هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"لم نلجأ إلى التصعيد الإعلامي إلا بعد اليأس الذي أصابنا، بعد أن طرقنا كل الأبواب منذ لحظة اختطافه، دون أن يتجاوب حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) مع مطالبنا بإعادة الطفل" هكذا بدأ الإعلامي شيرزان علو حديثه لـ "عربي21"، شارحا معاناتهم في سبيل إعادة الطفل كاميران العلو(15 عاما) الذي جندته "الوحدات" قسرا قبل أكثر من شهرين في عين العرب (كوباني) بريف حلب الشرقي.
وأوضح علو وهو ابن عم الطفل، أن الوحدات بالتواطؤ مع شخص آخر قامت باختطاف كاميران في أثناء حضوره حفل زفاف خاله، الذي أقيم في الأسبوع الأخير من العام الماضي 2017.
وأكد علو أن عمه (والد كاميران) فضل عدم الحديث على الإعلام، وذلك ظنا منه أن التصعيد لا يساعد في إعادة الطفل إليه، مستدركا: "لكن بعد أن جربنا كل السبل السلمية، لم يبق أمامنا إلا الضغط إعلاميا، وفضح ممارسات الوحدات على أمل أن تقف عن تجنيد الأطفال".
وعن مصير الطفل بعد كل هذه المدة على اختطافه، أشار علو إلى أن آخر المعلومات التي بحوزتهم أكدت وجوده في معسكر تابع للوحدات (ب ي د) في ناحية الشيوخ بريف جرابلس. واستدرك، لكن انقطعت أخباره منذ مدة ولا نعرف أين هو الآن.
وفي السياق ذاته، كشف الإعلامي عن إبلاغ المنظمات الحقوقية الدولية والولايات المتحدة الداعمة "لقسد- ب ي د" بتفاصيل الحادثة، متهما واشنطن بدعم جماعات تقوم بخطف الأطفال للتجنيد.
اقرأ أيضا: سخط عام بعد مقتل طفل مجند بصفوف الوحدات الكردية (صور)
وناشد علو الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية بضرورة التدخل لوقف هذه الممارسات، مشيرا إلى قيام "حزب العمال الكردستاني" التركي وفرعه السوري "حزب الاتحاد الديمقراطي- ب ي د" باختطاف الأطفال من المناطق الكردية منذ تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي.
وأردف علو قائلا: "ليس المعني كاميران، وإنما أطفال سوريا جميعا، هذه الشريحة التي تتحول لضحية بعد أن تقوم الوحدات بتجنيدها وزجها في أتون المعارك".
وسبق الكشف عن هذه الحادثة بأيام قليلة، حادثة مقتل الطفل الكردي رياض إبراهيم (15 عاما) من مدينة القامشلي، في أثناء مشاركته في معارك ضد تنظيم الدولة إلى جانب وحدات حماية الشعب الكردية بدير الزور، وهي الحادثة التي فجرت موجة غضب شديد في الوسط الكردي السوري.
يشار إلى أن "الوحدات" تمارس تجنيد الأطفال على نطاق واسع، في المناطق التي تسيطر عليها شمال وشرق سوريا، باعتراف منظمات حقوقية.