هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفاد مصدر يمني بأن السلطات المحلية في محافظة المهرة شرقي اليمن على الحدود مع سلطنة عمان اعترضت، الاثنين، قوة عسكرية تابعة للتحالف العربي، يقودها ضباط سعوديون، قدمت إلى المحافظة على متن مركبات عسكرية، دون أن يكون لها علم بذلك.
وقال المصدر المقرب من سلطات المدينة، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21"، إن قوة عسكرية مكونة من عدد من المركبات العسكرية، يقودها أربعة ضباط سعوديون، و21 فردا من أبناء محافظة المهرة، تلقوا تدريبهم في مدينة الطائف بالمملكة، وصلت مساء أمس الأول إلى المحافظة.
وأضاف المصدر أنه تم اعتراض تلك القوة في مدخل مدينة الغيظة (عاصمة المهرة)، بالقرب من السجن المركزي، التي كانت في طريقها إلى مطار المدينة (يحمل اسم العاصمة ذاته). مؤكدا أن وصول القوة العسكرية كان مفاجئا للسلطات البلدية فيها، والتي لم يكن لديها علم بذلك.
ووفقا للمصدر، فإن قيادات أمنية وعسكرية في محافظة المهرة، التي التف حولها حشد من قبائل المهرة، منعت هذه القوة -التي يترأسها ضباط سعوديون- من الاستمرار في طريقها نحو المطار، وطلبت منهم العودة من حيث أتوا.
وشددوا على أنهم لن يسلموا المطار ما دام هناك قوات أمنية محلية، فضلا عن الوضع المستقر في المدينة، ولا حاجة لهم بأي وجود عسكري آخر.
وأمام أصرار القيادات العسكرية والقبلية المهرية، وفقا للمصدر، تم نقل الضباط السعوديين إلى مقر قيادة الجيش هناك، من ثم تم إبلاغ الرياض بما جرى.
وأشار المصدر إلى أن تزايد الحشود القبلية إلى المنطقة التي تم اعتراض القوة العسكرية فيها، أجبرت عددا من المركبات العسكرية للعودة إلى محافظة حضرموت المجاورة لمحافظتهم.
وأوضح المصدر أن القيادات الأمنية والعسكرية المهرية التقت بعد ذلك بالضباط السعوديين، وتم إبلاغهم بأن الطريقة التي قدموا بها "غير مقبولة" لدى أبناء المحافظة، خاصة أنه لم يكن لدى سلطاتها أي علم بهذا التحرك.
وبحسب المصدر، فإن الضباط السعوديين كان ردهم أنهم قدموا إلى المحافظة بتكليف من الرئاسة اليمنية والتحالف العربي، في الوقت الذي تثار فيها الشبهات حول تخفي الإمارات خلف هذا التحرك.
ولفت إلى أن المعلومات تشير إلى أن هذه القوة التي تم الدفع بها إلى المدينة الواقعة في أقصى الشرق "التفاف إماراتي غير مرغوب فيه جاء بقناع سعودي هذه المرة".
وذكر المصدر المقرب من سلطات محافظة المهرة أن قياداتها المدنية والأمنية عقدت لقاء مع الوفد السعودي؛ للتباحث حول المهمة التي قدموا من أجلها.
وقال إن القيادة المحلية للمهرة قبلت بإدارة وتشغيل السعودية لمطار الغيظة -تسيطر عليه قوات من الجيش والأمن، مع تعزيزهم بمقاتلين قبليين- لكن وفق شروط وضعتها تم تسريب عدد منها. حسب قوله
وتنص الشروط على ألّا يتحول هذا المطار الواقع وسط المحافظة إلى مطار حربي، مع الاحتفاظ بالعاملين الحاليين فيه، وعدم استبدال آخرين بهم، بالإضافة إلى أن يكون هناك تنسيق مستمر بين السعوديين وبين السلطة المحلية بشأن أي مساعدات أو استحداثات جديدة.
وكان رد الوفد السعودي بأنه سيرسل هذه الرسالة إلى أصحاب القرار في الرياض، وموافاة سلطات المحافظة بالرد. حسبما أكده المصدر.
وتوصف محافظة المهرة بأنها البوابة الشرقية لليمن، ولطالما ظلت بعيدة عن الحرب الدائرة بين حكومة الرئيس هادي وجماعة الحوثيين وحلفائها، إلا أنها كانت ولا تزال مسرحا لصراع شديد على النفوذ بين مسقط وأبوظبي، التي تقيم معسكرا تدريبيا لقوات ما تسمى "النخبة المهرية" هناك.