هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فور انتهاء خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أعلن فيه اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل والبدء بإجراءات نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس، ذكرت مصادر إسرائيلية أن عددا من دول العالم بعثت برسائل لوزارة الخارجية تبلغها بنيتها نقل سفارتها إلى مدينة القدس.
ووفقا لما نقلته الإذاعة
الإسرائيلية "ريشيت بيت"، فإن الرئيس الفليبيني، رودريغو دوتيرتي، بعث برسالة لإسرائيل مفادها أنه معني بنقل السفارة الفيليبينية إلى القدس.
كما أعلنت جمهورية التشيك
مساء الأربعاء، أنها تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، مع الإشارة في ذات
الوقت إلى أن نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس "سيحصل بالاستناد إلى نتائج
مفاوضات تجريها مع شركاء رئيسيين بالمنطقة والعالم".
ويعتبر ذلك أول تطور
دبلوماسي في قضية اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة للدولة العبرية،
وهو ما حذر منه مراقبون من أن نتائج نقل السفارة الأمريكية سيدفع بالعديد من الدول
لتبني الموقف الأمريكي.
الوضع القانوني لنقل
السفارة
بدوره قال السفير الفلسطيني
السابق علاء أبو عامر، إن "نقل الولايات المتحدة لسفارتها إلى مدينة القدس من
الناحية الدبلوماسية هو أخطر من اعترافها كعاصمة لدولة إسرائيل، لأن السفارة هو
اعتراف قانوني رسمي كامل، وليس اعترافا واقعيا، فقمة الاعتراف بين الدول هو إنشاء
السفارات وتبادل السفراء".
وأوضح الدبلوماسي الفلسطيني
في حديث لـ"عربي21"، أن "خطوة الولايات المتحدة الأمريكية بنقل
السفارة للقدس ستدفع بالعديد من الدول لتبني ذات الموقف خلال الفترة القليلة
القادمة ومن هذه الدول أستراليا، وماكرونيزيا وجزر المارشل وبعض دول القارة
الإفريقية، وفي حال مر هذا القرار دون حراك فلسطيني وعربي للتصدي له فإن دولا
أوروبية كبريطانيا ستبدأ بإجراءات نقل سفارتها للقدس خلال العامين القادمين".
يشار إلى أن التمثيل
الدبلوماسي لدول العالم التي تربطها علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي يتركز في تل أبيب باستثناء
ثلاث قنصليات موجودة في مدينة القدس وهي القنصلية الأمريكية والإيطالية
والبريطانية، وبذلك تكون السفارة الأمريكية أول سفارة لدولة أجنبية تضع أقدامها في
مدينة القدس.
وأشاد رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تغريدة له على حسابه في "تويتر" بقرار الرئيس ترامب
بنقل السفارة قائلا: "أشكر الرئيس ترامب على الاعتراف بأورشليم كعاصمة
إسرائيل، هذا الاعتراف مبني على حق يهودي قديم، وإسرائيل تجري حاليا اتصالات مع
دول أخرى لتنقل سفاراتها أيضا إلى أورشليم".
اقرأ أيضا: هذا ما شجع ترامب على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
إلى ذلك أوضح وكيل وزارة الخارجية
الفلسطيني السابق السفير محمود العجرمي، أن "نقل السفارة الأمريكية للقدس من
الناحية العملية يعني الاعتراف بكل القدس الشرقية والغربية عاصمة لدولة إسرائيل
واعتراف صريح بالحقوق الدينية والسياسية التي تدعيها وتطالب بها إسرائيل لتطبيقها
في المدينة المقدسة".
وأضاف العجرمي في حديث
لـ"عربي21" أن "عدد السفارات الأجنبية في دولة الاحتلال بلغت 102
سفارة يتركز أغلبها في مدينة تل أبيب وبعض السفارات الأجنبية موجودة في مدينة
حيفا"، منوها إلى أن "نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيدفع بالعديد من
الدول لتبني الموقف الأمريكي بنقل سفاراتها إلى مدينة القدس".
وتابع العجرمي بقوله إن
"وضع المؤسسات السيادية التابعة للسلطة الفلسطينية في القدس ستكون تحت
السيطرة الإسرائيلية مقابل تعويض مالي تدفعه إسرائيل إلى السلطة الفلسطينية".
اقرأ أيضا: هكذا تناولت الصحف الإسرائيلية قرار "ترامب"
وعن خيارات الفلسطينيين
لمواجهة القرار الأمريكي، أكد العجرمي أن "بإمكان السلطة الفلسطينية التوجه
للأمم المتحدة ورفع دعوة قضائية لمقاضاة إسرائيل في مجلس الأمن بشأن السيادة على
مدينة القدس، والتي تخضع لوصاية دولية منذ العام 1967."