أعلنت القيادة المركزية الأمريكية الجمعة، أنها علقت مشاركتها بمناورات عسكرية مع دول خليجية بسبب استمرار الأزمة مع
قطر.
وقال الكولونيل جون توماس المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي، إن قرار التعليق جاء "احتراما لمبدأ مشاركة الجميع في تحقيق المصالح الإقليمية المشتركة".
ودعا دول
الخليج للعمل معا لـ"إيجاد حلول مشتركة تحقق الأمن والاستقرار في المنطقة"، وفق ما نقلته "أسوشيتد برس".
"ضربة لابن سلمان"
وتعليقا على هذا الأمر، قرأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في هذا الأمر، أنها يعد ضربة للملكة العربية السعودية، لا سيما ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ونقلت عن أندرياس كريغ الأستاذ المساعد في كلية "كينغز" في لندن للدراسات الدفاعية، قوله إن تعليق المناورات يمثل ضربة لابن سلمان بحكم أنه يشغل وزير الدفاع في البلاد، ويعد أحد مهندسي الحصار على قطر.
وأشار إلى أن العائلات الملكية في المنطقة في مقدمتها العائلة الملكية في السعودية توصلت إلى تعزيز الشراكة مع الولايات المتحدة وسيلة لتعزيز أمنها، لذلك يعد تعليق المناورات العسكرية مع أمريكا ضربة قوية لها.
وكانت البحرين طلبت قبل أشهر من جنود قطريين متمركزين في مقر القيادة المركزية للقوات الأمريكية الموجودة على أرضها، المغادرة على وقع الأزمة الخليجية مع الدوحة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن القيادة المركزية الأمريكية، أنه سيتم وقف المناورات، في محاولة لإيصال رسائل بأن الجيش الأمريكي ما يزال حريصا على العمل سويا مع الدول الأخرى في المنطقة، ويقصد بذلك قطر.
ويمثل تحرك البنتاغون لوقف التدريبات العسكرية تحولا في موقف الولايات المتحدة التي أظهرت في بداية الأزمة الخليجية تأييدها لدول الحصار في محاولة للضغط على قطر.
وبحسب الوكالة، فقد حاول كبار المسؤولين الأمريكيين إقناع حلفاء أمريكا العرب بإنهاء الحصار المفروض على قطر، الذي بدأ في حزيران/ يونيو بقيادة السعودية والإمارات.
وتسبب الحصار بإغلاق الحدود البرية لقطر البلاد الغنية بالطاقة وطرقها الجوية والبحرية، ما أثر على اقتصادها.
وأوردت الوكالة الأمريكية أن البنتاغون يعتمد على التعاون مع حلفائه الخليجيين من أجل الجهود الرامية لمكافحة الإرهاب، والحد من تأثير إيران في المنطقة.
وأكدت أن دول الخليج لم تتفاعل على الفور مع تصريحات البنتاغون.
ورأت أن تعليق المناورات العسكرية يعد ضربة لدول الخليج المشاركة في الحصار.
وأشارت إلى أن قطر تعد المقر الرئيس للجهود العسكرية الأمريكية لهزيمة تنظيم الدولة في المنطقة، إذ إنها تشهد التنسيق بين عشرات الحلفاء الذين يعملون ضمن حملة مكافحة الإرهاب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.
ومن قطر يتم تنفيذ كل الغارات الجوية التي يشنها التحالف على التنظيمات الإرهابية، إذ إنها تحوي أحد أكبر قواعد القوات الجوية الأمريكية في العالم (قاعدة العديد).
وفي بداية الأزمة الخليجية، أعرب الرئيس دونالد ترامب علنا ??عن تأييده للحصار، على عكس حكومته، إذ إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون ورئيس الدفاع السيد ماتيس، كانا قلقان من أن الاضطرابات ستؤثر على الجهود الأمريكية في مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وبالإضافة إلى التدريبات العسكرية والتعاون في مكافحة الإرهاب، أقامت الولايات المتحدة أيضا علاقات وثيقة مع حلفائها في الشرق الأوسط، من خلال بيع معدات عسكرية متطورة.
وتجنب البنتاغون أي ذكر للمبيعات العسكرية المستقبلية، إلا أن المحللين يقولون بأن تجميد مبيعات الأسلحة يعد من أكبر أوراق الضغط التي يمكن أن تستخدمها الولايات المتحدة في محاولة حل الأزمة الخليجية.