هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفى جيش الإسلام توصله لاتفاق مع روسيا بالانسحاب من مدينة دوما آخر معاقل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، في حين أعلن أنه "متفائل" في المحادثات الجارية مع روسيا لوقف الحملة العسكرية على دوما.
وقال الفصيل المعارض، الجمعة، إن محادثات بوساطة الأمم المتحدة مع روسيا تتحرك في "الاتجاه الصحيح".
ويرفض جيش الإسلام حتى الآن الإجلاء قائلا إنه يصل إلى حد تغيير التركيبة السكانية قسرا من جانب الأسد وحلفائه.
وكانت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء قد نقلت عن هيئة الأركان العامة للجيش الروسي القول إنها توصلت لاتفاق مع المسلحين في دوما يقضي بانسحابهم دون أن تحدد إلى أين سيتوجهون.
ونسبت الوكالة إلى سيرجي رودسكوي وهو مسؤول بهيئة الأركان العامة قوله: "أبرم الاتفاق اليوم مع قادة جماعات مسلحة غير مشروعة بشأن رحيل المسلحين وأسرهم قريبا من بلدة دوما".
وسارع المتحدث العسكري باسم جيش الإسلام لنفي التقرير.
وذكر المتحدث باسم الجماعة، حمزة بيرقدار، على حسابه على تطبيق "تليجرام": "لا صحة لما تتداوله وسائل الإعلام عن اتفاق يقضي بإخراج جيش الإسلام من مدينة دوما، ولازال موقفنا واضحا وثابتا وهو رفض التهجير القسري والتغيير الديموغرافي لما تبقى من الغوطة الشرقية".
لكن محمد علوش المسؤول السياسي بالحركة قال إن المحادثات بشأن دوما "تسير في الاتجاه الصحيح" وإن "الفرص (للاتفاق) تصبح أقوى يوما بعد آخر".
وتحاصر قوات النظام السوري دوما، التي يعيش فيها عشرات الآلاف من المدنيين.
اقرأ أيضا: لافروف: النظام السوري يسيطر على 90 بالمئة من الغوطة الشرقية
وذكر تلفزيون النظام السوري أن هناك معلومات أولية عن قرب التوصل لاتفاق يقضي بخروج مسلحي جيش الإسلام من دوما إلى محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن هجوم الحكومة على الغوطة أدى لمقتل أكثر من 1600 مدني. وذكر أن 144 ألفا في المجمل نزحوا حتى الآن من الغوطة الشرقية.
ورغم توجه الآلاف إلى مناطق تحت سيطرة المعارضة قرب الحدود التركية فإن غالبية النازحين فروا من المعارك إلى ملاجئ في مناطق تسيطر عليها الحكومة قرب الغوطة الشرقية.
القافلة السابعة
واستمرت عملية تهجير مدنيي ومقاتلي غوطة دمشق الشرقية، إلى الشمال السوري، ومراكز الإيواء، إذ يتجه السكان من مدينة دوما نحو مناطق سيطرة قوات النظام، فيما يتجه من تبقى في مناطق سيطرة فيلق الرحمن في جوبر وزملكا وعربين نحو الشمال السوري.
ومع استمرار عملية خروج المدنيين والمقاتلين وعوائلهم من غوطة دمشق الشرقية، وتصاعد أعداد الخارجين منها، فإن غوطة دمشق الشرقية تكون قد شهدت أكبر عملية تهجير مُنظَّمة جرت في سوريا منذ انطلاقة الثورة السورية، وبدء عمليات التغيير الديموغرافي والتهجير من المناطق السورية.
ودخلت الجمعة لليوم السابع على التوالي حافلات إلى مدينة عربين في جنوب الغوطة الشرقية لاستكمال عملية الإجلاء من عربين وزملكا وعين ترما، بالإضافة إلى حي جوبر الدمشقي.
اقرأ أيضا: ما هي انعكاسات خسارة الغوطة الشرقية على الثورة السورية؟
وأفادت وكالة أنباء النظام السوري "سانا"، الجمعة عن "تجهيز 23 حافلة تقل 1065 شخصا" بينهم 246 مسلحاً تمهيداً لنقلهم إلى إدلب.
وبموجب هذا الاتفاق، جرى منذ يوم السبت إجلاء 31890 شخصا على ست دفعات إلى إدلب، وفق إجمالي الإحصاءات اليومية التي نشرتها وكالة سانا تباعاً.
ومنذ أسبوع، تدخل الحافلات تدريجياً إلى مدينة عربين حيث يتجمع السكان يومياً مع أطفالهم وحقائبهم، وتقلهم إلى نقطة التجمع الأولى في حرستا. وبعد انتظار داخل الحافلات يمتد حتى منتصف الليل، تنطلق القافلة نحو الشمال السوري في رحلة تتطلب 12 ساعة على الأقل.
ولطالما شكلت الغوطة الشرقية هدفا لقوات النظام كونها تّعد أحدى بوابات دمشق.