هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شملت الأهداف المعلنة لزيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لعدد من الدول الخليجية، محاولة جديدة لجمع الأطراف المعنية بالأزمة على طاولة الحوار؛ إلا أن تصريح تيلرسون أن "بلاده لن تفرض حلا على أطراف الأزمة"، أثار تساؤلا حول مدى الرغبة الأمريكية في إطالة أمدها.
وطرح التصريح جدلا فيما إذا كانت واشنطن تعمل بجد لإنهاء الأزمة، أم أن وزير خارجيتها يقوم بزيارات بروتوكولية اعتيادية لإثبات الحضور فقط ، وسط أحاديث عن انشغال الإدارة الأمريكية بملفات أخرى أكثر سخونة، وعدم رغبتها بالميل لطرف دون آخر.
وبدأ الوزير الأمريكي تيلرسون السبت الماضي زيارته للرياض والتقى المسؤولين السعوديين، قبل أن يغادر إلى الدوحة الأحد ويلتقي المسؤولين القطريين.
اقرأ أيضا: تيلرسون يصل إلى الرياض لبحث الأزمة الخليجية
وذكر تيلرسون في تصريحات صحفية أن الهدف من الزيارة إقناع الأطراف المعنية بالجلوس على طاولة الحوار، متوقعا عدم التوصل لحل سريع في الأزمة، مضيفا "يبدو أن هناك غيابا فعليا لأي رغبة بالدخول في حوار من بعض الأطراف المعنية".
وتعد هذه الزيارة الثانية لوزير الخارجية الأمريكي منذ اندلاع الأزمة الخليجية، ولم تثمر الاثنتين عن أي نتائج ملموسة نحو أي اختراق.
ويشير اللواء المتقاعد أنور عشقي رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية"، إلى أن زيارة تيلرسون تحاول دعوة الأطراف المختلفة لطاولة الحوار، لافتا إلى مطالبة الوزير الأمريكي لعدم التفاؤل.
ويؤكد عشقي لـ"عربي21" أن أمريكا "لا تريد أن تفرض حلا لأن من أهدافها الاستراتيجية المحافظة على علاقاتها مع كل دول المنطقة"، مشددا أن الولايات المتحدة لم ترغب منذ البداية في الوساطة وما تقوم به فقط من باب المساعدة في حل الأزمة.
ونوه إلى أن نتائج الزيارة لم تظهر فيها ملامح النجاح فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، مضيفا: "الموقف ما زال ضبابيا ولدى أمريكا حرص على تحقيق أحد أهدافها الاستراتيجية بإعادة الأمن والسلام في الشرق الأوسط".
اقرأ أيضا: تيلرسون: السعودية ليست مستعدة لمحادثات مع قطر
ويرى عشقي أن الهدف الأمريكي بإنشاء المجلس التنسيقي في العراق حاز الاهتمام الأكبر في هذه الزيارة، مبينا أن استمرار الأزمة الخليجية يضر بالمصالح الأمريكية من خلال إطلاق يد إيران في المنطقة وإعطائها الفرصة للمضي في برنامجها النووي.
ولا يتفق الدكتور علي الهيل أستاذ الإعلام السياسي مع عشقي، ويرى أن استمرار الأزمة الخليجية يصب في المصالح الأمريكية، موضحا أن تصعيد الأزمة وإطالة أمدها يخدم أمريكا عسكريا واقتصاديا من خلال إقبال دول الخليج على شراء الأسلحة من الولايات المتحدة.
ويقول الهيل لـ"عربي21": "الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية الأمريكي لا علاقة لها بالأزمة الخليجية وترتكز بشكل أساسي لإنشاء المجلس التنسيقي في العراق"، مشددا على أن أمريكا لا تريد حل الأزمة لأن ذلك يخدم مصلحتها.
ويؤكد الهيل أن"أمريكا لا تستطيع حل أي مشكلة في العالم، لكنها تستطيع استثمارها لتحقيق مصالحها بأكبر قدر ممكن، وهذا ما تتعامل معه في الأزمة الخليجية"، منوها إلى أن ما تعلنه الولايات المتحدة في الظاهر ليس له علاقة بالحقيقة.
واندلعت الأزمة الخليجية في 5 حزيران/ يونيو من العام الحالي بعد قطع الدول الخليجية الثلاث السعودية والإمارات والبحرين إضافة لمصر، علاقاتهما مع قطر بتهمة دعم وتمويل الإرهاب، وهو ما نفته قطر بشكل قاطع.