يتم استخدام بعض التطبيقات وبرامج الهواتف الذكية كوسيلة للتجسس، لكن مؤخرا انتشر جدل واسع في شبكات التواصل الاجتماعي حول لعبة اسمها "مريم"، حيث تم اتهامها بأنها وسيلة للتجسس، وبدأ البعض يتساءل: هل من الممكن أن تتحول لعبة ألكترونية لفخ تجسسي؟
اعتبر الخبراء أن أي برنامج على الهواتف الذكية من الممكن أن يكون حصان طروادة، أي بمعنى وسيلة يستطيع عبرها مصمم اللعبة او أي جهة أخرى
التجسس على مستخدميها.
ومن جهته، قال خبير أمن المعلومات، احمد حسين العمري، إنه "مع وجود الألعاب المتصلة بالإنترنت، فإن كل شيء وارد بالنسبة للتجسس واستخدام الكاميرا والاستماع عبر المايكروفون، وما شابه، بالتالي بإمكاننا اعتبار مخاوف الناس من لعبة مريم او غيرها أمر مبرر"، كما قال لـ"عربي21".
وهل يحمي متجرا "جوجل بلاي" بالنسبة لأندروريد، و"آب ستور" بالنسبة لآيفون، مستخدميهما من التجسس؟
يشير نور خريس، الخبير في الألعاب الالكترونية، إلى أن الألعاب التي يتم نشرها على متاجر التطبيقات يتم معاينتها من قبل المتاجر بشكل دقيق ودائم، للتأكد من خلوها من برامج التجسس.
وقال خريس في حديث لـ عربي21: "على الرغم من سهولة النشر من قبل متجر جوجل ستور مقارنة لمتاجر أبل، الا أن المتجر دائماً يراجع التطبيقات، ويوقف أي تطبيق ينافي قوانين الخصوصية التي أقرتها الشركات لحماية المستخدم".
وأضاف: "لكن متاجر التطبيقات لا يمكنها حماية المستخدم حين يقوم بمنح اللعبة أو البرنامج صلاحيات الدخول لمعلوماته، ويجب عليه قبل تحميلها قراءة التعليمات والمطلوب منها جيدا، ومن ثم الموافقة أو رفض".
ويعتبر البعض أن مخاوف الناس من لعبة مريم أو غيرها غير مبررة، كونها بحسب بعض مستخدميها لا تطلب الولوج لصلاحيات الكاميرا أو المايكرفون.
لكن العمري يوضح في حديثه لـ"عربي21"؛ أنه "في لعبة مريم؛ تخوف البعض نابع من طلبها الوصول لإعدادات الجهاز، والدخول لتطبيق الواتساب وغيره من جهات الاتصال، وتوجيه اسئلة سياسية، وهذا يدفعنا للشك بأنها موجهة".
وفي هذا السياق، تم توجيه سهام الاتهام للعبة أخرى اسمها "الحوت الأزرق"، حيث قال منتقدوها إنها كانت سببا في انتحار عدد من المراهقين في بعض الدول، وكثيرا ما حذر الخبراء من تأثيرات سيكلوجية للالعاب على مستخدميها.
ويرى العمري أن هناك أضرارا أخرى، إضافة للتجسس، منها التأثيرات النفسية والسيكولوجية على الإنسان، مثل إدمان المراهقين عليها بشكل مرضي، مشيرا إلى أن هناك قصصا عن تقليد الأطفال لما يحدث معهم في عالم الألعاب الالكترونية.
وتعتبر إثارة الشائعات حول لعبة ما سلاح ذو حدين، حيث من الممكن أن تتضرر وتنزل أسهمها، أو العكس.
ويقول نور خريس :"الأمر الإيجابي في الشائعات التي يتم بها اتهام لعبة بفعل شنيع هو زيادة عدد تحميل اللعبة من باب كل ممنوع مرغوب.
وأضاف خريس :"لكن خوف الناس يؤثر على استمراريتهم داخل اللعبة، ويساهم بتقليص عدد اللاعبين المتواجدين بشكل دائم عليها".
ونبه خبير أمن المعلومات المستخدمين إلى ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية، منها مثلا، إذا كانت اللعبة تعمل بدون إنترنت؛ اقطع الاتصال، وإذا كانت اللعبة تعمل بدون طلب الدخول للخصوصية، فلا تعطيها صلاحيات الدخول للجهاز، ويفضل أن تشتريها من مواقع مضمونة.
يُذكر أن "عربي21" حاولت التواصل مع مصمم لعبة مريم، ولكن دون جدوى.