
الشعبي، ولواء القدس الفلسطيني، والجبهة الشعبية_ القيادة العامة_ تقوم بحصار
المخيم بجانب قوات النظام السوري.
حركة حماس في بيان لها مساء أمس الأربعاء دعت جميع
الأطراف إلى ضرورة تحييد أبناء الشعب الفلسطيني في سوريا في المخيمات عن الأحداث
التي تجري هناك والعمل على إنهاء معاناتهم. وهو بذلك يعتبر الموقف الوحيد الذي خرج
على لسان تنظيم فلسطيني.
الدور السياسي
أما رئيس قسم الدراسات والأبحاث في مجموعة العمل
من أجل فلسطينيي سورية، إبراهيم العلي، فأوضح أن "بيان حركة حماس جيد
بالمقارنة بصمت الفصائل الفلسطينية الأخرى التي لم تصدر أي موقف إنساني يدين جرائم
النظام بحق المدنيين في المخيم".
وتابع في حديث لـ"عربي21" "نحن لا
نتطلع إلى أن تشارك الفصائل في القتال للدفاع عن المخيم، ولكننا نأمل أن تكون هذه
الفصائل على قدر المسؤولية والتحديات التي تواجهنا وبإمكانها أن تقوم بدور كبير في
هذا الجانب فعلى المستوى السياسي نتطلع لأن تستخدم الفصائل نفوذها السياسي
وعلاقاتها الإقليمية لتحييد المخيم عن الصراع في سوريا بالإضافة لدورها بأن تتعهد
لدى الأطراف المتصارعة بتقديم المساعدات وفتح ممر آمن لخروج المدنيين."
مواقف الفصائل
بدوره قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، عبد الستار قاسم، إن "تعقيدات الأزمة السورية تستلزم من الفصائل الفلسطينية ألا تقف في المنطقة الرمادية من هذه الأزمة، وبذلك يجب عليها أن تحدد موقفها من البداية إما بالوقوف بجانب حقوق الشعب السوري في ثورته الحالية أو تحدد موقفها من الطرف الأخر وهو النظام بأن تعتبر ما يجري في سوريا صراعا داخليا ليس للفصائل علاقة به".
وأوضح قاسم في حديث لـ"عربي21" أن
"موقف الفصائل الفلسطينية من بداية الأزمة السورية متباين وتحكمه مجموعة من
الضوابط فبالنسبة لحركة فتح وما تمثله من مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير
وقوى اليسار بالإضافة لحركة الجهاد الإسلامي فهي ترى أن ما يقوم به النظام السوري
مبرر من منطلق حمايته من السقوط في الأيادي الأجنبية وبذلك تكون هذه الفصائل قد
خسرت تأييد الشارع الفلسطيني في الشتات لها وهذا الموقف لم يتغير منذ انطلاق
الأزمة في العام 2011".
أما بالنسبة لحركة حماس "فموقفها من الأزمة
السورية مر بمرحلتين الأولى حينما كان خالد مشعل على رأس الحركة كان موقف حماس هو
الوقوف بجانب حقوق الشعب السوري وهو ما كلف حماس ثمنا باهظا حينما توترت العلاقات
بينها وبين إيران الحليف الأقوى للنظام، والمرحلة الثانية في مواقف حماس حينما
تولى يحيى السنوار زعامة الحركة كان موقف حماس يتسم بالحيادية وعدم التدخل في هذه
الأحداث حتى يحافظ على العلاقة بينه وبين إيران وحزب الله الذي تربطهما علاقات
قوية بقيادة حماس الجديدة."
أما الكاتب والمحلل السياسي، طلال عوكل، فأوضح
لـ"عربي21" أن موقف الفصائل الفلسطينية تجاه ما يجري من أحداث في
المخيمات الفلسطينية منذ بداية الأزمة السورية اتسم بالخجل في إدانة النظام عن
ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين.
وأشار عوكل إلى أن هذا الموقف نابع من خوف الفصائل
على مصالحها في سوريا ولبنان، لذلك يمكن القول إن ضعف الموقف الفلسطيني تجاه هذه
الثورة ساعد النظام على ممارسة جرائمه بحق الفلسطينيين.