أصوات إسرائيلية متخوفة من تعيين بولتون.. ما السبب؟

على عكس الصورة النمطية السائدة في إسرائيل لتأييد قرار الرئيس الأمريكي بتعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي، في ظل مواقفه المؤيدة لإسرائيل، فقد خرجت أصوات إسرائيلية جديدة تبدي خشيتها من هذا التعيين.

فقد ذكر الكاتب الإسرائيلي بصحيفة معاريف "شلومو شامير"، أنه إن كانت هناك دولة في العالم يجب أن تخشى من تواجد بولتون بجانب ترمب، فهي إسرائيل، معتبرا أن تعالي الترحيب الإسرائيلي بتعيينه تعبير عن نقص في الخبرة، وعدم دراية واسعة في طبيعة آليات اتخاذ القرار في واشنطن، لأن هذا الثنائي يحمل عقيدة ثابتة لا تتزحزح عنوانها "أمريكا أولا، وليذهب العالم إلى الجحيم"، هذه ليست مبالغة.

واستذكر شامير، المقيم بولاية نيويورك، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، أحد خطابات بولتون عام 1997 حين نفى وجود أهمية تذكر للأمم المتحدة، وبعد ثماني سنوات في 2005 تم تعيينه سفيرا أمريكيا في المنظمة الدولية، وحينها أدهش سامعيه حين طالب بتقليص عدد طوابق مبنى الأمم المتحدة، ومن يومها بدأت تخرج الأزمات الدولية في العالم، وتتصاعد.

وأشار إلى أن بولتون لديه مبدأ واحد في التعامل مع العديد من المشاكل التي يشهدها المجتمع الدولي مثل كوريا الشمالية، إيران، التواجد الروسي في سوريا، وهو الحرب، وليس سواها من حلول، بحيث يتم تفجير المستودعات النووية لهذه الدول.

وختم بالقول: "يأتي تعيين بولتون، وقبله مايك بومبياو وزيرا للخارجية، ليشير إلى أي حد ستكون سياسة ترمب أكثر تطرفا ومستفزة في الساحة الدولية، لأن بولتون قد يسعى لتحقيق أحلامه وتطلعاته العدوانية في العالم، مما يشكل خطرا على السلم العالمي، وقد تتضرر منه إسرائيل".

وكتب البروفيسور أبراهام بن تسفي في صحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "إسرائيل لا تستطيع أن تتوقع خيرا كثيرا من تعيين بولتون، كونه لا يرى إلا القوة العسكرية وسيلة وحيدة للتعامل مع كل المشاكل الكبرى في العالم، سواء إيران أو كوريا الشمالية، وأخيرا الحركات الإسلامية".

وأضاف بن تسفي، وهو الباحث الإسرائيلي في الشؤون الأميركية، في مقاله الذي ترجمته "عربي21" أن بولتون لا يرى في إسرائيل كنزا استراتيجيا للسياسة الأمريكية فقط، بل شريكة موثوق بها، كما يعتبر أن إسرائيل والولايات المتحدة في ذات المركب، ولديهما العديد من القواسم المشتركة في النواحي الاجتماعية والثقافية، مما يعزز المزيد من آليات صنع القرار بين تل أبيب وواشنطن. 

وأشار إلى أن بولتون يختلف عن وزير الدفاع الأمريكي الجنرال ماتيس وسلفه ماكماستر في النظر إلى إسرائيل، بأنهما يعتبرانها تقدم خدمات جليلة للإستراتيجية الأمريكية في المنطقة، بعكس نظرة بولتون، مما يعني أن إسرائيل مقبلة على تغييرات جوهرية في السياسة الأمريكية الخارجية، ويتطلب منها الحصول على شبكة أمان من واشنطن تحسبا من وقوع أي طارئ في المنطقة، لا تحسب له حسابا.