هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار استقبال رئيس
الولايات المتحدة دونالد ترامب لولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض
بالطريقة التي وصفتها وكالات أنباء وصحف عالمية بأنها "مهينة" تساؤلات
حول الصمت السعودي على تصرف ترامب.
ومذ حادثة استعراض ترامب
بطاقات مبيعات الولايات المتحدة للسعودية من ترسانة أسلحتها أمام الصحفيين في
البيت الأبيض في أول زيارة خارجية للرجل وحديثه لابن سلمان أن "السعودية ثرية
جدا وستعطينا جزءا من ثروتها" بالإضافة "إلى أن كل هذه المليارات
للأسلحة تشبه "الفكة" إلا أن الرياض التزمت الصمت ولم تعلق على تصرف
الرئيس الأمريكي.
مفاجأة البطاقات
وكانت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية قالت إن ابن سلمان "شعر بالإهانة" خلال جلوس ترامب بجانبه
من أجل استعراض رسوم بيانية لإظهار عمق مشتريات الرياض من الأسلحة بدءا من السفن
ومرورا بالطائرات والمركبات القتالية.
ونقلت الصحيفة عن مصدر
مطلع على الاجتماع قوله إن "ابن سلمان لم يكن يتوقع مقابلته ببطاقات تفصل المليارات الضخمة للصفقات التجارية المتدلية من أسفل أنفه" بحسب وصفها.
وأشارت
"هآرتس" إلى أن ولي العهد السعودي قام بجولة في الولايات المتحدة لتغيير
صورته أمام العالم الغربي وأن المملكة منفتحة على الجميع وسبق له أن زار لندن وأنفق
1.4 مليون دولار على لوحات إعلانية لكنه كان في وضع غير مريح خلال سرد ترامب كميات
الأسلحة التي اشترتها الرياض.
شعور بالإهانة
وأكدت شبكة التلفزة
الأمريكية"CNN" ما قالته الصحيفة الإسرائيلية ونقلت
عن مصادر حضرت اجتماع البيت الأبيض قولها إن ابن سلمان "شعر فعلا بالإهانة من
تصرف ترامب معه أمام الكاميرات".
وقبل انتخاب الرئيس
الأمريكي دونالد ترامب سبق للسعودية أن انتقدت تصريحاته ضدها وردت عليه خاصة وزير
الخارجية عادل الجبير حين قال ترامب: "إن السعوديين لديهم الكثير من الأموال
وحينما يقعون في ورطة يذهب جيشنا لمساعدتهم ولا نأخذ شيئا".
ورد الجبير في مقابلة
مع "CNN"
في حينه بأن "السعودية بلد يستطيع الاهتمام بنفسه ولا نطلب المساعدة من
أحد" وتابع بأن "الناس خلال الحملات الانتخابية يقولون كلاما وبعد دخولهم
البيت السياسي وتصلهم تقارير الاستخبارات تتغير آراؤهم التي تخرج بين الحين
والآخر".
أستاذ العلاقات
الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتور وليد عربيد قال إن ما حصل في واشنطن قبل
أيام خلال زيارة ولي العهد السعودي يحدث لأول مرة في تاريخ الولايات المتحدة بحق
رؤساء أو مسؤولي دول مستقلة وأعضاء في الأمم المتحدة.
وقال عربيد
لـ"عربي21" إن ترامب يتعامل بشكل "بعيد كل البعد عن ما يسمى
بالاستراتيجيات الرئاسية في أمريكا وهو يمثل بتصرفاته رجل الأعمال الذي يسعى وراء
المكاسب والأرباح بأكبر سرعة ممكنة".
ورأى أن تصرف ترامب
عبر استعراضه لوحات كرتونية لمبيعات السلاح للسعودية "إهانة" لمحمد بن
سلمان وتابع: "الرئيس الأمريكي يتعامل بفوقية مع السعودية ومسؤوليها ويراهم
وكأنهم نكرات في المجتمع الدولي ويجب أن يدفعوا له الأتاوات لتوفير الحماية".
ولفت عربيد إلى أن
الصراعات التي ولدت في المنطقة وتغذيها الولايات المتحدة بشكل أو بآخر تسعى لهذا الهدف
وهو ابتزاز الدول وتخويفها من الآخرين مشيرا إلى أن تعيين جون بولتون المعروف
بمواقفه المتطرفة يسير في هذا الاتجاه.
وبشأن تجاهل الجانب
الرسمي السعودي ما حدث في البيت الأبيض لولي العهد وعدم الرد عليه رغم الأصوات
المنتقدة قال عربيد: "المملكة اليوم تحت ما يسمى بالخوف الإقليمي"
مضيفا: "إسرائيل لم تعد العدو بل أصبحت إيران وترامب يستخدم هذه الفزاعة
للاستمرار في امتصاص أموال الرياض والخليج مقابل الحماية".