كشفت مصادر يمنية أن الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله
صالح، طلب من رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى"، صالح الصماد، وهو قيادي حوثي، بالتدخل لإنهاء
التوتر الذي تشهده
صنعاء منذ الأيام التي سبقت الاحتفال بذكرى تأسيس حزب المؤتمر يوم الخميس الماضي.
وأضافت المصادر المقربة من صالح والحوثي لـ"
عربي21"، اشترطت عدم نشر أسمائها، أن علي صالح لجأ للمناورة السياسية مع حلفائه
الحوثيين، عبر الدفع بوفد من جناحه بحزب المؤتمر، لتوقيع اتفاق "إزالة أسباب التوتر" معهم برعاية الصماد وقيادة المجلس السياسي المشكل مناصفة من الطرفين.
غير أن حبر الاتفاق لم يجف، لتعود أجواء التوتر من جديد إلى شوارع صنعاء، خصوصا المربعات التي يعتقد أن صالح يقيم فيها وأقاربه وسط صنعاء، في وقت تعرض محاميه للاعتداء والضرب من قبل مسلحين حوثيين، تسببت في كسور بيديه ورجله، الثلاثاء. حسبما ذكرته المصادر.
ولفتت إلى أن حالة من الارتباك تحيط بصالح والقيادات الموالية له، بعد انهيار خطته التي حضّر لها منذ أشهر لإعادة رسم موازين القوة بينه وحلفائه الحوثيين بدعم من دولة الإمارات، عبر بوابة "الحشود الموالية له، التي وصلت إلى ميدان السبعين، للاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر، الأسبوع الماضي".
ووفقا للمصادر، فإن جماعة "أنصار الله" المدعومة من إيران أدركت مبكرا خطة المخلوع "صالح"؛ ولذلك سارعت للإعلان عن "مواجهة التصعيد بالتصعيد"، عبر الانتشار المسلح في العاصمة صنعاء، والتمركز في المعاقل التقليدية للرجل والدائرة المحيطة به في" منطقة حدة وشارع الخمسين"، إضافة إلى إبعاد ضباط كبار موالين لصالح من مناصب قيادية في وزارتي الداخلية والدفاع في حكومة الإنقاذ غير المعترف بها.
وأكدت أن تصعيد الحوثيين بلغ ذروته ضد علي صالح قبيل مهرجان السبعين، لقياس قوة حليفهم الذي قد يتحول إلى عدو في أي لحظة؛ ولذلك تدخل "حزب الله" اللبناني للتهدئة، والسماح لأنصار حزب المؤتمر بالاحتشاد في صنعاء؛ نظرا لعلاقات تاريخية تربطه بصالح منذ ثمانينيات القرن الماضي.
وبحسب المصادر، فإن الحوثيين اكتشفوا أن علي عبدالله صالح لم يعد ذلك "الفرعون" الذي خيّل لهم؛ ولذلك استمروا في الضغط عليه؛ لاكتشاف ما تبقى لديه من أوراق خفية.
وأوضحت المصادر أن الخطر الحوثي لم يعد يلاحق "علي صالح" شخصيا، بل وصل الدائرة القريبة جدا من صالح، في الاشتباكات التي اندلعت بين نجله "صلاح" ونقطة أمنية تابعة لسلطة الحوثيين يوم السبت الماضي، وفقد خلالها الرجل خيرة رجاله "خالد الرضي"، وكاد يفقد نجله، لولا تدخل قيادات بارزة من الطرفين واحتواء المواجهات.
وذكرت المصادر أن صالح وجه ما يشبه "التوسل السياسي" للمجلس السياسي الذي يشترك حزبه في تركيبته؛ "لاحتواء الخلاف، ومنع تمدده"، بعد اشتباكات مساء السبت.
فيما بدا لجماعة الحوثي جنوح حليفهم نحو هذا الاتجاه بأن "الخطة "أ" نجحت في إفشال تحركات الرجل الأخيرة، التي كانت هاجسا رفعت الجماعة تأهبها للدرجة القصوى، وفقا للمصادر.
وأفادت بأن الجماعة تسعى لإخضاع صالح أيضا؛ للقبول بـ"إعلان حالة الطوارئ"، التي قدم صيغتها وزير الشؤون القانونية في حكومة الشراكة بينهما؛ لإقرارها من قبل مجلس النواب الذي يشكل حزب صالح أغلبية فيه.
وأكدت المصادر أن "أنصار الله" باتت مسيطرة أمنيا وعسكريا على صنعاء، مرجحة أن ينحني المخلوع علي صالح للعاصفة التي يقودها الحوثيون، وسيخلق فرصا للتهدئة معهم؛ حتى يتمكن من استعادة حضوره.
وتحالف الطرفان في الاستيلاء على صنعاء وعدد من محافظات البلاد، خريف عام 2014، ما أشعل حربا مع أنصار الحكومة الشرعية، شهدت تدخلا عسكريا من التحالف العربي بقيادة السعودية، عام 2015.