أثارت كمية العتاد الثقيل الذي سلمته فصائل في المعارضة السورية بمنطقة
القلمون الشرقي بريف دمشق، لنظام
الأسد حالة من الغضب لدى العديد من أوساط المعارضين السوريين، وذلك بعد اتفاق مع
روسيا على خروج الفصائل إلى الشمال السوري.
ونشرت صفحات موالية للنظام السوري صوراً قالت إنها للعتاد الثقيل، الذي سلمته المعارضة في القلمون الشرقي، حيث أظهرت الصور عدداً كبيراً من صواريخ الغراد ودبابات من نوع T52 و T62إضافة لآليات عسكرية ثقيلة.
وفي هذا الصدد أكد المعارض السوري عبد الغني حمادة أن ما يثير الاهتمام هو تلك الكمية الكبيرة من العتاد الثقيل (دبابات وصواريخ) التي سلمت للنظام، حيث كانت في وقت سابق أداة ضاغطة ومهددة للعاصمة دمشق.
ويرى في حديث لـ"
عربي21"، أن فصائل المعارضة لو استخدمت هذا السلاح ضد قوات النظام لكان للثورة شأن آخر وانقلبت الموازين لصالح الثورة حتما، إلا أنه كان للاستعراض وحماية العاصمة بدلا من تهديد النظام والمساهمة في إسقاطه.
وأشار حمادة إلى أن النظام ليست المرة الأولى التي يستولي فيها على أسلحة (معطلة أو محروقة) من فصائل المعارضة، لكن النقطة الخلافية هي أن النظام هدد هذه المرة بأنه في حال تم إعطاب وتعطيل أو إحراق العتاد فسيبطش بمقاتلي المعارضة، لذلك تم تسليم العتاد بحالة جيدة قد يستخدمها النظام في حربه ضد المعارضة.
وكانت فصائل عدة تابعة للمعارضة السورية تسيطر على منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق وهي "جيش الإسلام، جيش أسود الشرقية، قوات الشهيد أحمد العبدو، وجيش تحرير الشام".
بدوره يرى عضو مجموعة العمل من أجل
سوريا الناشط السياسي درويش خليفة، أن حجم الذخائر والأسلحة الثقيلة التي سلمت للنظام، شيء يدعو للاستغراب!
واعتبر في تصريح لـ"
عربي21"، أن الفصائل كانت منذ البداية مأمورة بعدم فتح أي معركة أو تحريك أي آلية إلا بأوامر المانحين أو الدول الداعمة.
وأكد أنه من حق الرأي العام المعارض نقد قادة فصائل الثوار بسبب ضعف إدارتهم لفصائلهم وعدم استفادتهم من الموارد التي توفرت لهم في بعض الأوقات من عمر المعركة المفتوحة مع النظام وحلفائه بعد الأشهر الستة الأولى من انطلاق الاحتجاجات في سوريا.
يشار إلى أن تسليم فصائل المعارضة السورية للعتاد الثقيل لنظام الأسد في القلمون الشرقي بريف دمشق، جاء تنفيذا لاتفاق موقع بين المعارضة وروسيا.