تحدثت وسائل إعلام رياضية وأخرى موالية للنظام السوري عن حوادث شغب في بعض الملاعب خلال مباريات
الدوري السوري الذي يقيمه الاتحاد الرياضي التابع للنظام، وكان آخرها ضمن مباراة الوحدة وجبلة في الدوري السوري في ملعب الفيحاء بدمشق، والتي أصيب بها أحد المشجعين في جروح جراء العراك بين جمهوري الناديين اشترك فيه أشخاص بزي عسكري.
ونشرت صفحة نادي الوحدة السوري عن أحد مشجعي نادي جبلة؛ يلبس الزي العسكري، دخل وسط جمهور الوحدة، ووجه لهم الشتائم. وذكرت أن المشجع كان ثملاً من الخمر، ما سبب توتر ضمن الجمهور في المدرجات.
ونادي الوحدة هو من دمشق، بينما فريق جبلة هو من مدينة جبلة في محافظة اللاذقية الساحلية، ويشكل العلويون نسبة كبيرة من سكانها.
وذكرت صفحات مؤيدة لنظام الأسد أن الحادثة أدت إلى وقوع إصابات بعد تصرفات "غير أخلاقية" حصلت داخل المدرجات من مشجعي نادي جبلة السوري، وأنه لم تتم محاسبة مسبب الحادثة بالرغم من معرفته من قبل الجميع.
ورأى الناشطون المعارضون لنظام الأسد، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أنّ الحادثة تؤكد "الوجه الطائفي" لنظام الأسد في كل مجالات الحياة بسوريا، ومنها
الرياضة، ووصفوا مثل هذه المشاهد بـ"التشبيح الكروي"، حيث يُنظر إلى نادي جبلة باعتباره مدعوما من الأجهزة الأمنية والعسكرية لنظام الأسد.
وقال اللاعب عبد الرحمن أبو زيد، وهو لاعب سابق في نادي الحرية في حلب: "كثيرة هذه الحوادث في الملاعب والرياضة بسوريا؛ لأنّ
الفساد يبدأ من رأس الهرم وهو الاتحاد الرياضي السوري الذي عرف بالفساد المالي أولاً، وعُرف عن عمله في مبدأ الواسطات في كثير من الأمور في الدوري السوري أو البطولات الدولية للمنتخب السوري"، وفق قوله.
وسرد أبو زيد قصصاً عاشها خلال فترة مشاركته في دوري السوري للمحترفين، قائلا: "في إحدى المرات كنا نلعب في مدينة القرداحة، وهي مدينة العائلة الحاكمة في
سوريا، وكان يتواجد في المباراة مطرب شعبي سوري وهددنا أثناء استراحة الشوطين، بوجوب احتفاظنا بنتيجة 1/0 على نادي القرداحة، وقال لنا بالحرف لو كنتوا زلم خليكم ربحانين.. وانتهت المباراة حينها 3/1 للقرداحة بسبب خوف بعض اللاعبين من عواقب ما يحصل في حال الفوز".
وأضاف أبو زيد: "عندما نكون على موعد مع مباراة قادمة مع نادي القرداحة أو تشرين أو جبلة (كلها فرق من محافظة اللاذقية) كان المدرب يعطينا تنبيهات ونصائح قبل المباراة بأسبوع، منها أن نبقى هادئين، وألا نستفز الجمهور، وألا نتصرف بأي حركة قد تغضبهم".
ويتابع ضاحكا: "كنا نشعر أننا ذاهبون إلى فرع جوية أو حرب، ومعظم هذه المباريات كانت تنتهي بالفوز أو الخسارة لكن لا تخلو من الإهانة بسبب تراخي قوات حفظ النظام في تلك المباريات؛ لأن هذه المدن في الساحل السوري هي مسقط رأس الأسد ومركز قاعدته المؤيدة له والمتحكمة بكل الفروع الأمنية والعسكرية والغلطة بألف"، كما قال.
وروى اللاعب أبو زيد أنه "من الطرائف أنّ بعض المباريات مع هذه النوادي المدعومة؛ كانت قد تمدد عشرة دقائق كوقت بدل ضائع حتى تسجيل نادي الخصم التعادل".
وفي لقاء مع اللاعب فراس العلي، اللاعب السابق للمنتخب السوري الأول والأولمبي، ولاعب ناديي الشرطة السوري والشيخ حسين الأردني سابقاً، قال لـ"عربي21": "كنا نلمس أحياناً التمييز من قبل الاتحاد الرياضي للنوادي الساحلية والمحسوبة على نظام الأسد، ودائماً كان الاتحاد الرياضي يعمل جاهداً لأن لا يسمح لهذه النوادي بالهبوط إلى الدرجة الثانية، ولو اضطر إلى دفع الرشاوي للحكام أو الضغط على الحكم بكل الأساليب المتاحة".
وتابع الكابتن في المنتخب السوري الحر: "حتى في المنتخب السوري، والذي يمثل سوريا خارجيا، كانت هناك بعض المحسوبيات في اختيار اللاعبين، فقد كان الكثير من اللاعبين لا يتم استدعاؤهم للعب في المنتخب وتمثيل بلادهم، بالرغم من تفوقهم على كثير من اللاعبين المختارين بالواسطات والرشاوي"، وفق تأكيده.
وتحدث العلي عن المنتخب السوري الحر، الذي يضم لاعبين مؤيدين للثورة؛ قائلا: "وضعنا اللبنة الأولى لانطلاق هذا المنتخب ونعمل على تقويته، بالرغم من عدم وجود دعم وعدم تغطية المصاريف للاعبين، ولا يوجد أي مرتبات شهرية، لكن نحنا يجب أن ننطلق ونعمل على التأسيس حتى تنال سوريا حريتها وتحصل على منتخب خال من الفساد الإداري"، كما قال لـ"عربي21".