هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اعترف بموجبه بالقدس عاصمة لإسرائيل سخطا عاما في الشارع العربي والإسلامي، ولم يكن الرأي العام السوري في مناطق الثورة بمعزل عن ذلك، إذ خرجت مظاهرات في مناطق الثورة كافة منددة بالقرار.
وعلق ناشطون وشرعيون في الثورة السورية على هذا القرار، من خلال ربطه بموضوع الثورة السورية والموقف الأمريكي منها، كما لقي رد النظام السوري وحزب الله على هذا القرار، تنديدا وسخرية من الناشطين.
واعتبر القاضي والشرعي في الثورة السورية عبد الرزاق المهدي، بأن القرار الأمريكي هو انحياز لإسرائيل "فالشعب السوري غضب بالرغم من الذي يعانيه من النظام والروس لكنه كان غاضبا للقدس".
وقال المهدي في حديث لـ"عربي21" إن "الرسالة التي فهمها السوريون من هذا القرار أن أمريكا عدو للشعوب الإسلامية فهي منحازة لإسرائيل المحتلة وداعمة للنظام السوري ولروسيا، ويجب أن يتعلم الثوار الكثير من هذا الموقف الأمريكي الذي لا يقف إلا مع الطغاة".
وأكد أن رد إيران على القرار الأمريكي كان بقصف مناطق المدنيين السوريين، "فهم وحوش ضد السوريين ووديعين مع إسرائيل".
وأضاف المهدي أن "حلف الممانعة ثبت كذبه وخداعه للأمة، فإسرائيل تضرب قواعد النظام وإيران ولا يحركون ساكنال ينتقمون من السوريين، كما أن حزب الله كان رده حضاري وسلمي على هذا القرار، بينما يرسل السلاح والمقاتلين لقتل وتشريد السوريين، فهو حمل وديع مع إسرائيل وعدو قاتل للسوريين ".
من جهته، رأى القيادي المقرب من الجماعات المسلحة الملقب بـ"أبو أسيد الشامي" أنه على الرغم من مصاب السوريين ورغم الحرب عليهم إلا أن أي مصاب يصيب الأمة فهو جرح يوغر في قلوب السوريين الثائرين على النظام، فـ"الأمر عاد علينا بزيادة القهر ومضاعفة الثأر، وكان هذا واضح من خلال مظاهراتنا اليوم في سوريا، وبالرغم من كل ما نحن فيه إلا أنا نسينا الجرح وغضبنا للقدس".
وأضاف في حديث لـ"عربي21": "لعل ما حصل هو رسالة واضحة لكل المجاهدين والثوار في العالم أن أمريكا دخلت الصراع، وأسقطت قناع "السلام" الكاذب ، بل هي رسالة للشعوب المسلمة عامة أن أمريكا غير آبهة إلا بمصالحها، وعلى الثوار السوريين أن يفهموا أمريكا وتلاعبها".
واعتبر القرار الأمريكي بأنه تعرية لحلف الممانعة، وإن ما حصل من اعتراف بالقدس على أنها عاصمة لإسرائيل هي سقطة جديدة لكشف زيف ما يسمى المقاومة والممانعة، من إيران إلى حزب الله إلى النظام السوري، ولعلها آخر ورقة توت سقطت عنهم لتكشف عورتهم وعوارهم".
ولفت إلى أن حلف "المقاومة والممانعة" يدعو للغضب على هذا القرار في حين لو كان صادقا لغضب بسلاحه وعتاده الضخم الذي يقاوم ويمانع به في المدن "السنية" في سوريا واليمن والعراق، وإسرائيل على مرمى حجر منه، فدعوته للغضب الشعبي ما هي إلا إبرة مخدر يطيب بها جراح أتباعه ويخدع بها الناس، بل لو عدنا قليلاً للوراء وتذكرنا ما قاله حسن نصر الله من أن طريق القدس يمر بحمص والقصير ودمشق وحلب لأدركنا حقيقة هذا الحلف".
وفي هذا الموضوع، قال الناطق باسم "فصيل جيش العزة" النقيب مصطفى معراتي: "من وجهة نظري إن اعتراف ترامب حدث باتفاق مع القادة العرب، وأن أمريكا وحلفائها يريدون أن يشغلوننا بشيء مهم لكي ننسى الأهم حاليا وهي سوريا".
وقال المعراتي في حديث لـ"عربي21": "أما تهديد حزب الله فهو دعاية له، إضافة إلى اللعب على وتر المشاعر الدينية ونحن شعب عاطفي نتأثر بالخطابات"، متسائلا: أين هي صواريخ الممانعة التي تصل إلى ما بعد بعد حيفا؟، "يبدو أنها لا تتجاوز حدود سوريا".
وأصدرت "هيئة تحرير الشام" بيانا اعتبرت فيه أن قضية فلسطين ما زالت قضية مركزية للمسلمين، وهي قضية كل مسلم "مجاهد" كما أنها عقيدة تستحق التضحية، متسائلة عن الشعارات التي يرفعها حلف الممانعة؟، معتبرة أن طريق القدس لديه تمر بمدن السنة، وفق البيان.
وقال قائد "حركة أحرار الشام" حسن صوفان عبر حسابه في " تويتر": "في خضم انشغال الأمة بمآسيها وأهل السنة بمواجهة الشيعة، والحكام بوأد الثورات والتملق للأسياد والنظام الدولي بتجفيف منابع التدين بدعوى الحرب على الإرهاب يخرجون علينا بإعلانهم الممجوج، وإن الحقوق لا تسقط بالإعلانات ولا بالتقادم".
من جهته، اعتبر عبد المنعم زين الدين، المنسق العام بين الفصائل السورية، أن قضية سوريا لا تقل أهمية عن قضية فلسطين، وقال زين الدين عبر حسابه في "تويتر": "سماع صافرات الإنذار في إسرائيل بعد إطلاق 30 تغريدة دفعة واحدة من الضاحية الجنوبية تسببت بجرحى وحالات ذعر بين الإسرائيليين".
ولقي موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله استهجانا واستهزاء لدى كثير من السوريين المعارضين للنظام، فقد قال الإعلامي السوري المعروف فيصل القاسم عبر حسابه في "تويتر": "من صواريخ حيفا وما بعد حيفا إلى صواريخ تويتر... السيد حسن يطالب ملايين العرب والمسلمين بالتصدي لأمريكا وإسرائيل بالتغريدات".
في هذا الصدد، قال الصحفي السوري قتيبة ياسين عبر حسابه في "تويتر": "حسن نصر الله: لو أن كل مستخدمي فيسبوك وتويتر أدانوا إعلان القدس عاصمة لإسرائيل فإن ذلك سينعكس على العدو، سبحان الله.. في سوريا مقاوم وفي إسرائيل ناشط سلمي".