أصيب أكثر من ثلاثمئة وخمسين شخصا في كاتالونيا بعد مداهمة الشرطة الإسبانية مراكز الاقتراع المخصصة لاجراء
الاستفتاء على
الانفصال الذي ترفضه مدريد وعملت على منعه.
ومنذ الصباح، دخلت شرطة مكافحة الشغب الإسبانية بالقوة إلى مركز الاقتراع في بلدة جيرونا، حيث سيدلي رئيس كاتالونيا بصوته في الاستفتاء على الاستقلال الذي حظرته مدريد.
ووقعت مشاجرات لدى وصول الشرطة، التي شرعت بمصادرة صناديق وبطاقات الاقتراع الخاصة بالاستفتاء على استقلال كاتالونيا.
ومبكرا بدأ الكتالونيون في تكوين طوابير؛ للتصويت في استفتاء على الاستقلال عن إسبانيا، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، في تحد لمحاولات الحكومة الإسبانية منع هذا الاستفتاء.
وبدأت طوابير من الناخبين تتشكل عند العديد من المراكز المخصصة للاقتراع في مدارس برشلونة، بالتزامن مع تحرك عربات للشرطة المدنية من ميناء برشلونة إلى قلب المدينة حيث يجري الاستفتاء.
ونقل عن شهود عيان قولهم إن قافلة مؤلفة من نحو 30 عربة تابعة لشرطة الحرس المدني ومركبات لا تحمل علامات وشاحنة مليئة برجال الشرطة غادرت ميناء برشلونة في ساعة مبكرة من صباح يوم الأحد، فيما أُرسل آلاف من رجال الشرطة من كل أنحاء إسبانيا إلى كتالونيا لمنع إجراء الاستفتاء.
وأعلنت الحكومة المركزية الإسبانية عدم شرعية الاستفتاء، ولم يتضح ما إذا كان سيُسمح لمراكز الاقتراع بفتح أبوابها، كما هو مقرر، عند الساعة التاسعة صباحا (07:00 بتوقيت جرينتش).
وأدى الاستفتاء، الذي أعلنت مدريد عدم شرعيته، إلى سقوط البلاد في واحدة من أسوأ أزماتها الدستورية منذ عشرات السنين، وأثار المخاوف من اندلاع أعمال عنف في الشوارع، وسط اختبار للإرادة بين مدريد وبرشلونة.
وفي دلالة على الانقسام الذي سببه الاستفتاء، تجمع متظاهرون مؤيدون للوحدة في المدن الإسبانية الكبيرة، منها برشلونة؛ للتعبير عن معارضتهم القوية لمسعى قطالونيا للانفصال.
وفي المنطقة نفسها، قضى مئات المؤيدين للاستفتاء الليل في مدارس مع أطفالهم، ويقولون إنهم يعتزمون البقاء حتى غد الأحد؛ لإبقائها مفتوحة للناخبين.
وليس للاقتراع صفة قانونية، بعد أن أصدرت المحكمة الدستورية حكما بوقفه، وبعد أن قالت مدريد إنه يخالف دستور عام 1978.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أقلية من نحو 40 بالمئة تؤيد الاستقلال، رغم أن غالبية ترغب في إجراء استفتاء على القضية.
وإقليم كتالونيا يقطنه 7.5 مليون شخص، يتحدث الكثير منهم اللغة الكتالونية، واقتصاد الإقليم يفوق نظيره في البرتغال.