انتهت مهلة الأيام التي منحتها روسيا لفصائل
المعارضة في
ريف حماة الغربي وسط
سوريا، الأحد الماضي، لأجل تسليم مناطق سلميا للنظام السوري والدخول بمصالحات معه.
وكشفت مصادر إعلامية خلال اليومين الماضيين، عن اجتماع جرى بين وفد من ريف حماة الغربي مع الروس، حيث تم التفاوض على تجنيب المنطقة للمواجهات العسكرية وتثبيت نقطة واحدة للروس في منطقة محايدة.
المصادر بيّنت أن اجتماعا موسعا ضم قيادات في
النظام السوري وجنرالا روسيا مسؤولا عن المنطقة، مع أعضاء من لجنة المصالحة، وشخصيات من قلعة المضيق.
وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس "مجلس السوريين الأحرار" أن "ما يجري الآن في قلعة المضيق بريف حماة هو امتداد لما يحصل بالغوطة الشرقية".
وقال في حديث لـ"
عربي21"، إن "روسيا مسرعة في عملياتها العسكرية لحسم الوضع وإظهار بوتين منتصرا قبل الانتخابات، لإخماد صوت معارضيه".
وعن الاجتماع، أوضح بشير أن الغاية منه وجود نقاط للقوات الروسية مع رفع علم النظام وإعطاء الأمان للمواطنين، وبالتالي تسليم المنطقة والمصالحة مع النظام السوري.
وأشار بشير إلى أن الروس هددوا خلال الاجتماع على لسان جنرال روسي بالتدخل العسكري والقصف والتقدم برا، إلا أن فصائل المعارضة رفضت طلبهم وقرروا المواجهة، وعلق قائلا: "المعارضة أمام خيارات أحلاهما مر".
وقال: "باعتقادي أن ريف حماة الشمالي والغربي سيكون أمام معركة مقبلة وقصف جوي روسي"، واستدرك متسائلا: "لكن ما هي قدرة الفصائل المتواجدة هناك على الصمود ومنع الروس والنظام من تحقيق الهدف في ظل ما تشهده المنطقة من تخبط واقتتال داخلي بين الفصائل؟".
بدوره، يرى الناشط السياسي السوري درويش خليفة، أن الروس باتوا اليوم أكثر اقتناعا بالحل العسكري الحاسم، لأن إطالة أمد الصراع سيفرض عليهم أعباء وتكاليف أخرى لا يحبذونها، من حيث إرضاء الحلفاء والتنازل في بعض الأحيان للأمريكان.
وأوضح في حديث لـ"
عربي21" أن تحييد ريفي حماة الشمالي والغربي عن الصراع يعني تضييق المساحات على فصائل الثوار في إدلب.
وأضاف خليفة، أن تفرغ جيش
الأسد و مليشيا حزب الله لقتال فصائل الثوار في الغوطة الشرقية التي تعتبر اليوم الجبهة الأكثر سخونة بالنسبة لحلفاء النظام سيشكل طوقا حول العاصمة من ناحية عسكرية وستنهي آمال المعارضة في أي مفاوضات سياسية مستقبلية في جنيف أو أستانا.
واعتبر في السياق ذاته أن الهدن المناطقية كانت سببا في تآكل المناطق المحررة وفرصة للنظام في التفرغ لمعاركه الاستراتيجية كما حصل في داريا والزبداني وحلب الشرقية.
وفي المقابل، زعم مسؤول المصالحات لدى النظام السوري عمر رحمون، أن منطقة قلعة المضيق وشحشبو بريف حماة الغربي وصولا إلى جسر الشغور، هي مناطق تم التفاهم على تسليمها للجيش السوري في مؤتمر أستانا وبعلم الفصائل وقادتها.
ووجه رحمون في حسابه الرسمي على "تويتر" خطابه إلى قادة الفصائل بقوله: "لماذا يا قادة الفصائل لا تصارحون جمهوركم بما تم الاتفاق عليه؟".
يشار إلى أن الشرطة الروسية كانت قد انتشرت في أيلول/ سبتمر الماضي في 12 نقطة بريف حماة، وصولا إلى مدينة طيبة الإمام، ضمن اتفاق أستانا الذي تم التوصل إليه بين الدول الثلاث الضامنة (تركيا وروسيا وإيران).