هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استطاع أكثر من 826 ألف مسلم إقليم أراكان الهروب من بلادهم على خلفية الهجمات الوحشية، التي تعرضوا لها من قبل مليشيات بوذية متطرفة وجيش ميانمار ومازالت مستمرة منذ 25 آب/ أغسطس الماضي.
ودفعت المأساة التي يعيشها مسلمو أراكان غربي ميانمار، العديد من دول العالم للشعور بالخجل، إلا أن دولا من العالم الإسلامي فشلت في بلورة ردٍ مناسب لحجم هذه الأزمة الإنسانية، وتقديم الدعم اللازم للمسلمين الروهينغيا.
صمَّت حكومة ميانمار آذانها عن الدعوات التي أطلقها المجتمع الدولي حاثّا إياها على وقف اضطهاد المسلمين في أراكان، في حين تدفقت أفواج اللاجئين من المسلمين نحو الجارة بنغلاديش، للنجاة بحياتهم من هول المجازر التي تستهدف وجودهم، والتي جعلت قراهم أثرا بعد عين.
اقرأ أيضا: ديلي بيست: كيف دعم اليمين الأمريكي الجرائم ضد الروهينغيا؟
اكتفى كل من العراق والبحرين بنشر بيان داعيا من خلاله لوقف العنف والتنديد بالانتهاكات الجارية في أراكان، دون إرسال أي مساعدة للمسلمين الروهينغا الذي أجبروا على اللجوء إلى بنغلاديش.
من جهتها، أرسلت الإمارات العربية المتحدة 300 طن من المساعدات الإنسانية، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية عن تعهدها بتقديم مساعدات لأراكان بقيمة 15 مليون دولار.
من جانبها، نشرت إيران رسائل إدانة حول الانتهاكات التي يشهدها إقليم أراكان، وأرسلت ما مجموعه حوالي 100 طن من المساعدات الإنسانية إلى مسلمي الروهينغيا في بنغلاديش.
ومن بين دول الشرق الأوسط، اكتفت كل من مصر ولبنان بنشر رسائل إدانة، داعيا من خلالها إلى وقف العنف.
أما الأردن، فقد نشر بيانا أدان من خلاله الظلم والاضطهاد الذي يتعرض له مسلمو الروهنغييا في أراكان.
كما زارت الملكة الأردنية رانيا القرويين الروهينغيا في بنغلاديش، ووصفت ما تعرضوا له من اضطهاد بـ"غير مقبول".
وأدانت سنغافورة ما يتعرض له مسلمو الروهينغيا، وتعهدت بتقديم 100 ألف دولار كمساعدات للاجئين من أراكان في بنغلاديش.
من جهتها، نشرت المملكة المغربية بيان إدانة للعنف والتمييز الذي يتعرض له مسلمو الروهينغيا، كما أرسلت مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين الروهينغيا في بنغلاديش.
فيما اكتفت كل من تونس والجزائر بنشر بيانات تنديد لأعمال العنف والقتل بحق الروهنغييا.
واتخذت تركيا مبادرات سياسية مختلفة أشرف عليها الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو.
جاء ذلك بالتزامن مع بدء وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا)، ورئاسة الكوارث وإدارة الطوارئ في رئاسة الوزراء (أفاد)، والهلال الأحمر التركي، ووقف الديانة التركي، وهيئة الإغاثة التركية (?HH) بإيصال وتقديم المساعدة الإنسانية لمسلمي أراكان.
من جهتها، سارعت مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية القطرية لدعم مسلمي أراكان، إذ خصص الهلال الأحمر في ذلك البلد، ملايين الدولارات لمساعدة مسلمي الروهينغيا والتخفيف من مأساتهم.
أما وزير الخارجية الإندونيسي، ريتنو مرسودي،، ومنذ الأيام الأولى للأزمة، أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيسة وزراء ميانمار، أون سان سو تشي، داعيا إياها إلى وضع حد للعنف ضد المسلمين.
وبالتزامن مع إرسالها 74 طنا من المساعدات الإنسانية للمسلمين الروهينغيا في بنغلاديش، تواصل الحكومة الإندونيسية إصدار بيانات إدانة للعنف وأعمال القتل الجماعي التي يشهدها أراكان.
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يفشل بإدانة بورما ويكتفي ببيان حول الروهينغيا
كما تجري إندونيسيا أنشطة دبلوماسية مهمة على مستوى المجتمع الدولي ومنظماته؛ من أجل وقف الانتهاكات ضد الروهنغييا.
الكويت من جهتها، نظمت في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وبالتعاون مع الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والمنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية الأممية السامية لشؤون اللاجئين، مؤتمرا دوليا لتوفير المساعدات الدولية لمسلمي أراكان.
وفي إطار هذا المؤتمر، خصصت الكويت 10 ملايين دولار لدعم مسلمي الروهينغيا وتحسين ظروف حياتهم.
وهرب أكثر من 800 ألف من أقلية الروهينغيا إلى بنغلادش منذ أواخر آب/ أغسطس، حاملين معهم شهادات عن عمليات قتل واغتصاب وحرق ارتكبها الجيش البورمي بحقهم، خلال حملة أمنية اعتبرت الأمم المتحدة أنها ترقى إلى "تطهير عرقي".