نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن رغبة رئيس فريق
ريال مدريد، فلورنتينو بيريز، المتواصلة في انتداب اللاعب نيمار، على الرغم من تأكيد رئيس نادي باريس سان جيرمان على أن نيمار لن يخرج من صفوف فريقه في الوقت الحالي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نادي ريال مدريد، وفي حال كان يرغب حقا في ضم نيمار إلى صفوفه في إطار عملية انتداب رياضية تجارية ضخمة، سيتعين عليه التخلص من اللاعب غاريث
بيل، وربما لاعب آخر أيضا. وعلى ما يبدو فإن التعاقد مع نيمار أصبح ضمن أبرز أولويات رئيس النادي فلورنتينو بيريز، الذي أظهر اهتماما كبيرا بهذه المسألة.
وبينت الصحيفة أن ناصر الخليفي أشار مرارا وتكرارا إلى أن نيمار سيكون ضمن صفوف فريق باريس سان جيرمان في الموسم المقبل بنسبة 2000 بالمئة. في المقابل، لم يفصح اللاعب، الذي انتقل إلى البرازيل للقيام بعملية جراحية، عن قراره النهائي بشكل علني. وقد علم فلورنتينو من الأشخاص المقربين من اللاعب أن نيمار يشعر بخيبة أمل كبيرة من مستوى البطولة الفرنسية، الأمر الذي تجلى من خلال انعدام القدرة التنافسية للنادي الباريسي في دوري أبطال أوروبا، فضلا عن غياب الشفافية مقارنة بأقوى البطولات الأوروبية الأخرى.
وأوردت الصحيفة أن فرنسا شددت على أن مفتاح التعاقد مع نيمار سيمر عبر ما يسمى اللعب المالي النظيف. وفي الوقت الراهن، يجد نادي باريس سان جيرمان نفسه في وضع معقد للغاية، خاصة بعد تعاقده مع نيمار مقابل 222 مليون يورو، ومبابي مقابل 180 مليون يورو. وعلى ما يبدو فإن صفقات النادي الباريسي فاقت دخله بكثير، في حين أنه في حاجة إلى تحقيق مداخيل تصل إلى حوالي 80 مليون يورو لتحقيق التوازن الاقتصادي للنادي. أما مستقبلا، فسيكون مبابي رهان الفريق.
وأبرزت الصحيفة أنه، وفقا لمرصد "سي أي إي أس" "CIES" لكرة القدم، كان
النادي الملكي من بين الفرق الأقل إقبالا على الانتدابات في السوق الأخيرة. كما حقق النادي ربحا قدره حوالي 47 مليون يورو، الأمر الذي جعله في وضع لا يقبل المنافسة، فضلا عن أنه يتمتع بالقدرة على التوقيع مع لاعب مثل نيمار.
وأحالت الصحيفة إلى إمكانية انتقال اللاعب غاريث بيل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. فمن المتوقع أن يؤدي وصول نيمار المفترض إلى ريال مدريد إلى إنهاك ميزانية النادي، ما سيجبره على بيع بعض اللاعبين؛ بهدف عدم خرق قانون اللعب المالي النظيف. ومن الجلي أن فكرة الجمع بين كل من بنزيما وغاريث بيل وكريستيانو، جنبا إلى جنب مع نيمار، تعد مستحيلة من الناحية الفنية؛ لأن ذلك سينطوي على تكلفة أجور عالية.
وأضافت الصحيفة أنه في هذه الحالة سيضطر فلورنتينو إلى التضحية ببعض اللاعبين، والقيام ببعض المبيعات؛ من أجل تحقيق التوازن بين التكاليف والمداخيل. وفي حال عدم الحصول على الأموال الضرورية لتمويل إعادة تصميم ملعب سانتياغو بيرنابيو، الذي تقدر تكلفته بحوالي 400 مليون يورو، الأمر الذي شأنه أن يوفر للنادي دخلا كبيرا إثر نهاية الأعمال، لن يمتلك ريال مدريد الدخل الكافي لتعويض تكاليف الانتدابات.
وأفادت الصحيفة بأن غاريث بيل يعد من أكثر اللاعبين الذين يرجح خروجهم من الفريق؛ لأسباب رياضية، وأسباب أخرى تتعلق بالسوق. كما أظهر زيدان هذا الموسم أن غاريث بيل ليس لاعبا ثابتا ضمن تشكيلة فريقه، حيث فقد بيل مكانته بشكل تدريجي، سامحا لكل من لوكاس فازكيز وإيسكو وأسينسيو بالتفوق عليه. في المقابل، لا يزل اللاعب الويلزي يحظى باهتمام كبار الفرق الأخرى، حيث أعرب نادي مانشستر يونايتد وتوتنهام عن رغبتهما في انتداب غاريث بيل في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وفي الختام، شددت الصحيفة على أن النادي الملكي قد يضطر إلى عرض بعض اللاعبين الآخرين في السوق، فضلا عن ببيع غاريث بيل، وذلك حتى يتمكن من تسديد المبلغ الذي قد يصل إلى 300 مليون يورو مقابل ضم نيمار. ومن الواضح أن رئيس النادي سيوافق على مسألة تغيير أوراقه الرابحة في صلب النادي، حيث يعتقد أن التوقيع مع نيمار، بغض النظر عن كونه يمثل نجاحا رياضيا، سيكون عملية اقتصادية ثمينة من شأنها أن تدر دخلا إضافيا على ميزانية النادي.