في إطار جهودها الهادفة إلى إلحاق أكبر عدد ممكن من الطلاب السوريين بالمدارس، ومن خلال توفير حلول من شأنها إتاحة
التعليم للطلاب السوريين بما في ذلك العمال منهم الذين يعيلون أسرهم، تعتزم السلطات التركية افتتاح
مدارس مسائية مخصصة للطلاب السوريين.
وفي التفاصيل، أكدت وسائل إعلام تركية أن السلطات تعمل بشكل سريع على تجهيز مدارس مسائية، ليتمكن
الأطفال المنخرطون في سوق العمل من الالتحاق بالدراسة.
وبحسب وسائل الإعلام، فإن الحل الجديد جاء لمعالجة مشكلة عدم التحاق الآلاف من الطلاب السوريين بالمدارس السورية أو التركية، بسبب التحاقهم بسوق العمل تحت الضغوط الاقتصادية التي ترزح تحتها الشريحة الأكبر من
اللاجئين السوريين في
تركيا.
وفي أحدث احصائية شبه رسمية نشرت مطلع العام الدراسي الجاري (2017-2018)، بلغ مجموع الطلاب السوريين الملتحقين بالمدارس التركية الرسمية والمراكز التعليمية المؤقتة؛ نحو 500 ألف طالب، بينما يقدر عدد الأطفال السوريين ممن هم في سن الدراسة (5-18 سنة) في تركيا؛ بنحو 877 ألفا.
ووفق الإحصائية السابقة، فإن عدد الطلاب السوريين الذين لم يذهبوا إلى المدارس في هذا العام يقدر بنحو 377 ألف طالب، غالبيتهم من الفئة العمرية التي تتراوح ما بين 14 و18 سنة.
وفي تعليقه على هذه الأرقام، قال الصحفي المختص بالشأن التركي، عبو الحسو، إن نسبة كبيرة من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية يضطرون لترك التعليم ويتوجهون لسوق العمل، بسبب حاجة أسرهم إلى المعيل.
وعن المدارس المسائية، أشار الحسو في حديث لـ"
عربي21"، إلى أن الخطوة واحدة من حلول أخرى يتم بحثها في المؤسسات التركية المعنية بالتعليم.
وأشار الحسو إلى أن هذه المدارس، في حال افتتاحها، ستطبق مناهج مبتكرة تقوم على اختصار سنوات التعليم، من خلال تكثيف محتوى المناهج التعليمية. وأما بالنسبة لأوقات الدوام التي ستعتمدها، فرجح أن تطبق هذه المدارس برنامجا يشابه البرامج المطبقة في نظام التعليم المفتوح الجامعي.
وقال الحسو: "ما من شك بأن ساعات العمل في تركيا هي ساعات طويلة جدا، بالتالي لن يستطيع الطالب المرهق من العمل متابعة التعليم حتى لو كان في المساء، لذلك الحل سيكون بتحديد الدوام في أيام العطل".
ومع بداية العام الدراسي الجديد، دمجت وزارة التربية التركية طلاب الصف الثاني والخامس والتاسع في مدارسها التركية، بعد أن دمجت طلاب الصف الأول الابتدائي في العام الدراسي الماضي، ومن المرجح أن يتم دمج بقية الصفوف خلال العامين الدراسيين القادمين، لتلغي الوزارة العمل بالمراكز السورية المؤقتة التي افتتحتها مع بداية تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
ومطلع العام الجاري، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، أنه على الرغم من الزيادة الكبيرة في معدلات التحاق الأطفال السوريين بالمدارس في تركيا، والتي بلغت أكثر من 50 في المئة منذ منتصف العام 2016، إلا أن أكثر من 40 في المئة من الأطفال السوريين في سن الدراسة، البالغ عددهم 380 ألف طفل، ما زالوا غير منتظمين في الدراسة.