بعد انقطاع دام اكثر من 46 عاما في مجال التعاون العسكري بين أنقرة وطهران، شهدت أنقرة استقبال الرئيس رجب طيب
أردوغان، لرئيس هيئة الأركان
الإيرانية الجنرال محمد باقري، ما يعكس تعاونا عسكريا بات في الأفق بين البلدين على أعلى مستوى من التنسيق.
ويستهدف هذا التعاون العسكري مواجهة أهداف أمريكا وحلفائها بزرع كيان كردي أشبه بالكيان الصهيوني لخلق حالة من عدم الاستقرار بين دول المنطقة.. فهل يكون ذلك مقدمة لتحالف استراتيجي بينهما وتغير خريطة التحالفات في المنطقة أم أنه مجرد تعاون مؤقت نوعي ينتهي بزوال الخطر الكردي المرتقب؟
من جهته يؤكد المحلل السياسي التركي طه كيلينج لـ"
عربي21"، أنه من المستبعد أن يكون هناك تحالف استراتيجي دائم ما بين أنقرة وطهران، وأن التعاون المرتقب فرضته على الطرفين الظروف والتطورات الإقليمية والدولية، وكلاهما مجبر على تناسي خلافاتهما من أجل مواجهة الخطر الأمريكي المتمثل في تسليح ودعم الأكراد.
وأضاف كيلينج، أن تحالفات
تركيا تتجه صوب الأمريكان إذ أنها عضو بحلف الناتو، ولديها علاقات مع إسرائيل في الوقت الذي تتحالف فيه إيران مع الصين وروسيا، وتعلن العداء لإسرائيل، ويوجد عداء واضح من قبل الإدارة الأمريكية لها حاليا.
كما التقت إيران مع القلق التركي من عدم الثقة المتزايد في نية واشنطن حيال السعي لزرع كيان كردي أشبه بالكيان الصهيوني يهدد أمن تركيا ويصبح بؤرة توتر دائمة بين دول المنطقة.
ظروف خارجية
ويؤكد الصحفي التركي مصطفى أوزجان، أن وجود تحديات للطرفين التركي والإيراني دفعهما لتعاون نوعي قصير؛ إذ أن هناك بعض المشاكل في طبيعة اختلاف علاقة كليهما بالأكراد؛ لاسيما وأن إيران لها علاقة مع طالباني ورؤيتها مختلفة عن تركيا للقضية الكردية، ولكنها ترفض إعلان الاستقلال من قبل البارزاني مثل تركيا.
وأضاف أن هناك تناقضا في التفاصيل ما بين الموقفين، ما يؤكد أن هذا التحالف وقتي ولعوامل خارجية بحتة خارجة عن إرادة الطرفين، تمثلت في السعي الحثيث من قبل أمريكا والكيان الصهيوني بإعلان دولة كردية شمال سوريا والعراق ما يدفعهما للمواجهة المشتركة لهذا التهديد.
اقرأ أيضا : إيران تعلن عن زيارة قريبة للرئيس التركي إلى طهران
وأشار أوزجان، إلى أن كلا من تركيا وإيران تنتج أسلحتها بنسبة ما تتزايد أملاً في الاعتماد على الذات في مجال التسلح، ويمكنهما التعاون معاً في هذا المجال والاستفادة من تعاون إيران مع روسيا والصين في مجال التسلح.
مشيرا إلى أن الغرب وأمريكا لا يريدون لتركيا أن تمضي قدماً في برنامجها للتسلح الذاتي؛ وهو ما يدفعها لتنويع مصادر تسليحها لتتحرك وفقا لمصالحها، وليس وفقا لشروط الغرب الذي يحظر عليها استخدام أسلحتهم ضد المتمردين الأكراد.
الكيان الكردي
وقال الكاتب الصحفي التركي باكير اتاجه، لـ "
عربي21" إنه لا يمكن أن يكون هناك تحالف استراتيجي دائم بين كل من تركيا وإيران؛ لأن لكلا منهما أجندة مختلفة عن الأخرى وشبكة تحالفات ومواقف مختلفة، مما يصعب ديمومة التحالف إلا أنه لا يمنع من حدوث التعاون بشكل مؤقت في ظل الظروف الحالية والتهديد المشترك لمصالح كليهما.
وشكك اتاجه في نوايا طهران التي أجبرتها التهديدات الدولية لمصالحها إلى اللجوء للتعاون مع أنقرة؛ إذ أنها بحاجة ماسة لداعم إقليمي لها كتركيا، التي تسعى بدورها إذا لزم الأمر إلى أن تتفق مع الشيطان من أجل مواجهة التهديدات الأمريكية لأمنها القومي.
وأشار إلى أن هناك تهديدا كبيرا لتركيا من أمريكا وحلفائها، الأمر الذي دفعها للاتفاق مع إيران للوقوف ضد زرع أمريكا لكيان كردي مشبوه يقوم بدور الكيان الصهيوني بخلق حالة من عدم الاستقرار مع كافة دول المنطقة حتى تلتهم المنطقة تحت شعار دعم الأكراد الألعوبة في يد أمريكا وإسرائيل.