سياسة عربية

رغم الإمدادات.. ريف حمص يعاني نقصا كبيرا بالمواد الطبية

يطبق النظام بحصاره على ريف حمص وحماة منذ العام 2013- أرشيفية
يطبق النظام بحصاره على ريف حمص وحماة منذ العام 2013- أرشيفية
 أعلنت منظمة "الهلال الأحمر العربي السوري" أمس الأربعاء، عن إدخال 61 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية إلى مدينة الحولة بريف حمص ومناطق بريف حماة.
 
وأكدت المنظمة، أن المساعدات تتضمن مواد غذائية وطبية وكتبا مدرسية ومياها ولقاحات روتينية ولقاحات ضد الحصبة.

وبرغم وصول هذه المساعدات الأممية إلى المناطق المحاصرة التي يحاصرها النظام السوري، في ريفي حمص الشمالي وحماة الجنوبي من حين لآخر، إلا أن هذه المناطق تعاني من نقص كبير في الأدوية، مرده إلى ضعف المواد الطبية التي تحتويها القوافل، وخلوها تماما من المستلزمات الطبية الجراحية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية، وفق مصادر محلية.

وقال ممثل مديرية صحة حمص التابعة للحكومة المؤقتة، الطبيب طلال مردود، إن المساعدات الأممية السابقة التي وصلت إلى المناطق المحاصرة تحتوي عادة على مواد طبية بسيطة وبكميات محدودة مثل: أدوية الأطفال، والمسكنات، ومستحضرات معالجة الإسهالات. لكنها تخلو من المواد الطبية الضرورية لإجراء العمليات الجراحية (المخدرات، المستهلكات).

ورجح مردود في اتصال مع "عربي21" من ريف حمص، أن يكون النظام السوري وراء منع إدخال هذه المواد الضرورية للعمليات الجراحية، ورأى أنه "من المؤكد أن النظام  يشرف على تعبئة الشاحنات بكل محتوياتها".

وأضاف: "لا نعتمد في المراكز الصحية على المواد الطبية والأدوية التي تحتويها هذه القوافل، وإنما على الأدوية التي يتم تهريبها إلى داخل المناطق المحاصرة".

اقرأ أيضا: اتهامات للتحالف الدولي بتدمير آخر بئر مياه بالرقة

لكنه بالمقابل، أشار إلى صعوبة إدخال المواد الطبية الضرورية للعمليات الجراحية حتى في حالة التهريب.

وقال مردود، إن "النظام يعامل هذه المواد الطبية معاملة خاصة، كونه يعتقد أنها ضرورية لمعالجة الجرحى من المقاتلين، لذلك يحرص أشد الحرص على عدم وصولها إلى ريف حمص الشمالي"، مؤكدا أن نقصها "يتسبب بكارثة طبية يدفع الأهالي المحاصرون ثمنا لها".

من جانب آخر، لفت مردود إلى ارتفاع أسعار الأدوية عموما في المناطق المحاصرة، موضحا أن بعض الأدوية ترتفع أسعارها بمعدل أربعة أضعاف عن بقية المناطق السورية غير المحاصرة.

بدوره، أشار الناشط الإعلامي، محمد طه من مدينة تلبيسة، إلى ارتفاع أسعار الأدوية والأغذية في كل من ريف حمص الشمالي المحاصر من قبل النظام.

وعن مساهمة المساعدات الأممية في تخفيف المعاناة عن الأهالي، قال طه لـ"عربي21"، إن "المساعدات لا تصل بشكل منتظم، وقد تمر فترة تتجاوز الأربعة شهور بدون وصولها".

وشرح طه ما يصل للأهالي من هذه المساعدات بقوله: "تحصل العائلة على سلة إغاثية وكيس أرز في أحسن الأحوال، وهذه الكمية لا تكفي العائلة إلا لشهر واحد".

وتحدث الناشط الإعلامي، عن تردي الأوضاع الاقتصادية في ريف حمص الشمالي، معتبرا أن المساعدات الأممية "غير متناسبة مع حجم الفاقة التي يعاني منها السكان".

ويطبق النظام بحصاره على هذه المناطق في وسط البلاد، منذ العام 2013، فيما تتعرض عدة مدن وبلدات فيها إلى قصف متقطع بالمدفعية والطائرات من قبل قوات النظام.
 
التعليقات (0)