اقتصاد عربي

هل تنجح أموال واستثمارات العرب في وقف "شطحات" ترامب؟

بلغ إجمالي استثمارات الدول العربية في سندات وأذون الخزانة الأمريكية نحو 267.6 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي- أ ف ب
بلغ إجمالي استثمارات الدول العربية في سندات وأذون الخزانة الأمريكية نحو 267.6 مليار دولار بنهاية سبتمبر الماضي- أ ف ب
تسبب قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بنقل مقر السفارة الأمريكية إلى القدس، في ردود فعل عنيفة في الشارع العربي، وتحدث خبراء اقتصاديون عن إمكانية استخدام الاقتصاد والاستثمارات العربية كأداة للضغط على القرار الأمريكي وإثناء ترامب عن قراره.

وقال الخبير في الشأن الاقتصادي، أبو بكر الديب، إن الدول العربية لديها ثلاث نقاط ضغط علي الولايات المتحدة الأمريكية لوقف "شطحات" دونالد ترامب وانحيازه ضد المصالح العربية وقضية فلسطين لصالح إسرائيل وخاصة في قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

وأوضح أن أولى هذه النقاط تتمثل في التهديد بسحب الأموال والاستثمارات العربية من أمريكا أو على الأقل وقف ضخ المزيد منها، قائلا إن الودائع العربية في المصارف الأمريكية تصل إلى حوالي 700 مليار دولار، وقدرت الاستثمارات العربية في الولايات المتحدة بحوالي 680 مليار دولار، وتشكل نسبة الأموال العربية المستثمرة في أمريكا حوالي 12.8% من إجمالي الأموال العربية المستثمرة في العالم.

وأضاف أن ثاني هذه الملفات هو تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع واشنطن والحراك دوليا ضد البيت الأبيض والرئيس الأمريكي.

أما ثالث محور يمكن التعامل معه في قضية القدس فيتمثل في وقف التعامل مع واشنطن والإدارة الأمريكية في الملفات الإقليمية، قائلا إن ترامب يلعب بالنار ويشعل المنطقة العربية بقرارات غريبة ومثيرة.

في نفس السياق، فقد بلغ إجمالي استثمارات الدول العربية في سندات وأذون الخزانة الأمريكية نحو 267.6 مليار دولار بنهاية شهر أيلول / سبتمبر الماضي.

ووفقا لبيانات وزارة الخزانة الأمريكية، فإن 11 دولة عربية تستثمر أموالا في سندات وأذون الخزانة الأمريكية، تمثل نحو 4.2 بالمائة من إجمالي الاستثمارات العالمية في هذه السندات، البالغة 6.32 تريليون دولار.

واستحوذت السعودية على النصيب الأكبر من استثمارات العرب في سندات وأذون الخزانة الأمريكية، بحصة تبلغ 51.1 بالمائة، بقيمة استثمارات 136.7 مليار دولار، تمثل 2.2 بالمائة من استثمارات دول العالم في أداة الدين الأمريكية.

وقال الدكتور مختار الشريف، الخبير الاقتصادي، إن جميع المستثمرين يفضلون البلدان الأجنبية لضخ استثماراتهم بها، خاصة أنها تتمتع من وجهة نظرهم بتطبيق القانون وعدم التفريق بين أحد، فضلا عن أن هناك شفافية مطلقة، ومحاسبة للجميع أولا بأول، الأمر الذي يقودها إلي التمتع بمناخ استثماري قوي قادر علي جذب المستمرين من جميع البلدان.

ويري الخبير الاقتصادي في حديثه لـ "عربي 21"، أنه لا يمكن أن تتجه الدول العربية وتحديدا دول الخليج، إلى سحب استثماراتها من أوروبا وأمريكا وضخها في السوق العربية التي لا تتمتع بمناخ استثماري آمن، ناهيك أن العائد الشخصي والأرباح التي تحققها الاستمارات في الدول الأوروبية تعود كاملة دون أي استقطاعات علي أصحابها، وهو مالا يحدث بالفعل في الدول النامية أو العربية.

وأشار "الشريف" إلى أن هناك بعض الدول مثل السعودية قادرة علي جذب المزيد من الاستثمارات، منوها إلى أن الحديث حول إدارة أموال الخليج لاقتصاد أوروبا وأمريكا غير صحيح، لأن تلك الدول بالفعل تتمتع بمناخ استثماري جذاب يصلح لجميع الدول وليست دول الخليج فقط أو الدول العربية، وإن كانت حجم استثماراتهم كبيرة، ولكن بأي شكل من الأشكال فإنه يمكن استخدام هذه الأموال والاستثمارات في الضغط على القرار الأمريكي.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل