تدور منذ أشهر معارك مستمرة بين النظام وتنظيم الدولة، في ريفي
حماة وحمص الشرقيين، إثر هجمات واسعة للنظام على مواقع
تنظيم الدولة من أجل إبعاده عن مناطق عمق النظام في ريف السلمية وطريقها إلى حلب، وكذلك تأمين مناطقه في
حمص.
واستطاع النظام، بعد الهدنة مع الجيش الحر، أن يفتح محاور عسكرية عدة، باتجاه مناطق سيطرة التنظيم. وفي أحدث تقدم للنظام، تمكن من محاصرة التنظيم في منطقة عقيربات، بريف حماة الشرقي.
وعن هذه التطورات الميدانية، يقول الناشط من ريف حماة، عبيدة أبو خزيمة: "استطاعت قوات النظام التقدم من شرق أثريا، فسيطرت على وادي حصه وجبل الفاسدة، لتلتقي جنوبا مع قواتها المتمركزة في جبال شاعر، ومن ثم تمكنت من السيطرة على عدد من التلال على محور جبل الصوان وإطباق الحصار على منطقة عقيربات التي تبلغ مساحتها 3000 كيلومتر مربع".
ويضيف الناشط في حديثه لـ"
عربي21": "يقدر عدد عناصر التنظيم في منطقة عقيربات المحاصرة حاليا بـ800 عنصرا، كما تقدر أعداد المدنيين في هذه المنطقة بـ7000 مدنيا".
ويشير الناشط إلى أن المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في ريف السلمية الشرقية هي أقرب النقاط إلى هيئة تحرير الشام في الريهجان، حيث تقدر المسافة بينهما بـ40 كيلومترا.
وأكد أن الخاسر الأكبر في هذه المعارك هم المدنيون المتواجدون في منطقة عقيربات المحاصرة حاليا من قوات النظام؛ لأن هناك قصفا عنيفا من قبل طائرات النظام والروس، "وهذا يزيد من أعداد الضحايا في صفوف المدنين المحاصرين" كما أنه لا توجد تغطية إعلامية، ولا توجد كوادر طبية ولا مشافي يمكن أن تساعد المصابين"، وفق قوله.
وعن أهمية سيطرة قوات النظام على ريف السلمية الشرقي، يقول الرائد المنشق أبو تمام الحموي: "في حال سيطرة قوات النظام على الريف الحموي الشرقي؛ تكون أبعدت تنظيم الدولة عن تهديده المستمر لمناطقها في مدينة السلمية والشيخ هلال، وتكون قد حمت طريق إمدادها أثريا - السلمية، ولتمنع أيضا التنظيم من الاقتراب من القرى الموالية، التي كثيرا ما يقتحمها التنظيم ويقوم بقتل مؤيدين للنظام، وهذا كان يشكل ضغطا من قبل المؤيدين للنظام لاقتحام مناطق التنظيم لتأمينهم".
واعتبر أن التنظيم، بفقدانه لريف حماة الشرقي، يكون قد فقد طريق تهريب يستخدمه باتجاه مناطق مجاورة. وقال: "التنظيم قريب من مناطق هيئة تحرير الشام، وبالتالي كان التنظيم يجلب السلاح من تلك المناطق ويهرب النفط إليها، وهذا ما سيخسره في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة على منطقة عقيربات المحاصرة حاليا".
ويذهب الرائد الحموي إلى القول بأن التنظيم سيعمد لفك الحصار عن منطقة عقيربات التي يتواجد بها عناصره المحاصرون، "وذلك من خلال العربات المفخخة، وسيشن التنظيم هجمات معاكسة، لكن النظام يكثف ضرباته بواسطة الطيران الروسي، كما يقوم النظام بفتح محاور أخرى يريد من خلالها إحداث حصار آخر، إذ يقوم بهجوم من جهة حقل الأكرم باتجاه جبل أبي الرجمين، وبهذا يقطع أوصال التنظيم في ريفي حماة وحمص".
من جانبها، ذكرت وسائل إعلام النظام؛ أن قواته تقوم بأضخم إنجازتها العسكرية، كما سمتها، من خلال تأمين ريفي حماة وحمص الشرقيين، وذكرت تلك الوسائل أن النظام بصدد شن محاور أخرى ضد تنظيم الدولة في البادية.