هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن حجم الأموال التي أنفقها فريق برشلونة من أجل تجديد الفريق، في غضون عقد من الزمن.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن فريق برشلونة يعد النادي الأول في إسبانيا والثاني على المستوى الأوروبي، من حيث حجم الأموال التي ينفقها على انتداب عناصر جديدة. ولا يتفوق على برشلونة في هذا الصدد سوى فريق مانشستر سيتي.
وأضافت الصحيفة أن سوق الانتقالات في عالم كرة القدم، أصبح في السنوات الأخيرة أقرب ما يكون إلى سوق الآثار أو الأعمال الفنية. وعلى هذا النحو، أصبحت قيمة انتقالات نجوم كرة القدم من فريق إلى آخر، ترتفع من حين إلى آخر، كما لو أنها معروضة في المزادات العلنية.
وبينت الصحيفة أنه لا يمكن حتى مقارنة قيمة انتقال الأسطورة، دون ألفريدو دي ستيفانو إلى ريال مدريد، بقيمة عقد انتقال فيليب كوتينيو إلى فريق برشلونة مؤخرا، التي تعادل حوالي 160 مليون يورو. وفي وقتنا الحالي، تحول فريق برشلونة إلى مُجمع "لنجوم" كرة القدم، بفضل مشاركته في سباق انتداب أفضل اللاعبين.
وأضافت الصحيفة أن قدوم المدرب بيب غوارديولا إلى فريق برشلونة خلال سنة 2008، مثل بداية الترفيع في أسعار اللاعبين القادمين إلى الفريق الكتالوني. وعلى الرغم من رفض هذا الفريق انتداب لاعبين بمبالغ خيالية، خاصة بعد صفقة خروج نيمار من بين صفوفه، إلا أنه من الفرق التي تستثمر أموالا ضخمة في هذا الصدد.
وذكرت الصحيفة أن هذا التناقض يتجلى أساسا من خلال تصريحات قادة الفريق أو أبرز لاعبيه. فمن جهة أولى، قال رئيس الفريق، جوسيب ماريا بارتوميو، في إحدى المناسبات، إن "فريق برشلونة يستثمر منذ وقت طويل في الفريق الإقليمي. في الوقت ذاته، يعمل الفريق على تعليم اللاعبين أساسيات كرة القدم، ودعم مهاراتهم الذهنية والأخلاقية".
من جهته، أورد اللاعب جيرارد بيكيه أن "ريال مدريد قضى سنة دون الفوز بالألقاب، على الرغم من إنفاقه حوالي 160 مليون يورو من أجل انتداب ثلاثة لاعبين، ألا وهم إياراميندي، وإيسكو وبيل. في المقابل، لا يستطيع فريق برشلونة القيام بهذا الأمر، في حين أن برشلونة مختلف، حيث بإمكانه التنافس مع ريال مدريد دون الحاجة إلى إنفاق كل هذه الأموال".
وأشارت الصحيفة إلى أن الواقع مختلف تماما عما تروج له تصريحات قادة فريق برشلونة. فقد أصبح الفريق الكتالوني ثاني مؤسسة رياضية أوروبية، من حيث حجم الأموال التي أنفقها في سوق الانتقالات في الفترة الفاصلة بين سنة 2008 وسنة 2018. وتقدر قيمة هذه النفقات بحوالي 1.129 مليون يورو، من بينها حوالي 312.5 مليون يورو تم إنفاقها خلال السنة الماضية.
وأوضحت الصحيفة أن مانشستر سيتي يعد الفريق الذي أنفق أكبر قدر من الأموال في سوق الانتقالات خلال العقد الماضي، وبلغت هذه القيمة حوالي 1.515 مليون يورو. وفي المرتبة الثالثة في الترتيب، نجد فريق تشيلسي، الذي استثمر حوالي 1.096 مليون يورو. أما المرتبة الرابعة، فقد كانت من نصيب مانشستر يونايتد، حيث خصص حوالي 1.018 مليون يورو من أجل التعاقد مع لاعبين جدد.
وذكرت الصحيفة أن ريال مدريد يحتل المرتبة الخامسة في قائمة الفرق التي تنفق أموالا طائلة في سوق الانتقالات، بمبلغ في حدود 977.1 مليون يورو. ومن المثير للدهشة أن ريال مدريد ليس في المراتب الأولى، نظرا لأنه الفريق السباق في إنفاق أموال كبرى في سوق الانتقالات في عالم كرة القدم.
وأوردت الصحيفة أن هذه الأموال الضخمة التي أنفقها فريق برشلونة، ساهمت في تشكيل مجموعة لامعة من اللاعبين هم أساسا: فالديس، وبويول، وبيكيه، وبوسكيتس، وإنييستا، وتشافي، وميسي وبيدرو. فضلا عن ذلك، حافظ فريق برشلونة على نفس هذه العناصر منذ سنة 2011، السنة التي فاز فيها بكأس دوري أبطال أوروبا.
وبفضل هذه التشكيلة، بدا فريق برشلونة مثاليا، وذو أداء متميز. كما يتباهى الكتلان بعدم حاجتهم إلى الاستثمار في لاعبين جدد، فضلا عن قدرتهم على تكوين اللاعبين في ملاعبهم الخاصة.
وكشفت الصحيفة أن فريق برشلونة، جنبا إلى جنب مع منافسه ريال مدريد، من الفرق التي تحتكر أغلى صفقات سوق الانتقالات في كرة القدم. وقد انضم إلى هذه المجموعة فريق باريس سان جيرمان، بأغلى صفقة انتقال كانت في حدود 222 مليون يورو.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن الإحصائيات الأخيرة كشفت أن تصريحات قادة فريق برشلونة التي تفيد أن الكتلان لا يملكون الأموال للاستثمار في سوق الانتقالات، ليس لها أي أساس من الصحة.