هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعد مقاتلون معارضون لمغادرة ما تبقى من المنطقة التي كانت خاضعة لسيطرتهم في بلدات ومدن الغوطة الشرقية، إذ غادر الآلاف منهم مع أسرهم حرستا معقل أحرار الشام، بعد اتفاق مع النظام لتسليم المدينة، بالإضافة إلى نزوح مقاتلين من بلدات أخرى باتفاق آخر بين فيلق الرحمن والنظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، إن جيش النظام السوري أوقف قصفه لدوما، آخر معقل للمعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، بعد منتصف الليل.
وبث التلفزيون الرسمي التابع للنظام السوري، لقطات من معبر، السبت، قائلا إن استعدادات اكتملت لخروج مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى شمال غرب سوريا.
وأظهرت لقطات صورا لشاحنات وجرافات عند مفترق طريق رئيس ظل لسنوات خطا للمواجهة ومغلقا أمام حركة المرور.
وبذلك، تكون دوما فقط هي المتبقية تحت سيطرة مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية التي كانت المعقل الرئيس لـ"جيش الإسلام" المعارض قرب العاصمة دمشق.
اقرأ أيضا: غارات دامية جنوب الغوطة واتفاق ثان بين النظام وفيلق الرحمن
وسيتوجه المغادرون من الغوطة إلى محافظة إدلب في الشمال الغربي، وهي مقصد الكثير من عمليات "الإجلاء"، بعدما أجبر الحصار والهجمات البرية العديد من جيوب المعارضة على الاستسلام في العامين الماضيين.
لكن المغادرة لن تعني نهاية معاناتهم من الحرب، فقد كثف جيش النظام السوري وروسيا من الغارات الجوية على إدلب على مدى الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل العشرات.
وتشهد إدلب اضطرابات بسبب اقتتال بين جماعات في المعارضة المسلحة. وقتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب 25 اليوم السبت في انفجار بمقر جماعة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكرت وسائل إعلام رسمية أن مقاتلي المعارضة المغادرين لبلدات الغوطة الشرقية سيطلقون أيضا سراح آلاف الأسرى من المقاتلين الموالين للقوات الحكومية.
وقال المرصد إن هناك مفاوضات مع جماعة جيش الإسلام التي تسيطر على دوما لإطلاق سراح أسرى.
ومع خروج الدفعة الثانية، بلغ عدد المهجرين من حرستا 5 آلاف و198 شخصا.
ومن المقرر في إطار الاتفاق، إجلاء حوالي 8 آلاف شخص من حرستا، بما في ذلك الفصائل المسلحة المعارضة. ومع سيطرة النظام على حرستا يكون قد قطع التواصل بين جزئي الغوطة الشمالي والجنوبي.
إحصائية النازحين
وأعلن تلفزيون النظام خروج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة الشرقية قرب دمشق، عبر "الممرات الآمنة" التي حددها جيش النظام مع تقدمه ميدانيا داخل المنطقة.
ومع التصعيد العسكري، تم الإعلان عن اتفاقين لإجلاء مقاتلي الفصائل والمدنيين بموجب مفاوضات مع روسيا، تم تنفيذ الأول في مدينة حرستا يومي الخميس والجمعة، ومن المتوقع بدء تنفيذ الثاني السبت في مناطق سيطرة فيلق الرحمن في جنوب الغوطة الشرقية.
اقرأ أيضا: نظام الأسد يواصل قصف الغوطة وأحرار الشام تغادرها لإدلب
وبخروجها من الغوطة الشرقية، تكون الفصائل المعارضة قد تعرضت لضربة موجعة مع خسارتها أحد آخر أبرز معاقلها قرب دمشق، الذي كانت قد تمكنت من الحفاظ عليه منذ عام 2012.