هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في ظل انسداد الأفق بتحقيق اختراق يذكر في ملف المصالحة، كشف قيادي بارز في حركة حماس النقاب عن دعوة الحركة للفصائل والقوى السياسية الفلسطينية للمشاركة في مؤتمر وطني للخروج من المأزق السياسي الذي خلفه تعثر المصالحة الوطنية.
وأوضح نائب رئيس كتلة حماس في المجلس التشريعي، يحيى
موسى، أن "حماس لم تعد ترى في الرئيس عباس شريكا حقيقيا يعول عليه في ملف
المصالحة، لذلك قررت الحركة التوجه لعقد مؤتمر وطني توافقي تشارك به جميع الفصائل
والقوى السياسية الفلسطينية دون استثناء لبحث سبل الخروج من هذا المأزق السياسي
والاقتصادي الذي تسبب به الرئيس عباس بحق قطاع غزة".
وتابع في حديث لـ"عربي21" أن
"المؤتمر سينعقد خارج الأراضي الفلسطينية وقد تكون القاهرة إحدى الخيارات
المطروحة في الوقت الراهن"، مشيرا إلى أنه "سيتم توجيه دعوات لكافة الفصائل
والقوى السياسية في الداخل والخارج للمشاركة في المؤتمر الذي سيبحث بشكل جدي
تطورات القضية الفلسطينية للخروج باستراتيجية حقيقية يمكن البناء عليها لحل
المشاكل السياسية والاقتصادية في غزة".
وكان الوفد الأمني المصري قد وصل لقطاع غزة الأحد
الماضي، قادما من رام الله دون أن يحمل إشارات إيجابية بشأن المصالحة الفلسطينية.
كما تأتي دعوة حماس لعقد هذا المؤتمر في ظل إصرار
الرئيس عباس على عقد جلسات المجلس الوطني أواخر نيسان/ إبريل القادم دون مشاركة
حماس التي رفضت المشاركة بجانب حركة الجهاد الإسلامي.
سلطة موازية
بدوره، قال القيادي في حركة حماس أحمد يوسف، إن
"حماس لا ترغب بتشكيل سلطة موازية في غزة، ولكن سلوك الرئيس عباس يحتم عليها
أن تفكر (خارج الصندوق) بحلول جدية للخروج من الأزمات التي تعصف بأكثر بـ 2 مليون
مواطن في غزة، كما أن عقد المؤتمر الوطني المرتقب يأتي تطبيقا لدعوة إسماعيل هنية
بضرورة إشراك القوى والنخب السياسية في صنع حلول للأزمات التي تعصف بالقضية
الفلسطينية ومنها تعثر المصالحة الوطنية."
وأضاف يوسف في حديث لـ"عربي21" أن
"المؤشرات لدى حماس تشير إلى أن الرئيس عباس حسم موقفه بشأن المصالحة مع غزة،
فهو رفض كل الجهود التي بذلتها مصر بشأن تحسين الأوضاع المعيشية في غزة تحت ذريعة
التمكين كما أنه رفض إشراك حماس في العملية السياسية من خلال استثنائها من حضور
جلسات المجلس الوطني."
يشير سلوك رئيس السلطة محمود عباس إلى أنه حسم موقفه
بشأن إشراك حماس في التركيبة السياسية لمنظمة التحرير، حيث من المقرر أن ينتخب
المجلس الوطني في اجتماعه القادم أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ومناقشة
إمكانية استحداث منصب نائب الرئيس على أن يكون العالول هو الرئيس المرتقب للسلطة
في حال غاب الرئيس عباس عن المشهد.
اقرأ أيضا: الحمد الله يتوجه إلى غزة برفقة رئيس المخابرات الفلسطينية
وتزامنا مع ذلك نشرت وسائل إعلام محلية يوم الأحد،
ما قالت إنه تسريبات عن مقترح مصري لحماس ينص على تنازل الحركة عن رئاسة المجلس
التشريعي لصالح شخصيات مستقلة تحظى بقبول دولي، ومن الشخصيات التي ذكرت لرئاسة
المجلس سلام فياض، حنان عشراوي، مصطفى البرغوثي، تحضيرا لمرحلة ما بعد الرئيس عباس.
من جانبه، أشار مدير شبكة الأقصى الإعلامية وسام
عفيفة، إلى أن "المشهد السياسي في غزة مضطرب ولا يمكن التكهن في خيارات حماس
للخروج من المأزق السياسي والاقتصادي التي تواجهها، ولكن الخيارات المطروحة أمامها
تنحصر في مستويين".
الأول المستوى السياسي عبر "جهود الحركة
السياسية مع الأشقاء المصريين للتخفيف من حدة الأوضاع الاقتصادية التي تعاني منها
غزة، وقد يكلفها هذا الخيار الكثير من الثمن من ناحية اتهامها من قبل الأطراف
الإقليمية بخلق سلطة موازية تسعى لفصل غزة عن باقي الوطن الفلسطيني".
وأضاف عفيفة في حديث لـ"عربي21": "أما الخيار الثاني أمام حماس فهو اللجوء للضغط الشعبي عبر تنظيم الحركة لمظاهرات
على الحدود الإسرائيلية لإجبار العالم على التحرك بشأن إيجاد حلول اقتصادية للوضع
المعيشي المتردي في غزة".