شهدت الأسابيع الماضية، لقاءات مكثفة قيادات بارزة في جماعة "أنصار الله" (
الحوثي) وأخرى في
حزب المؤتمر الشعبي موالية للرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، عقب مقتل الأخير برصاص الحوثيين مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وبعد مضي 25 يوما على مقتل صالح في صنعاء، تقدمت قيادات رفيعة في الحزب بثماني شروط للحوثيين، ليتسنى للحزب استعادة دوره في الحياة السياسية تحت عنوان " مواجهة العدوان والحفاظ على الجبهة الداخلية".
وكشف رئيس تحرير صحيفة "الوسط" (أسبوعية محلية)، جمال عامر، عن الشروط التي وضعتها قيادات ما تعرف بـ"مؤتمر الداخل" ليعود الحزب لممارسة نشاطه السياسي والتنظيمي.
وقال عامر في منشور له على حسابه في موقع "فيسبوك"، إن نائب رئيس المؤتمر، صادق أمين أبو رأس، والأمين العام المساعد، رئيس مجلس النواب، يحي الراعي، وعضو الامانة العامة في الحزب، وزير الادارة المحلية بحكومة الإنقاذ غيرالمعترف بها، علي القيسي، هم من وضعوا الشروط الثمانية في لقاءات رسمية وأخرى غير معلنة مع قيادات الحوثي.
وتتمثل الشروط بحسب الصحفي عامر، في "دفن جثمان صالح، وإطلاق المحتجزين من أعضاء المؤتمر، والكشف عن مصير أولاد صالح واخوانه، وتسهيل تواصلهم مع أسرهم والسماح بزيارتهم، على أن يتم إطلاق سراحهم أيضا"، في إشارة إلى صلاح وخالد ومدين أبناء صالح، ونجل شقيقه محمد محمد صالح، الذين تم اعتقالهم من الحوثيين في الساعات الأخيرة من الاشتباكات التي دارت في صنعاء مع الحوثيين، وفقا لما أكدته مصادر في وقت سابق لـ"
عربي21".
وتجدر الإشارة إلى أن الشرط الأول لقيادات الحزب، ينفي صحة الأنباء التي تحدثت عن قيام الحوثيين بدفن جثة الرجل بعد أيام من مقتله.
ومن ضمن شروط قيادات مؤتمر الداخل الكشف عن مصير المفقودين، وإصدار عفو عام لأعضاء الحزب، على أن يكون من زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، بالإضافة إلى إخلاء مقرات الحزب وتسليمها، وتطمين كوادر الحزب والكف عن مهاجمة منازلهم، وتسليم فضائية "
اليمن اليوم" والوسائل الإعلامية الأخرى، التي سيطر عليها الحوثيون أثناء الاشتباكات التي دارت في صنعاء.
وأِشار عامر إلى أن هذه اللقاءات جرت بين رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، وقيادات المؤتمر السابق ذكرها، في الأسابيع الماضية.
وتوقع رئيس تحرير صحيفة "الوسط"، أن تقر اللجنة العامة في حال اجتماعها، عقب تلبية "أنصارالله" التي أصبحت السلطة كاملة بيدها، عودة الحزب الى الحياة السياسية، وإزالة كل ما ترتب على الصراع المسلح في الأيام الأربعة الأولى من شهر كانون الأول/ ديسمبر، التي انتهت بمقتل صالح.
من جهته ثانية، قال الصحفي عامر إن الأيام الماضية شهدت لربما حلحلة الكثير، ما طرحه المؤتمريون، بناء على توجيهات صادرة من زعيم الجماعة، بالتعاطي مع المطالب وتنفيذها.
وسرد أبرز ما تم الاستجابة له من الحوثيين، حيث تم "إطلاق العاملين في فضائية "اليمن اليوم" الذين تم احتجازهم مساء الثالث من كانون الأول/ ديسمبر، بعد السيطرة على القناة، وإخلاء معهد "الميثاق" ومبنى أخر تابع للحزب، وإطلاق سراح ما يقارب 1800 من أعضاء المؤتمر المعتقلين في كل من صنعاء والمحويت (غربا) وحجة (شمال غرب)، بينما لايزال هذا العدد ذاته أو أكثر رهن الاعتقال.
وأكد المتحدث ذاته، أن الحوثيين نقلوا أبناء صالح وأخيه المعتقلين لديهم، الى أحد المنازل، في حين، تمكن نائب رئيس المؤتمر، أبو رأس والقيادية بالحزب، فائقة السيد، من زيارتهم.
وكان الرئيس الراحل
علي صالح، قد أعلن إنهاء تحالفه مع الحوثيين في 2 كانون الأول/ ديسمبر الذي دام لثلاث سنين تقريبا، بينما يتمسك الحوثيون بتحالفهم مع الحزب، واتهام صالح بـ"الخيانة"، خوفا من عزلهم سياسيا، وتصنيفهم طائفيا في حال الاستفراد بالمشهد في صنعاء والمحافظات التي يسيطرون عليها.